تعرف على الكتاب الذي يشغل الكرة الأرضية الآن!
14 مايو, 2018 | 12:58 م - عدد القراءات: 17 مشاهدة
شبكة الموقف العراقي
مايكل وولف صاحبُ هذا الكتاب نجح، على ما يبدو، في فكّ شفرة شخصية الرئيس دونالد ترامب.
ترامب الذي يعاملهُ قادة العالم كـنيرون الذي أحرق روما بالنيران. الرئيس الذي كان وما يزال يصبُ البنزين على العالم من محطة وقود تويتر. أمّا معجبوه من ” القمامة البيضاء”، فهم علبة الكبريت الخاصّةُ به بلا شريك.
نفادُ نسخ الكتاب الورقية، والصعود الصاروخي لنسب مقتني نسخته الألكترونية، كان أسرع من توالد الأرانب. يؤشّرُ رغبة نسبةٍ كبيرة من الجمهور الأمريكي- بطريقةٍ رمزية كما يبدو، لإسقاطِ فكّ الرئيس التويتري بالضربة القاضية على أقلّ تقدير. ربّما أيضاً سيكونُ هذا الكتاب عاملاً مساعداً على أفول شمس ترامب في سماء المادة الخامسة والعشرين من الدستور الأمريكي، مُتيحةً فرصة تجريد إمبراطور التغريد من تاج الرئاسة، وقذفه بعيداً عن أسوار البيت الأبيض.
ثرثرة على ضِفاف أريكة البيت الأبيض
مؤلف الكتاب، يوضح في المقدمة، أن مُعِدة كتابه، لم تضطر لتناول أحاديثٍ دسمة حول الرئيس، بعيداً عن البيت الأبيض. إحدى ارائك البيت الأبيض، كانت شبيهاً بهدهدٍ، جلب القسم الأعظم من كتابه “بعد فترة وجيزة من 20 يناير، أخذتُ شيئاً مثل مقعد شبه دائم على الأريكة في الجناح الغربي. ومنذ ذلك الحين أجريت أكثر من مائتي مقابلة”.
مايكل وولف، يخبرنا ما بين السطور أيضاً، ان لديه أكثر مما قاله، حجتهُ في ذلك “إنّ الأحداث كانت قد توقفت.. دون توقفٍ مؤقت لأكثر من مائتي يوم، حيثُ أن الستار ينزل على أول عمل لرئاسة ترامب، فقط بتعيين الجنرال المتقاعد جون كيلي رئيساً للأركان في أواخر يوليو، وخروج كبير الاستراتيجيين ستيفن. ك. بانون بعد ثلاثة أسابيع”. أمّا طريقُ الحرير الذي سار عليه وولف، فكان قد رُصِف بكثيرٍ من الأحداث “تستند الأحداث التي وصفتها في هذه الصفحات إلى المحادثات التي جرت على مدى ثمانية عشر شهراً مع الرئيس، ومعظم أعضاء كِبار موظفيه، بعضهم تحدث معي عشرات المرات – ومع كثيرٍ من الناس الذين تحدثوا إليهم. حدثت المقابلة الأولى قبل أن أتصور ترامب في البيت الأبيض”.
وولف نسف أيضاً، حقيقة مظاهر العداء الترامبي للصحافة، بل وبحسبه، فإن العداء يخفي عشقاً مجنوناً للميديا “في حين أن إدارة ترامب جعلت العداء للصحافة سياسة افتراضية، إلّا أنها كانت أكثر انفتاحاً على وسائل العالم من أي بيت أبيض في الذاكرة الأخيرة. في البداية، سعت إلى مستوى من الوصول الرسمي إلى هذا البيت الأبيض، وهو شيء من حالة الطيران على الحائط. شجع الرئيس نفسهُ على هذه الفكرة. لكن، بالنظر إلى العديد من الإقطاعيات في البيت الأبيض التي كانت في صراع مفتوح منذُ الأيام الأولى لإدارة ترامب. يبدو أن هنالك شخصاً واحداً، كان قادراً على تحقيق ذلك. وبالمثل، كان هنالك أحد يقول “أذهب بعيداً”.
