أحرز رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر تقدما مفاجئا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد يوم السبت بعد فرز جزء كبير من الأصوات. وكانت النتائج الاولية غير الرسمية تشير الى تقدم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد فرز جزء من اصوات الناخبين في البلاد. وتشير النتائج المعلنة التي احرزها الصدر عودة قوية للرجل الذي واجه تهميشا من شخصيات شيعية تربطهم صلات وثيقة في ايران. وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق إن ائتلاف سائرون بقيادة الصدر احرز المرتبة الاولى في بغداد وواسط والمثنى وذي قار والنجف وميسان. وأعلنت هذه النتائج بعد فرز نحو 95 في المئة من الأصوات في عشر من محافظات العراق البالغ عددها 18 بما في ذلك اقليم كوردستان. وحل ائتلاف الفتح بزعامة هادي العامري القائد البارز في الحشد الشعبي في المركز الثاني بعد تصدره في محافظات البصرة وبابل والقادسية وكربلاء. وعلى ما يبدو جاء العبادي في المركز الثالث. وبلغت نسبة الإقبال على التصويت 44.52 في المئة مع فرز 92 في المئة من الأصوات أي أنها أقل بكثير مما كانت عليه في الانتخابات السابقة. ومن المتوقع إعلان النتائج الرسمية النهائية يوم الاثنين. وجاء العبادي حليف كل من الولايات المتحدة وإيران في المركز الثالث في ست محافظات ولكنه احتل المركز الاول في نينوى والمركز الخامس في بغداد. وأظهرت النتائج على نحو غير متوقع تراجع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي كان يُوصف بأنه منافس خطير للعبادي. وكان العبادي قبل الانتخابات يعتبر المرشح الأوفر حظا للفوز. وكان يُنظر إلى المالكي والعامري على أنهما منافساه وكلاهما أقرب لإيران منه. وسيمثل فوز الصدر أو احتلاله المركز الثاني عودة مفاجئة لرجل الدين الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الشبان والفقراء والمعدمين لكن شخصيات شيعية مؤثرة أخرى تدعمها إيران مثل العامري عملت على تهميشه. وشكل الصدر تحالفا غير معتاد مع شيوعيين ومستقلين يناصرون العلمانية وانضموا لاحتجاجات نظمها في عام 2016 للضغط على الحكومة من أجل القضاء على الفساد.