من مزارع بسيط في قرية إلى مصنع عبوات خبير في "داعش" ما هي قصته؟
الثلاثاء 28/09/1439 هـ - الموافق 12/06/2018 م ، الساعة 12:48 مساءً (بغداد)، 09:48 AM (غرينتش)
أمنيّة
منذ 2018-06-12 الساعة 12:27 (بتوقيت بغداد)من مزارع بسيط في قرية إلى مصنع عبوات خبير في "داعش" ما هي قصته؟
بغداد - موازين نيوز
نشرت صحيفة القضاء الأعلى، الثلاثاء، انتماء مزارع بسيط في قرية إلى داعش وتحوله إلى مصنع عبوات خبير في التنظيم.
وبحسب الصحيفة، "انتمى جاسم البالغ من العمر 44 عاما الى تنظيم "داعش" الإرهابي بعد ان كان يعمل مزارعا في ارض احدى المناطق شمال شرق بغداد".
ويقول جاسم، متزوج ولديه ثالثة من أولاد، إن "البداية كانت عندما اقدم عليه ابن عمه ويدعى محمد الذي يعمل في مجال الزراعة أيضا ويسكن المنطقة ذاتها، وبدأ بالحديث عما يسمى "بالدولة الإسلامية" وحاول أن يسحبه الى هذا التنظيم, تكرر اللقاء والحديث في هذه المواضيع اكثر من مرة وفي اللقاء الثالث كانت الموافقة بالانضمام والانخراط معهم والعمل ضمن صفوف داعش الإرهابي".
و أكمل قائلا: "ذهبت مع محمد الى احدى المضافات الموجودة في احدى المناطق القريبة وقام بتسجيل اسمي وقمت بترديد البيعة بعد أن تمت تزكيتي من قبل ابن عمي وامام شخص لا يتجاوز الثلاثين من العمر ويسكن في بيت عبارة عن خربة لا تصلح للعيش يدعى أبو جابر قيل بعد حني انه كان يشغل منصب الوالي الشرعي لوالية شمال بغداد وكان تنسيبي إلى ما يدعى بديوان العسكر".
واسترسل جاسم، "لقد تم تسليمي سلاح كلاشنكوف ومعه ثالثة مخازن مع مجموعة من النطاقات وقالوا لي هذا لك احتفظ به في بيتك, أما في ما يخص الاعمال المناطة لي فكانت هي تصنيع العبوات الناسفة وهنا كان الحديث عن اني لا امتلك اي معلومات عن هذه الصناعة فكيف اعمل بها".
ويقول جاسم، "كانت المرحلة الثانية هي بعد أن قضيت مدة زمنية لا تقل عن ثالثة اشهر في صناعة العبوات الناسفة هي نقلي الى قاطع صحراء سامراء وبالتحديد منطقة الثرثار واستقريت في احدى المضافات التابعة لوالية شمال بغداد وسبب نقلي هو تكليفي بفتح ورشة لصناعة وزرع العبوات الناسفة وتكون تحت اشرافي كوني اصبحت من ذوي الخبرة في هذا المجال وبالفعل تم فتح ورشة وباشرت في هذا العمل".
وتابع، "استمررت في عملي هذا في صحراء سامراء فترة طويلة وبعد ان بدأت القوات الأمنية العراقية في عملية جزيرة الثرثار وسامراء تمت محاصرتنا ولم نستطع فك الحصار من خلال مهاجمتهم أكثر من مرة بعدما كان على الجميع المشاركة في هذه الهجمات وكنت انا احد المشاركين في ثالث منها".
واستطرد، "لكن الخيار هنا كان يتجه نحو الخروج والهروب الى مكان آخر خصوصا بعد أن كانت القوات الأمنية تتقدم بشكل سريع إذ أصبح الوقت لا يصب في صالح التنظيم ما كان علينا الا الهرب الى مكان آخر".