الجميل أنّ المؤلف بيّن أنهُ قد تحول الى “ذبابة جِدار” حقيقية، وهو تعبيرٌ يجب التعاملُ معه بحذرٍ شديد. يعني وباختصار: أن الكاتب كان لصيقاً بشدّة بما يتحدثُ عنه. موجودٌ في الميدان، لا في برجٍ عاجي، يُسقِطُ فيه قناعاته على الأحداث والآخرين “أصبحتُ أكثر تفاعلاً من ضيفٍ مدعو، شيء قريب جدّاً من ذُبابةٍ فعلية على الجدار”.
العرّاب ايلز والرئيس بانون
أبرزُ ما التقطهُ أنف الكاتب مايكل وولف من الشهادات والآراء حول الرئيس المعبود في المحراب اليمني، إنّ رائحة الإيمان للشلّة المُقرّبة من ترامب، كانت مقتنعةً بـ”العشوائية والسخافة فى السياسة”. ملاحظات الرئيس السابق لشركة فوكس نيوز، روجر ايلز الذي تمّت الإطاحةُ به بفضيحة تحرشٍ جنسي، والذي مارس دور “مُرشد بانون في وقتٍ ما”.
يذكر وولف في قسمٍ من كتابه المعنون بـ (برولوغو: ايلز وبانون)، أنّ ايلز الذي يعتبرُ أهم شخصية في وسائل العالم اليمينية، وأكبر نشطاء الحزب الجمهوري منذُ ثلاثين عاماً وما يزال، شخّص له تذبذب نبض القضايا السياسية داخل البيت الأبيض ” لا يمكن حتى الآن تقديم قضية بخط مستقيم من نيكسون الى ترامب”. ايلز المعجب بتأثير ترامب وقحته، أشّر بعد صراع الديكة التلفازي (المناظرة الأولى) بين الرئيس ومُرشحة الديموقراطيين-هيلاري كلينتون “لقد استمر فقط في الذهاب. كانت تضرب دونالد على طول الرأس، ويستمر هو. لا يعرف حتى أنهُ تعرض للضرب”. ايلز المعجب بالجلد السميك للرئيس “مقتنع أن ترامب ليس لمعتقداته السياسية عمود فقري”. السبب “ترامب غير منضبط – لم تكن لديه القدرة على تنفيذ أي خطة في اللعبة”، وأيضاً “لا يمكن أن يكون جزءاً من أيّة منظمة، كما أنه لا يرجح أن يشترك في أي برنامج أو مبدأ”. ايلز توصل كما يذكر الكتاب الى تعريف ترامب “متمرد من دون قضية”.
الفقرة هذه سجّلت أيضاً، شهادة المؤلف، والتي مفادُها، أنّ ستيفن.ك.بانون، كان صاحب الحصان الفائز بالسبق الرئاسي(موقع بريتبارت اليميني)، مُحققاً لترامب، ما عجزت عنه هيمنة فوكس نيوز على السياسة الجمهورية منذُ عقدين، والتي بلغت أرباحها السنوية مليار وخمسمائة مليون دولار ” كان ايلز – حتى وقت قريب الشخص الوحيد القوي في السياسة المحافظة – مُرغماً ومُسامحاً دونالد ترامب، ولكن في النهاية بانون وبريتبارت انتخباه”. النكتة الأبرز بحسب تقييمنا، كان لها علاقة بالمنصب الأهم الذي حصل عليه بانون في حياته القصيرة، داخل البيت الأبيض، والذي عرّفهُ المؤلف متهكماً بـ”منصب رئيس ترامب”.
السياسة الترامبية. طوفان بلا سفينة نوح!
المهتمون بمتابعة السياسة الأمريكية. يعرفون أن الداخل الأمريكي، يستهلكُ قسطاً كبيراً من نشاط الإدارات الرئاسية التي تعاقبت على البيض الأبيض، وأولُ ما سيقذفونك به، هو الحديث عن مبدأ مونرو. أمّا السياسة الخارجية الأمريكية. خاصّة في العالم الثالث، فهي لا تعدو كونها مجرد سياحة واستجمام من تعقيدات الداخل، لتُحمّل هذا العالم والشرق الأوسط ضرائب باهظة!
