السومرية نيوز/ بغداد
لم يتبق إلا أشهر قليلة لينهي العراقيون عامهم الأول من دون "داعش"، بعد أن سيطر التنظيم المتطرف على نحو ثلث مساحة العراق.
وتروي وثائق كانت بحوزة عدنان إسماعيل نجم الدليمي، المعروف بعبد الرحمن البيلاوي، وهو نائب زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وقد قتل في الرابع من حزيران 2014 بالجانب الأيسر من مدينة الموصل على يد القوات العراقية، كيفية دخول التنظيم إلى العراق.
وقال الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية والجماعات المتطرفة هشام الهاشمي، نقلاً عن وثائق عسكرية، إن "البيلاوي، كان حينها يتولى منصب رئيس المجلس العسكري لتنظيم داعش".
يذكر أن البلاوي من مواليد محافظة الأنبار العراقية عام 1974، وكان ضابطا في صفوف الحرس الجمهوري العراقي.
وفي عام 2005 انضم إلى صفوف تنظيم القاعدة، واعتُقل في تموز 2007، وتم إيداعه في سجن أبو غريب ببغداد، وتمكن البيلاوي من الهروب من السجن، بعد هجوم منظم من مسلحي داعش حيث فرّ برفقة عدد من السجناء.
والوثائق التي عثر عليها مع البيلاوي عند مقتله أشارت إلى استعداد مفارز "داعش" القادمة من تلعفر والعياضية لتوجيه هجمات منسقة وقصيرة على سيطرات أحياء غرب الساحل الأيمن للموصل، ثم القيام باستعراض عسكري وفي وقت واحد بالموصل وبسامراء، حيث تنطلق مفارز "داعش" القادمة من مناطق صحراء الحضر وحوض الثرثار، لتستهدف شل حركة القوات العراقية بعملية إعلامية واقعية لبعث الرعب في النفوس.
وبحسب الوثائق، كان التنظيم ينتظر رد فعل القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية على هذه العملية، والذي كان من المفترض أن تكون ردة فعل بحجم استعراض سامراء.
وأضاف الهاشمي أن "مقتل البيلاوي كان سبباً بتأجيل استعراض الجانب الأيمن من الموصل، وبقيت مفارز داعش مرابطة في غرب نينوى خلال ثلاثة أيام بانتظار الأوامر من ابي مسلم التركماني (فاضل أحمد عبد الله الحيالي) خليفة البيلاوي".
وأوضح الهاشمي أن "التركماني انتظر ردة فعل القوات العراقية تجاه استعراض سامراء، لكن القيادة العراقية فضلت امتصاص خوف الناس بتكذيب الحدث إعلاميا وتسفيهه".
وظهر في إصدار مرئي بثه المكتب الإعلامي لـ"داعش"، مشاهد من قطع الطريق على إمدادات الجيش العراقي المتجهة نحو الموصل قبيل سيطرة التنظيم عليها، بالإضافة إلى عمليات اغتيال جرت داخل المدينة في ظل سيطرة الحكومة عليها.
وأوضح المتحدث في الإصدار أن "عدد عناصر داعش في معركة احتلال الموصل فاق عدد المسلمين في غزوة بدر بقليل"، وهذا إشارة منهم إلى وجود أكثر من 313 عنصرا.
وبحسب شهود عيان كان عديد من جاء من خارج الموصل بحجم كتيبة من 350 فردا، ومن التحق بهم من داخل أحياء الموصل تقريبا نفس العدد، مقابل عشرات الآلاف من القوات الأمنية والصحوات.
وأوضح الهاشمي أن "السبب الرئيس الذي دفع بالقوات الأمنية لمغادرة الموصل هو تفجير الصهريج المفخخ الذي قاده أبو عمر الجزراوي، واستهدف تجمعا لقيادات في الجيش أمام فندق الموصل مما أدى لانهيار معنويات الجيش وانسحابه إلى الساحل الأيسر من الموصل، ومن ثم جاءته الأوامر من بغداد بالانسحاب، بحسب شهادات تقرير لجنة التحقيق بسقوط الموصل.
يذكر أنه في كانون الأول من العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي انتهاء العمليات العسكرية ضد "داعش"، وبذلك طوى العراق إحدى أسوأ الصفحات في تاريخه.