وتأمل ألمانيا السير على خطى إيطاليا والبرازيل، المنتخبان الوحيدان اللذان توجا باللقب مرتين على التوالي، الأول عامي 1934 و1938 والثاني 1958 و1962.
لكن المدرب الألماني يدرك صعوبة المهمة، وأقر في مؤتمره الصحافي السبت أن الاحتفاظ باللقب هو "الإنجاز الأصعب على الإطلاق والتاريخ أثبت ذلك. لم ينجح أي منتخب في غضون 60 عاماً (56 عاما بالتحديد) في تحقيق هذا الأمر".
وواصل من ملعب "لوجينيكي" الذي يأمل لوف العودة إليه في 15 تموز/يوليو لخوض المباراة النهائية، "المنتخبات تتطور وتتغير. لاعبون ينهون مسيرتهم وعليك ضم لاعبين مما يزيد من صعوبة الإنجاز".
وتسعة من اللاعبين الذين اختارهم لوف للمشاركة في مونديال روسيا، كانوا من ضمن التشكيلة التي قادت "مانشافت" الى لقبه العالمي الرابع عام 2014 في البرازيل، لكن الألمان يفتقدون في النسخة الحالية لاعبين مؤثرين جداً مثل القائد فيليب لام، باستيان شفاينشتايغر وأفضل هداف في تاريخ كأس العالم ميروسلاف كلوزه (16 هدفاً).
رغم ذلك، يؤكد لوف أن "التعطش والطموح موجودان. إنهما واضحان ويمكن أن تشعر بهما بين اللاعبين"، مضيفاً "التوتر يتصاعد، يمكنك أن تشعر بأنها مناسبة خاصة جداً لجميع اللاعبين. ليس هناك فرصة أكبر للاعب من اللعب في نهائيات كأس العالم، لكن يجب أن نركز على كل مباراة بحد ذاتها، وألا نستبق أنفسنا بالتفكير كثيراً بالمباريات المقبلة".
وستكون الفرصة سانحة أمام المانيا لكي ترتقي بمستواها تدريجياً في الدور الأول لأن مجموعتها تبدو في متناولها على الورق، لأنها تضم أيضاً كوريا الجنوبية والسويد اللتين تتواجهان الأحد في نيجني نوفغورود.
وعرفت ألمانيا ببداياتها القوية في النهائيات العالمية، إذا فازت بمباراتها الأولى في مشاركاتها السبع الأخيرة ولم تخسر سوى واحدة، ضد الجزائر 1-2 عام 1982، من أصل 18 مشاركة في كأس العالم.
كما دأبت ألمانيا على الوصول إلى نصف النهائي على الأقل في كل البطولات العالمية التي شاركت بها منذ مونديال 2006 على أرضها حين انتهى مشوارها في دور الأربعة على يد إيطاليا في المشاركة الأخيرة لها من دون لوف.
تفوق تام على ممثل الكونكاكاف
وتبدو الفرصة سانحة أمام رجال لوف لبدء حملتهم بفوز، استنادًا إلى المواجهات السابقة للألمان ضد المكسيك، آخرها في نصف نهائي كأس القارات الصيف الماضي على الأراضي الروسية عندما اكتسحت "تريكولور" بنتيجة 4-1 رغم مشاركتها بتشكيلة رديفة إلى حد كبير.
وستكون مواجهة الأحد على الملعب الذي يستضيف المباراة النهائية في 15 تموز/يوليو، الرابعة بين الألمان والمكسيكيين في نهائيات كأس العالم.
وخرج "مانشافت" منتصراً حتى الآن من كل المباريات: الدور الأول عام 1978 بنتيجة كاسحة 6-صفر، وربع نهائي 1986 في المكسيك بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلباً، وأخيراً في ثمن نهائي 1998 (2-1) بفضل هدف في الدقائق الأخيرة لمدير المنتخب حالياً أوليفر بيرهوف.
لكن على أبطال العالم الذن توجوا بلقبهم الرابع قبل أربعة أعوام على حساب الأرجنتين بهدف الغائب عن النهائيات الحالية ماريو غوتسه، الارتقاء بمستواهم إذا ما أرادوا تأكيد تفوقهم على المنتخب الأميركي الشمالي. ولم يقدم لاعبو لوف أداء مقنعا في مبارياتهم الاستعدادية، إذ حققوا فوزاً وحيداً من أصل ست مباريات وجاء بصعوبة على السعودية 2-1 قبيل السفر الى روسيا، فيما خسروا أمام البرازيل على أرضهم صفر-1 وأمام جارتهم المتواضعة النمسا 1-2.
وحذر صانع ألعاب ريال مدريد طوني كروس زملاءه من الاستخفاف بالمكسيك، قائلاً "لا يجب الاستهتار بهم وحتى وإن كان الفوز الذي حققناه العام الماضي في كأس القارات كبيراً (...) نقاربها (المباراة) بجدية تامة، أشدد على هذا الأمر مرة أخرى لأنها مباراتنا الأولى في كأس العالم".
"الجميع معرض للهزيمة"
وعلى غرار المانيا التي خرجت فائزة من مبارياتها العشر في التصفيات المؤهلة إلى روسيا، مسجلة 43 هدفًا فيما اهتزت شباكها 4 مرات فقط، حجزت المكسيك مقعدها في المونديال للمرة السابعة تواليا ًبسهولة إذ ضمنت تأهلها قبل ثلاث جولات على انتهاء تصفيات الكونكاكاف.
وهذا الأمر دفع بمدافع المكسيك كارلوس سالسيدو الذي وقع نهائيًا مع اينتراخت فرانكفورت الألماني بعدما لعب معه الموسم المنصرم على سبيل الاعارة، إلى التفاؤل بقدرة بلاده على احراج أبطال العالم.
وقال "نتحدث كثيراً عنهم (الألمان) ونعتبرهم متفوقين بشكل واضح، لكن الجميع معرض للهزيمة. في كرة القدم، تقلص فارق المستويات وهناك الكثير من العوامل الأخرى".
ويستعد مدافع المكسيك المخضرم رافايل ماركيز للانضمام إلى مجموعة محدودة من اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم خمس مرات، إذ سينضم إبن التاسعة والثلاثين إلى مواطنه أنطونيو كارباخال، الألماني لوثار ماتيوس والحارس الإيطالي جانلويجي بوفون (الأخير لم يشارك عام 1998 لأن جانلوكا باليوكا كان الحارس الأول).