النموذج المثالي لِما ذُكِر، حاضرٌ في وصفة بانون للسياسة الداخلية الأمريكية، فعلى الرغم من تعقيداتها التي تستدعي اختيار طاقمٍ محترف، يعملُ كدليلٍ على نضج الرئيس، فقد تمّ شيُّها سريعاً في أفران ترامب التي تعملُ على نصائح نيران بانون ” تيلرسون يومين، بانون جلسة يومين، ماتيس هو يومين “.أمّا اختيار مايكل فلين، مُرشح مستشار الأمن القومي، المُفضّل لدى ترامب، فاستند الى أنهُ كان “حاضراً في العديد من التجمعات التي حضرها ترامب”. طيب. إذا كان هذا حال السياسة الأمريكية الداخلية، فما هو حال سياستها الخارجية؟
يأتي الجواب سريعاً في قضية فلسطين والقدس التي ما زال اعتراف الرئيس بها عاصمة للكيان الإسرائيلي، يهددُ الحظوظ الضئيلة للاستقرار في المنطقة، نقرأ في الكتاب “بانون ابتسم، كما لو كان تقريباً مع غمزة، واستمر “دع الأردن يأخذ الضفة الغربية، دع مصر تأخذ غزة. السماح لهم بالتعامل معها. بالوعة تحاول. السعوديون على حافة الهاوية، المصريون على حافة الهاوية، كلهم خائفون من الموت في بلاد فارس … اليمن، سيناء، ليبيا … هذا شيء سيء …. هذا هو السبب في أن روسيا هي مفتاح… هل روسيا سيئة؟ انهم الأشرار. لكن العالم مليء بالأشرار”.
ترامب والنساء.. حديد ومغناطيس وزوجة الصديق!
يُسجّل الكتاب لترامب رأياً في العلاقات الجنسية، يبدو من خلاله، أن الرئيس متأثرٌ جدّاً بقصص “البورنو” : “إنّ واحدةً من الأشياء التي جعلت الحياة تستحق العيش، هو لحصول على زوجات أصدقائك في السرير”. قضايا التحرش الجنسي، بدأت بالإغارة على حظوظ ترامب في الفوز بالمكتب البيضاوي، بسبب ما قاله لمضيف ان بي سي “بيلي بوش” على هيئة الميكروفون المفتوح، وسط النقاش الوطني الجاري حول التحرش الجنسي “إنني انجذب تلقائياً الى الجميلة- فقط أقبل تقبيلهم”. يجد الرئيس أن القضية تشبهُ علاقة المغناطيس مع المعادن “أنها مثل المغناطيس. قبلة فقط”.
وولف نبّه في كتابه الى إنّ هذا التصريح، مع اقتراب الخريف “جعل الفوز يبدو أكثر قليلاً من المعقول، والذي تبخر مع قضية بيلي بوش”. السيدة الأولى، ميلانيا ترامب، كان حظها بالحِفاظ على خصوصيتها، قد بدأ بالتبخر مع ازدياد صعود قيمة أسهم ترامب في بورصة السباق الرئاسي، ولقد وجدت عزائها في الضربة التي وجهها ترامب لنفسه بالتصريح السابق. فوز ترامب، حوّلها من ” امرأة سيئة السمعة، لتصبح خلال الحملة.. ربّما الأكثر شهرة في العالم”.
نظرية ترامب عن “النسوان” وجدت حيّزاً لها في الكتاب ” إنّ أحداً لن يقول أبداً عن ترامب إنهُ حساس عندما يتعلق الأمر بالمرأة، كان لديه العديد من وجهات النظر حول كيفية الحصول عليها جنباً إلى جنب، بما في ذلك نظرية ناقشها مع الأصدقاء، فرق السنوات بين رجل أكبر سناً وشابة أصغر”. ترامب، فنّد بحسب المؤلف مايكل وولف، التصور النمطي عن العلاقة الأخوية – غياب الاتصال الجسدي، عندما يجمعُ السرير، الرِجال الكبير السن والمرأة صغيرة العمر” فكرةُ أن هذا الزواج بالاسم فقط، كان بعيداً عن الحقيقة”. ترامب يبدو أيضاً مولعاً بالحديث عن السيدة الأولى ” كان معجبا بها. يبدو – في كثيرٍ من الأحيان، مُحرجاً بالنسبة لها في حضور الآخرين. قال للناس بفخر ودون سخرية ” زوجة الكأس”. كذلك ” أن الزوجة السعيدة حياة سعيدة”، وهو ما يكرر وجهة نظر أغنية شعبية.
