"صورة وتصريح وتغريدة".. هل ضغط ترامب زر الحرب التجارية بالفعل؟

آخر تحديث 2018-06-10 00:00:00 - المصدر: موقع مباشر

من - محمد سليمان:

مباشر: يقال إن الصورة دائماً تعبر أفضل من ألف كلمة، لكن المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" كان لها رأي أكثر قوة بعد أن قامت بنشر صورة أثارت جدلاً وتكهنات قوية بشأن الأزمة التجارية بين الاقتصادات الكبرى.

ونشرت "ميركل" عبر حسابها على موقع "انستجرام" صورة لها مع قادة الدول الستة يقفون أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وضع يعبر عن الخلاف التجاري الدائر ، قبل أن ينشر الأخير تغريدة تؤكد الصدام.

وتطور وصف المستثمرون والصحف العالمية لقمة مجموعة السبع في الأيام الماضية من "قمة السبع الكبرى" إلى "قمة 6 + 1" في إشارة إلى الانقسام بين الدول المشاركة بشأن القضايا التجارية.

وتضم القمة دول "فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا واليابان والولايات المتحدة".

وشهدت قمة مجموعة الدول السبع الكبرى اهتماماً واسعاً من المستثمرين، بعد التوترات التجارية الحادة في الأسبوع الماضي على خلفية قرار الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على واردات البلاد من الصلب والألومنيوم على دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.

وردت الدول المستهدفة بتهديدات تؤكد فرض رسوماً مماثلة على السلع الأمريكية الوافدة إليها، في خطوة تجعل خطر حدوث حرب تجارية عالمية كابوس يقترب بشدة.

وأكد الرئيس الأمريكي مراراً أن الولايات المتحدة تواجه عوائق وتعريفات جمركية ضخمة من الدول الأخرى تمنع التجارة العادلة والحرة وتتسبب في ارتفاع عجز الميزان التجاري الأمريكي.

وبلغ عجز الميزان التجاري للولايات المتحدة 46.2 مليار دولار في شهر أبريل الماضي، متراجعاً لأدنى مستوى في 7 أشهر.

وقال "ترامب" قبل مغادرته القمة إنه طالب بإنهاء كل أشكال التعريفات الجمركية والعوائق أمام التجارة خلال اجتماعه مع قادة المجموعة.

وتابع: "ناقشنا ضرورة وجود تجارة عادلة بين الجميع، الولايات المتحدة كانت تتعرض للاستغلال على مدار عقود طويلة، لقد كان الجميع يعاملنا كبنك يتم سرقته".

وحذر ترامب من قيام دول المجموعة بتنفيذ تهديداتهم بالرد على الرسوم الجمركية المفروضة بإجراءات مماثلة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستكون "خطأ" وفي حال تحول الأمر إلى حرب تجارية فإن واشنطن ستربحها بشكل مؤكد.

وغادر الرئيس الأمريكي القمة المنعقدة في كندا مبكراً؛ للسفر إلى سنغافورة لحضور الاجتماع المرتقب مع زعيم كوريا الشمالية يوم 12 من الشهر الجاري.

ومن جانبه، قال رئيس وزراء كندا عقب مغادرة ترامب القمة إن بلاده سوف ترد على التعريفات الأمريكية بقرار مماثل في الشهر المقبل.

وأضاف: "نحن الكنديين مهذبين ولدينا حس المسؤولية، لكننا لا نقبل بالضغوط والإجبار أيضاً".

وأوضح "جاستن ترودو" أنه تم إصدار بيان ختامي مشترك للقمة، في إشارة إلى توقيع الولايات المتحدة على البيان.

لكن ترامب عاد ليطلق قنبلة جديدة بقوله إن الولايات المتحدة لن توقع على البيان المشترك للقمة، موجهاً الانتقادات اللاذعة لرئيس الوزراء الكندي.

وقال الرئيس الأمريكي عبر "تويتر": "بعد التصريحات الكاذبة لرئيس الوزراء الكندي ومع حقيقة أن بلاده تفرض رسوماً كبيرة على مزراعي وعاملي وشركات الولايات المتحدة، فإنني وجهت ممثلنا التجاري بعدم التوقيع على البيان النهائي للقمة مع حقيقة أننا ندرس فرض تعريفات على السيارات التي تتدفق على السوق الأمريكي".

وواصل ترامب تغريدته القوية: "رئيس وزراء كندا كان معتدلاً ومتسامحاً خلال قمة السبع، فقط ليقوم بعد ذلك بإعلان تصريحات بعد مغادرتي يقول فيها إن التعريفات الأمريكية تمثل نوعاً من الإهانة وإن بلاده لن تقبل بالإجبار".

وتابع: "هذا أمر غير أمين للغاية وضعيف، التعريفات التي قمنا بفرضها تمثل رداً على الرسوم التي تفرضها كندا بنسبة 270% على منتجات الألبان الأمريكية".

وكانت الساعات التي سبقت قمة السبع الكبرى قد شهدت تراشق بالتهديدات والتصريحات الحادة بين الرئيس الأمريكي وكلا من نظيره الأمريكي ورئيس وزراء كندا.