مباشر: أفصح البنك المركزي الأوروبي عن قرار السياسة النقدية ليكون الحدث الأبرز بنهاية تعاملات اليوم الخميس، في خطوة تشير إلى مواصلة الابتعاد عن السياسات التيسيرية بشكل عام كما تعني تعافي النمو الاقتصادي بمنطقة اليورو.
وتسبب قرار المركزي الأوروبي بشأن إنهاء برنامج التيسير الكمي إضافة إلى تلميحات بشأن معدل الفائدة بالمنطقة في خسائر حادة لليورو ليتراجع دون 1.16 دولار.
وتدعم خطوة البنك الأوروبي الاتجاه العام بشأن الابتعاد عن السياسات النقدية التيسيرية والتي تم إتباعها لسنوات طويلة في أعقاب الأزمة المالية العالمية.
وعلى صعيد موازٍ، تواصل عملات الأسواق الناشئة المعاناة من قوة الدولار وقرارات الفيدرالي الأمريكي بالأمس إضافة إلى خسائر حادة في عملة الأرجنتين.
قرار المركزي الأوروبي
وأعلن البنك المركزي الأوروبي اليوم أنه سوف يواصل وتيرة شراء السندات البالغة 30 مليار يورو حتى سبتمبر المقبل على أن يقلص قيمتها إلى 15 مليار دولار خلال آخر 3 أشهر من العام.
وأوضح البنك الأوروبي أن ديسمبر المقبل سيكون موعد نهاية برنامج شراء الأصول.
كما قرر المركزي الأوروبي تثبيت معدل الفائدة على عمليات إعادة التمويل والإقراض والودائع عند 0.00% و0.25% و-0.40% على الترتيب.
وصرح رئيس البنك المركزي الأوروبي "ماريو دراجي" بأن قرار إبقاء معدلات الفائدة عند نفس مستوياتها الحالية سوف يستمر حتى صيف 2018.
وساهمت رؤية منطقة اليورو الجديدة في دفع اليورو لتسجيل هبوطاً حاداً وهو الأمر الذي عزز من مكاسب الورقة الخضراء ليتجه الدولار الأمريكي إلى تسجيل أفضل أداء يومي منذ 2016.
الأوضاع التجارية
وعلى الرغم من مواصلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طريقه بشأن فرض تعريفات جمركية على واردات الولايات المتحدة إلا أن جهوده في عملية نزع السلاح النووي عززت ترشيحه لجائزة "نوبل" للسلام.
وقال الرئيس الأمريكي إنه سوف يواجه الصين بقوة شديدة خلال الأسابيع المقبلة فيما يتعلق بالقضايا التجارية وهو ما يعزز التقارير التي تفيد بفرض تعريفات جمركية الصين ربما غداً الجمعة.
وفي المقابل تؤيد حكومات الاتحاد الأوروبي الرد الانتقامي ضد القرار الأمريكي عبر فرض تعريفات على المنتجات الأمريكية، حسبما أفادت تقارير صحفية.
كما صرحت وزيرة خارجية كندا بأن بلادها جادة بشأن فرض تعريفات انتقامية ضد السلع الأمريكية.
سوق البورصات العالمية
تفاعلت البورصات الأوروبية بشكل إيجابي مع قرار البنك المركزي بشأن سياستها النقدية في حين دفعت مكاسب القطاع التكنولوجي مؤشر "ناسداك" لتجسيل مستوى قياسياً.
وعند نهاية جلسة الخميس، غلب الارتفاع على "وول ستريت" ليسجل مؤشر "ناسداك" إغلاقاً قياسياً جديداً مع مكاسب قطاع التكنولوجيا رغم فشل "داو جونز" في اللحاق بالنطاق الأخضر.
وخلال الجلسة، صعد سهم شركة "نتفلكس" الأمريكية إلى أعلى مستوى في تاريخه لتتجاوز مكاسبه 100% منذ بداية العام احالي.
وفي السوق الأوروبي، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية بنهاية التداولات عقب قرار البنك المركزي بشأن تحديد موعد إنهاء برنامج السياسة النقدية.
وتراجعت مؤشرات الأسهم اليابانية عقب قرار البنك الفيدرالي الأمريكي ووسط المخاوف التجارية.
مؤشرات اقتصادية
شهد اليوم الإفصاح عن عدد من البيانات الاقتصادية الهامة في الولايات المتحدة إضافة إلى مؤشرات تشير إلى أن اقتصاد الصين فقد الزخم خلال هذا العام كما كان للعرس الملكي آثاراً إيجابية على مبيعات التجزئة البريطانية.
وفي الولايات المتحدة، شهدت أسعار الواردات خلال مايو ارتفاعاً على أساس سنوي بأكبر وتيرة نمو منذ فبراير 2017 في حين تراجعت طلبات إعانة البطالة بعكس التقديرات.
في حين أن مبيعات التجزئة الأمريكية تمكنت من تجاوز التوقعات خلال شهر مايو.
أما في ثاني أكبر اقتصاد أوروبي، صعدت مبيعات التجزئة خلال مايو الماضي بأكثر من التوقعات بفضل استمرار الطقس الجيد والعرس الملكي.
فيما يواجه اقتصاد الصين تحدياً صعباً، حيث جاءت بيانات اقتصادية بشأن الإنتاج الصناعي واستثمار الدخل الثابت ومبيعات التجزئة دون التوقعات.
خسائر الأسواق الناشئة
وساهم قرار رفع معدل الفائدة الأمريكية في مزيد من المعاناة داخل أسواق العملات الناشئة لتكون جميعها في النطاق الأحمر مع خسائر حادة في عملة الأرجنتين.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قرر رفع معدل الفائدة للمرة الثانية هذا العام لتتراوح بين 1.75% و2% كما زاد تقديرات معدل الزيادة خلال 2018 لتكون 4 مرات بدلاً من 3 زيادات سابقة.
وسجلت عملة الأرجنتين هبوطاً حاداً مقابل الدولار الأمريكي قدره 7% تقريباً وسط شكوك بشأن قدرة البنك المركزي للبلاد في مواجهة خسائر البيزو.
وكشفت الأرجنتين عن خطة لتنفيذ مطالب صندوق النقد الدولي من بينها خفض الدعم وتجميد الوظائف.
سوق السلع والمعادن
ويترقب المستثمرون الإفصاح عن قرار منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في الأسبوع المقبل بشأن اتفاقية خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2018.
وتوقعت السعودية التوصل إلى اتفاق تدريجي لزيادة إنتاج الخام بعد أن أفادت تقارير بأن الرياض قدمت رؤى متعددة لزيادة إنتاج النفط.
فيما يواصل إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصعود لمستويات قياسية أسبوعياً ليصل إلى 10.9 مليون برميل يومياً مقترباً بذلك من مستويات روسيا كأكبر منتجي الخام.
من جانبها، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقديرات أسعار النفط خلال العام المقبل لكنها أبقت على متوسط سعر "برنت" في العام الحالي.
ومع انتظار قرار أوبك، صعد سعر الخام الأمريكي "نايمكس" عند التسوية.
أما فيما يتعلق بالمعادن، فارتفع سعر الذهب عند أعلى مستوى في شهر عند التسوية بفضل أسبوع قرارات السياسة النقدية العالمية.