السيدة الأولى، كانت حكيمةً بالتعاطي مع خطّ السير الترامبي في عالم الجنس اللطيف “سعى بموافقة ميلانيا، للحصول على موافقة جميع النساء من حوله، وكان من الحكمةِ إعطائُها”. حكمة السيدة الأولى، دفعتها لتكون أيضاً من ضمن القلائل الذين اعتقدوا أن ترامب لديه فرصةٌ جيّدةً في دخول البيت الأبيض “في عام 2014، عندما بدأ لأوّل مرّة وبجدّيةٍ، النظر في الترشح للرئاسة، كانت ميلانيا، واحدة من القلائل الذين اعتقدوا أنهُ كان من الممكن أن يتمكن من الفوز”. السيدة الأولى رغم حكمتها في التعاطي مع بنات جنسِها، لم تكن موفقة في نيل رضى الأبنة الأولى للرئيس، إيفانكا.
مساعدو ترامب.. مناشير طموحة بلا أسنان سياسية
مايكل وولف، تحدث أيضاً عن الأضرار التي سببها اعتقاد كِبار المساعدين له، عندما كان مُرشحاً وحتى عندما كان رئيساً ” انهم يمكن أن يحصلوا على جميع الفوائد من أن يصبح رئيساً تقريباً، دون الاضطرار إلى تغيير سلوكهم أو رؤيتهم السياسية مثقال ذرة واحدة: نحن يجب أن نكون أي شيء ولكن من نحن وما نحن عليه”. العلامة الفارقة لأصدقاء ترامب ومساعديه في نفس الوقت ” بالكاد كان شخصاً منهم في أعماقه قد عمل من أي وقتٍ مضى في السياسة على المستوى الوطني – أقرب مستشاريه لم يعمل في السياسة على الإطلاق طوال حياته”. عدد الأصدقاء لم يكن جيّداً بدوره، سواء مُقرّبين أم سياسيين” كان ترامب يمتلك قليلاً من الأصدقاء المُقرّبين من أي نوع، ولكن عندما بدأ حملته للرئاسة لم يكن لديه تقريباً أي أصدقاء في السياسة”.
كان السياسيان الفعليان الوحيدان اللذان كان ترامب على مقربة منهما-هما رودي جولياني وكريس كريستي، وكان الرجلان بطريقتهما الخاصة والغريبة يقولان عنه “إنه لا يعرف شيئاً – أي شيء على الإطلاق، حول الأسس الفكرية الأساسية لهذا العمل. كان فكاهياً”. ربّما بسبب كل ما تقدم، نفهم لماذا يجدُ ترامب نفسه واحداً من “القمامة البيضاء”- الطبقة البيضاء الفقيرة.
عدي وقصي وعبد حمود في البيت الأبيض!
خبرة إدارة الدولة عند دونالد ترامب بحسب المؤلف “قليلةٌ”. بدلاً عن ذلك، استبدلها بأسلوبه الإداري الخاص وخبرته. ينقل المؤلف مايكل وولف عن الرئيس “اعتمد على الخدم منذ فترة طويلة، كرونيز، والأسرة”. يُعلّق وولف على هذهِ النظرية الترامبية قائلاً “إنّ ترامب كان يحب أن يصوّر أعماله كإمبراطورية، إلّا أنهُ كان في الواقع شركة قابضة منفصلة ومؤسسة بوتيك تُقدّم خدمات أكثر لخصائصه كمالك وممثل للعلامة التجارية من أي خط أساس أو مقاييس أداء أخرى”.
ابناء ترامب، دون واريك، المعروفون وراء ظهورهم باسم “عدي وقصي- أبناء صدام حسين “، تساءلوا عن النواتج العرضية لتطبيق هذا النوع من الإدارة، المُحبّذ لدى الأب. المؤلف وبرشاقةٍ لغوية، ذهب الى أن ترامب الذي يراهُ العالم واحداً، هو في الحقيقة مجموعة ترامبونات. مثلاً يصفُ المؤلف أبنهُ القانوني- زوج أبنته إيفانكا (جاريد كوشنر) والشبيه بالرجل الأول بعد صدام حسين- عبد حمود ” كان ترامب الاحتياطي هو صهره. إن لم يكن لترامب، فلمعظم الآخرين، بما في ذلك عائلته. كوشنر أصبح رجلهُ الفعّال”.