وبالحديث عن المحطة الثالثة له بعد الثرثار، قال "التوجه الآخر نحو هيت حيث جاء امر الانسحاب بعد ان تأكد الجميع ان لا جدوى من القتال او المقاومة او حتى الهجوم "الغزوات" كان الانسحاب هو القرار وبالفعل تم الانسحاب وكانت الخطة التي وضعت هي تجمع كل عناصر التنظيم البالغ عددهم أكثر من ثلاثين شخصا وتوجهنا للسيارات التي كانت اغلبها من نوع واحد "بيك اب" صم ذهبنا باتجاه هيت، وحتى الخروج من الحصار لم يتوقف اطلاق العيارات النارية باتجاه القوات الأمنية لكي يتم تأمين الخروج واستخدمنا أكثر من نوع من الاسلحة وكميات كبيرة جدا من العتاد, وبالفعل كانت النتيجة هي الوصول الى هيت التي كانت تابعة لوالية الفرات وهي بمثابة المكان الآمن لنا".
ويواصل بقوله: "هيت كانت بالنسبة لي بمثابة دار استراحة ليومنا، وبعدها مباشرة انسحبنا الى مدينة القائم واستقرينا في إحدى المضافات التابعة الى والية شمال بغداد وكان معي كل من المسؤول الإداري العام والأمني العام ومسؤول الطبابة والوالي الشرعي، جميعنا ننتمي الى والية شمال بغداد، بالإضافة الى مسؤول احد المفارز الأمنية، استمررت في عملي كمسؤول عن احدى ورش صنع العبوات الناسفة بالاضافة الى تجهيز الأحزمة الناسفة حتى عام 2017 وتحديدا عند دخول القوات الأمنية العراقية الى القائم، بعدها كان الانسحاب الى خارج الاراضي العراقية".
وبشأن الهروب الى الاراضي السورية استطرد جاسم، "بعد ان تحررت مدينة القائم كان الهروب الخيار الاسلم وبالفعل دخلنا الى الاراضي السورية وتحديدا منطقة الباغوز وبعدها كان الاستقرار في منطقة الدشيشة السورية وتواجدنا فيها أكثر من شهرين، واما في ما يخص عملي فهو ثابت في صناعة العبوات وتجهيزها مع االحزمة الناسفة كوني أصبحت من ذوي الخبرة في هذا المجال".
وتابع: "بعدها صدرت الاوامر من الوالي ابو ياسر بالعودة والدخول الى الاراضي العراقية والتوجه الى ولاية شمال بغداد لكي نقوم بترتيب وإعادة تنظيم مجموعة من الاراضي الزراعية وخصوصا الموجودة في أطراف بغداد".
ويروي جاسم المحطة الأخيرة وهي العودة الى الاراضي العراقية، يقول "توجهنا برفقة مهربين سوريين تولوا مرحلة الخروج من الاراضي السورية ومن ثم عند الوصول الى الاراضي العراقية تم اتلامنا من قبل مهربين عراقيين وكان معي عناصر من والية نينوى مكثنا ليلة في احدى القرى الحدودية وعند الصباح واصلنا التوجه الى ان حل بنا الحال في جبال ناحية بادوش مختبئون في احد الخنادق".
وخلص إلى، أنه "كان هدفي الوصول الى داخل مدينة الموصل ومن ثم الذهاب الى منطقة شمال بغداد وفعلا عن طريق شخص تم جلب سيارة نوع كيا باص تحمل مجموعة اغراض لغرض التمويه يقودها احد الاشخاص ممن تولوا مهمة ايصالنا الى دخل مدينة الموصل، بالاضافة الى تسليم كل شخص منا هوية احوال مدنية مزورة باسم جديد وبعد ان قطعنا مسافة خمس دقائق تم القاء القبض علينا من قبل القوات الأمنية العراقية".انتهى29/أ43
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع موازين نيوز، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.
برأيك.. هل ستعيد الولايات المتحدة انتشارها العسكري في العراق بعد هزيمة داعش بشكل نهائي؟
-
د. مؤيد عبد الستار منذ11-06-2018
الساعة 15:02 (بتوقيت بغداد) -
د. رائد فهمي منذ11-06-2018
الساعة 15:01 (بتوقيت بغداد) -
أثير الشرع منذ10-06-2018
الساعة 14:59 (بتوقيت بغداد)