عندما دخل ليفربول وريال مدريد إلى ملعب "بارك دي برينس" في باريس عام 1981 لخوض نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة، كان الفريق الإنكليزي عملاق القارة الأوروبية في تلك الحقبة لأنّه كان يبحث عن لقبه الثالث في خمسة مواسم، فيما كان غريمه الملكي صائماً عن التتويج منذ 1966.
توج حينها ليفربول بلقبه الثالث بفضل هدف سجله الن كينيدي في الدقائق الثماني الأخيرة من اللقاء، مجبراً ريال مدريد على الانتظار حتى عام 1998 لإحراز لقبه السابع على حساب يوفنتوس الإيطالي.
لكن شتان بين 1981 و2018، فليفربول لم يحرز لقب الدوري المحلي منذ 1990 ويعود تتويجه الأخير بلقب مسابقة دوري الأبطال إلى عام 2005 وذلك النهائي التاريخي ضد ميلان الإيطالي حين فاز بركلات الترجيح بعد أن أنهى الشوط الأول متخلفاً بثلاثية نظيفة.
أما ريال، فيعيش أفضل أيامه القارية وسيسعى في نهائي كييف السبت للفوز باللقب للموسم الثالث توالياً، وبالتالي أن يصبح أول فريق في تاريخ المسابقة بصيغتها الحالية.
وكما فعل في الخمسينات والستينات حين أحرز اللقب ست مرات، يسعى ريال لأن يقول "هذه حقبتي القارية" من خلال الفوز باللقب للمرة الرابعة في المواسم الخمسة الأخيرة، وتعويض خيبته المحلية حيث تنازل عن لقب الدوري لغريمه برشلونة وودع مسابقة الكأس باكراً.
وبقيادة المهاجم المصري المتألق محمد صلاح الذي أصبح أول لاعب في تاريخ ليفربول يسجل 10 أهداف أو أكثر (11) في موسم واحد من مسابقة دوري الأبطال، والمدرب الألماني "المتحمس" يورغن كلوب، يأمل ليفربول أن يضع حداً لاحتكار ريال وحرمان الفرنسي زين الدين زيدان من أن يصبح ثالث مدرب يتوّج باللقب ثلاث مرات بعد الإنكليزي بوب بايسلي (1977 و1978 و1981 مع ليفربول بالذات) والإيطالي كارلو انشيلوتي (2003 و2007 مع ميلان و2014 مع ريال بالذات).
- ماكينة أهداف -
ومن المؤكد أنّ فوز ليفربول بلقبه الأول منذ 2005 والسادس في تاريخه، سيكون إنجازاً كبيراً لفريق بدأ مسابقة هذا الموسم من الدور الفاصل حين تخلص من هوفنهايم الألماني، وصولاً إلى إقصائه المرشح الكبير مواطنه مانشستر سيتي من ربع النهائي بالفوز عليه ذهاباً واياباً، قبل إزاحة روما الإيطالي في دور الأربعة في مواجهة مثيرة انتهت 7-6 بمجموع المباراتين.
وتألق ليفربول هجومياً في المسابقة هذا الموسم بتسجيله 46 هدفاً، بينها 11 لصلاح الذي تعملق في موسمه الأول بقميص "الحمر" بتسجيله 44 هدفاً في جميع المسابقات.
ورأى كلوب في حديث لموقع النادي أنّه: "إذا فزنا بالبطولة، فحينها سيكون طريقنا إلى كييف والمباراة النهائية إحدى أجمل المغامرات في التاريخ، حتى الآن، كانت (الرحلة) مذهلة وحسب".
ويأمل كلوب نفسه أن يتخلص من لعنة المباريات النهائية التي سقط فيها كمدرب في خمس مناسبات، بينها في دوري الأبطال عام 2013 مع فريقه السابق دورتموند الذي خسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ، وفي الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" عام 2016 مع ليفربول على يد إشبيلية الإسباني.
واستناداً إلى تشكيلة الفريقين ومكانتهما في الحقبة الكروية الحالية، يبدو ريال المرشح الأقوى للفوز في مباراة السبت، لاسيما أنّ أي من لاعبي ليفربول لم يخض غمار نهائي المسابقة الأهم على صعيد الأندية.
لكن كلوب يدرك بأن ريال لن يستخف بتاتاً بفريقه، وهو ما أشار اليه بالقول "هل ريال مدريد، يجلس حالياً في مدريد وهو يقول في قرارة نفسه +شكرا يا رب لأنه (يواجه) ليفربول؟+ لا أتخيل ذلك".
ويمني كلوب النفس بأن يحافظ الظهير البرازيلي لريال مارسيلو على تقليده بالاندفاع نحو الهجوم، ما سيمنح صلاح المزيد من المساحة للتوغل في منطقة النادي الملكي الذي يتوجب عليه التعامل أيضاً مع الثنائي الهجومي الآخر البرازيلي روبرتو فيرمينو والسنغالي ساديو ماني.
- 5 لـ"سي ار 7"؟
لكن الشق الدفاعي سيكون هاماً جداً بالنسبة لليفربول لأنه يواجه أفضل لاعب في العالم بشخص البرتغالي كريستيانو رونالدو الساعي إلى الفوز بلقب المسابقة للمرة الخامسة في مسيرته، والاقتراب خطوة إضافية من صاحب الرقم القياسي الإسباني فرانسيسكو خنتو الذي أحرز اللقب 6 مرات مع ريال مدريد بالذات بين 1956 و1966.
وبعد أن أصبح في 2017 أول مدرب يحرز لقب المسابقة بصيغتها الحالية مرتين على التوالي، يأمل زيدان، سابع من أحرز اللقب كلاعب (عام 2002 مع ريال بالذات) ومدرب، أن يعزز هذا الإنجاز بلقب ثالث على التوالي.
ويرى مواطن زيدان وقلب دفاعه رافايل فاران أنه: "سبق أن صنعنا التاريخ (بلقب ثان على التوالي)، ونريد المواصلة، سيكون شيئاً مذهلاً، لا أعتقد أننا نعي حتى الآن حجم ما نقوم به، لكن عندما ينتهي كلّ شيء سندرك ذلك".
وخيم على أجواء العاصمة الأوكرانية تذمر مشجعي الفريقين من صعوبة الوصول إلى كييف والإقامة هناك، وذلك بسبب الأسعار المرتفعة جداً، ما دفع المدير التنفيذي لليفربول بيتر مور إلى القول بأن المدينة لا يمكنها التعامل مع حديث كبير من هذا النوع.
وأكد رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفاكي ألكسندر تشيفيرين الخميس أنّ ألف تذكرة مخصصة لجمهور ريال مدريد استغنى عنها أصحابها لأنّه لم يكن باستطاعتهم الوصول إلى كييف، وسيعاد بيعها إلى الجمهور المحلي.