دور جاريد كوشنر في حياة ترامب الرئاسية، سبب الضيّق لعائلة ترامب الكبيرة – الجماهير البيضاء. أبرز الكتاب نصيحة “المغنية اليمينية، ومؤيدة ترامب، آن كولتر، أخذت الرئيس المنتخب جانباً، وقالت: “لا أحد يخبرك بذلك. لكن لا يمكنُك استئجارُ أطفالك”. الصفقة التي نتجت من الصراع ما بين رؤية ترامب لدور عائلته الموسّع والمُقيّد بالضغوطات السياسية، كانت ثِمارُها حامضة “بعد قدر كبير من الضغط، وافق على الأقل على عدم جعل صهره رئيساً للأركان، وليس رسمياً على أيّة حال”. الروح العائلية الطاغية لدى الرئيس، يبدو إنّها قد شجّعت كلاً من جاريد وإيفانكا، إجراء صفقة جادة، نفسية الطابع” في وقتٍ ما في المستقبل عندما يحين الوقت، قالت إنّها تريد أن تكون (أوّل واحدة لخوض انتخابات الرئاسة). أول امرأة تتولى الرئاسة، والترفيه، لن تكون هيلاري كلينتون، ستكون إيفانكا ترامب”. بانون الذي كان قد صاغJarvanka ( نحتهُ من اسم كوشنر وإيفانكا)، أُصيب بـ”الرعب عندما أُفيد له عن اتفاق الزوجين”. تعليق بانون الذي كان ذو قوامٍ زجاجي تشظى في سطور الكتاب ” لم يقولوا ذلك؟ توقف. اووه تعال. لم يقولوا ذلك فعلاً؟ من فضلك لا تقل لي ذلك. يا إلهي”.
نظرية ترامب الإدارية، دفعت الشهير ستيفن.ك. بانون،أول موظف عيّنهُ ترامب في البيت الأبيض الى ما لا يمكنُ الاستغناء عن ذِكره في قراءتنا الموجزة هذهِ “بدأ وعلى الفور نقل الأثاث الى الخارج. وكان الهدف هو عدم ترك أي مجال للجلوس. لم تكن هناك اجتماعات، على الأقل الاجتماعات حيثُ يمكن للناس الحصول على راحة. حدّ المناقشة. الحدّ من النقاش. كانت هذه غرفة حرب”.
تغريدات ترامب.. رشقات نارية من الغضب والطحال
يُذكّر الكتاب بإحدى أهم تعهدات ترامب “سأكون أكبر منتج الوظائف التي خلقها الله من أي وقت مضى …” . المؤلف وولف،عبّر عمّا تعنيه هذهِ اللغة الترامبية، إنّها ” حقُّ الرئيس الجديد في المطالبة بـ “حقائق بديلة”. وكما حدث، كانت كونواي تعني أن يقول “معلومات بديلة”، فإن أقلها تعني ضمناً، وجود بيانات إضافية. ولكن كما هو مطلق، بدا بالتأكيد وكأن الإدارة الجديدة تدّعي الحق في إعادة صياغة الواقع”. يقوم المؤلف بتشريح الأسباب التي تدفعُ ترامب كي يكون نهماً لتفسير المسائل المعقدة عن طريق تويتر “كانت وسائل الإعلام تُفعّل إعادة صياغة “أخبار وهمية”، مما يجعل تغريدات ترامب بالتالي مبالغة صادقة، وإن كانت ذات أبعاد واسعة”. أمّا المهم بحسب الكاتب: على أي حال، السؤال المتكرر حول ما إذا كان ترامب سيواصل تغريداته غير الخاضعة للرقابة، والتي لا يمكنُ تفسيرها في كثير من الأحيان الآن، أنهُ كان رسمياً في البيت الأبيض ورئيس الولايات المتحدة”، وعمّا تعنيه منصة تويتر بالنسبةِ الى الرئيس، يجيبُنا المؤلف: “هذا هو ابتكاره الأساسي في الحكم: رشقات نارية منتظمة وغير منضبطة من الغضب والطحال”.
