من - سالي إسماعيل:
مباشر: هل ستصل قيمة برميل النفط إلى مستوى 100 دولار مرة أخرى؟، هذا هو السؤال الأكثر إلحاجاً بعد تصدر الخلافات بشأن الاتفاق النووي إضافة إلى العقوبات الاقتصادية، قائمة أهم الأحداث بالأسواق العالمية في الأسبوع الماضي.
وخلال الأيام القليلة الماضية، انسحبت واشنطن من الصفقة النووية مع طهران كما بدأت الولايات المتحدة أولى خطوات العقوبات الاقتصادية، الأمر الذي دفع أسعار النفط لتصعد إلى أعلى مستوى في 3 أعوام ونصف.
الصفقة الإيرانية
استهل الأسبوع الماضي أحداثه على تغريدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفيد بأنه سيعلن قراره النهائي بشأن الاتفاق النووي مع طهران مساء الثلاثاء.
ومن داخل البيت الأبيض، خرج ترامب الثلاثاء الماضي على الجميع ليعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي وصفه بأنه "كارثي وأحادي الاتجاه".
كما وقع الرئيس الأمريكي على مذكرة من أجل البدء في فرض عقوبات على النظام الإيراني مستبعداً أن تكون ساهمت الصفقة النووية في الحد من سلوك طهران بشأن طموحها النووية أو تخصيب اليورانيوم.
ويأتي القرار الأمريكي على الرغم من تحذيرات الرئيس الإيراني "حسن روحاني" بأن ترامب سيرتكب خطأ تاريخياً حال الانسحاب من الاتفاق النووي.
وتتباين ردود أفعال العالم حول الصفقة الإيرانية التي اعتبرها أمين منظمة أوبك "محمد باركيندو" تُشكل خطراً على الاقتصاد العالمي.
وحتى الآن لا تزال الصفقة النووية قائمة لكن تم تفعيل العقوبات الأمريكية، حيث أعلنت الولايات المتحدة بعد ساعات من توقيع المذكرة فرض عقوبات على 6 أفراد و3 كيانات أخرى إيرانية.
رد طهران
ورداً على التحركات الأمريكية، تستعد طهران للبدء في برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم وفقاً لتصريحات وزير الخارجية الإيراني "جواد ظريف" في حال فشل جولة دبلوماسية دولية تضم الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق، على حد قوله في بيان رسمي صادر عن الوزارة.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني مع نظرائه في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة سبل إنقاذ الصفقة النووية.
ووصف "ظريف" الرئيس الأمريكي بـ"الجهل والحماقة" مشيراً إلى أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة سحبت الشرق الأوسط إلى الفوضى.
كما صرح وزير النفط في إيران "بيجان زانجانه" بأن الاستثمار الأجنبي بالنسبة لتطوير صناعة الخام لكنه شدد أنه بلاده قادرة على إنقاذ نفسها.
وأعلنت ألمانيا وفرنسا إلتزامهم بالاتفاق النووي مع إيران، كما وجه في حين اعتبر المستشارة أنجيلا ميركل الصفقة بمثابة "ضربة خطيرة".
ورغم تلميحات بشأن صعوبة استمرار الصفقة النووية التي وقعها الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2015 بالتعاون مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا بعد انسحاب قوة اقتصادية كبرى في إشارة إلى الولايات المتحدة، إلا أن "ميركل" أكدت على ضرورة إجراء مناقشات مع طهران.
النفط قد يصل لـ100 دولار
وتهدد العقوبات الأمريكية إنتاج إيران النفطي البالغ 3.8 مليون برميل يومياً من بين 98 مليون برميل يومياً يتم إنتاجهم عالمياً.
وبالتالي فإن الخسائر المحتملة التي تنتظر الاقتصاد الإيراني عقب قرار ترامب قد تكون كبيرة جداً كما أنه لربما تكون ذات أثر محدود، لكن كافة السيناريوهات قائمة حتى الآن وسط ضبابية الصورة.
وصعدت أسعار النفط بشكل قوي عقب انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية لتصل إلى أعلى مستوى في نحو 3 أعوام ونصف.
وانقسمت الآراء حول العالم سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي بشأن تأييد قرار ترامب أو انتقاده.
وخلال الأسبوع الماضي، شهدت أسعار النفط أيّ خاما برنت ونايمكس مكاسب قدرها 3.3% و1.4% على الترتيب لتكون أسعار النفط بالقرب من أعلى مستوى مسجل في أواخر 2014.
وتقف أسعار الخام القياسي في الوقت الحالي عند مستوى أعلى قليلاً من 77 دولاراً لبرميل النفط الواحد لكن المستثمرين ينظرون باهتمام إلى إمكانية الوصول إلى قمة الـ100 دولار للبرميل.
ومن جانب موازٍ، يتوقع "بنك.أوف.أمريكا" أن يصل سعر برميل النفط إلى مستوى 100 دولار خلال العام المقبل بفعل تراجع صادرات إيران من الخام جراء العقوبات الأمريكية وبالتزامن مع انهيار الإنتاج في فنزويلا.