المؤامرة الروسية والمعضلة السورية
ما جاء مختلفاً وبنكهةٍ جديدة فيما يخص التآمر الروسي المزعوم في مسألة الانتخابات الأمريكية، نظريةً وصفها وولف بـ “المعقولة”: ” كان ترامب جزءاً من مجموعة أعمال دولية أقل عدداً (أقل بكثير)، تتغذى على أنهارِ ثروة مشكوكٍ فيها، كانت قد أطلقت العنان، لكافة الجهود الرامية إلى نقل النقود، ومعظمها من روسيا والصين، بعيداً عن الأضرار السياسية. هذه الأموال، أو الشائعات عن مثل هذه الأموال، أصبحت تفسيراً، يحاولً تقييم جميع المعاملات التجارية لترامب التي ظلت إلى حدٍ كبير مخفية عن الرأي”.
سوريا، حضرت أيضاً في الكتاب ” حول سوريا لم يكن أحد تقريباً في إدارة ترامب على استعداد للتنبؤ بكيفية تفاعل الرئيس أو حتى ما إذا كان سيكون هنالك ردُّ فعل”. سوريا كغيرها عانت بحسب المؤلف من ” وجهات نظر الرئيس للسياسة الخارجية والعالم بأسره، والتي كانت، عشوائية، جاهلة، وعلى ما يبدو متقلبة”. مستوى خبرته في الشؤون الخارجية واحترام المختصين، تصِفهما هذه الجملة وصفاً شيّقاً “ليست لديه خبرة في السياسة الخارجية، وليس لديه احترام للخبراء”. المؤلف اعتبر أن ما تقدم، انتج دراما في البيت الأبيض ” هنا نوع من التقابل الدرامي الذي يصلح للمسرح، كقطعة حيّة وفعالة: العاملون في البيت الأبيض، كانوا يحاولون التصرف بشكلٍ طبيعي. المثيرُ للدهشة ربّما، أنهُ كان هنالك عددٌ غير قليل من هؤلاء الناس”.
“الطفل اليهودي”.. معجزة الشرق الأوسط!
شخّص الكتاب عن حملة ترامب الانتخابية، ثمّ عن سياسته في البيت الأبيض، إنّهما “أوردتا باستمرارٍ، رسائل غير واضحة عن اليهود، ورغبتهم الواضحة في العبث بتاريخ المحرقة “. دورُ صهره – جاريد كوشنر كان ” في وقتٍ مبكر من الحملة، صهر ترامب، قد تمّ تحديه وشعر بالضغوط حول حسن نواياه. سعى إلى الوقوف إلى جانب والده في القانون، وكتب دِفاعاً عن حماقة ترامب في محاولة إثبات أنه ليس لديه معاداة للسامية”.
كانت هنالك أيضاً المغازلة مع الشعبوية الأوروبية. سياسة ترامب في أوروبا، كانت وبحسب ما طُرِح في الكتاب ” كلما كان ذلك ممكناً، يبدو ترامب جنباً إلى جنب مع حق أوروبا المتصاعدة، مع الجمعيات المعادية للسامية، تتراكم على المزيد من المشاعر السيئة. ثمّ كان هنالك بانون الذي سمح لنفسه بأن يصبح من خلال تنظيمه لمواضيع عالمية يمينية،إثارة الغضب الليبرالي، باقتراح غمز معاداة السامية. كان من المؤكد أن الأعمال التجارية اليمينية جيّدة، لانزعاج اليهود الليبراليين”.
ما تقدم من سطور، فسّرهُ المؤلف، سبباً لترقي ” كوشنر إلى منصبه الجديد كحامي إسرائيل الكبير من المنظمات اليهودية الأمريكية. الآن، كان اليهودي العظيم والخيّر، المُبجل المجرّب الذي كان لا أحد”. رئيس فوكس نيوز السابق-روجر ايلز، والذي كان يصفُ جاريد كوشنر امام بانون بـ “الطفل”، حصل على مديحٍ هائل من ترامب “لقد حصل جاريد على العرب تماماً الى جانبنا. انتهى من الصفقة”.
جاريد كوشنر، كان شبيهاً بطفلٍ معجزة، يصلحُ بسبب خلفياته الدينية لتحقيق التالي “أصبح تفكير ترامب الجديد في الشرق الأوسط كما يلي: هناك في الأساس (أربعة لاعبين) أو على الأقل يمكن أن ننسى الجميع (إسرائيل، مصر، المملكة العربية السعودية، وإيران). الثالثة والأولى يمكن أن تكون موحدة ضد الرابع. ومصر والسعودية، نظراً لما يريدان فيما يتعلق بإيران، وأي شيء آخر لا يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة، سيضغط على الفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق”.