محمد أنور قلمامي - موسكو
لم يتوقع أشد المتفائلين من الجمهور الروسي وحتّى جهازه التدريبي أن يتفوّق منتخب الدولة المضيفة على الفراعنة بثلاثة أهداف لهدف واحد، ذلك ما رصدناه خلال متابعتنا للمباراة "الغريبة" لحساب المرحلة الثانية من المجموعة الأولى ضمن كأس العالم روسيا FIFA 2018 من مدرجات ملعب سانت بطرسبيرغ.
وتفاعلت الجماهير الروسية بشكل كبير مع أهداف منتخبها وبدا وكأنها تعيش حلماً لا تريد الاستفاقة منه بل بلغ الأمر مرحلة الخوف من عودة المصريين في المباراة حتّى مع تقدّم الروس بثلاثية نظيفة قبل أن يذلّل محمد صلاح الفارق أواخر اللقاء.
في المقابل خيّم السخط في معظم أرجاء المدرجات المصرية وقد نال المدرب هيكتور كوبر نصيب الأسد منها فهل يتحمّل الأرجنتيني مسؤولية الفشل في تحقيق حلم الشعب المصري التواق للعودة إلى عهد الإنجازات والتألق ؟
كوبر في مرمى نيران الانتقادات
كانت موقعة سانت بطرسبيرغ القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة للجمهور المصري العريض الذي ضاق ذرعاً من الأسلوب الدفاعي "العقيم" الذي يتبعه هيكتور كوبر.
وكانت سهام النقد مسلطة على الأرجنتيني منذ فترة غير أن الاتحاد المصري لكرة القدم خيّر الاستمرارية ولم يعر أي اهتمام للأصوات المنادية بإقالة المدرب قبل فوات الأوان.
ويعاب على كوبر انتهاجه لأسلوب دفاعي بحت واعتماده على مهارة محمد صلاح لتسجيل الأهداف، التي كانت في عهده شحيحة.
كما تتسم شخصية الأرجنتيني بالعناد إذ يعدّ من المدرسة الكلاسيكية التي تتخذ من الثبات وعدم المجازفة شعارها.
مسؤولية كوبر
وضع بعض من أنصار المنتخب المصري الغاضبين، الذين التقيناهم عقب مباراة روسيا، كوبر في قفص الاتهام واعتبروا أنه المسؤول الأول عن النتائج المخيبة للآمال.
وعاب العديد من جماهير الفراعنة على كوبر اعتماده لأسلوب دفاعي مبالغ فيه جعل المنتخب المصري يعجز عن صنع اللعب بل وصل إلى حد فقدان السيطرة على مجريات اللعب أمام منتخبات تملك إمكانيات فنية أقل منه.
كما لم يتقبل المصريون غياب الدعم لنجم ليفربول محمد صلاح الذي سابق الزمن للحاق بمباراة روسيا بيد أنه افتقد للمساندة ولاح معزولاً أمام دفاع روسي مندفع ومتحمّس.
وتمثل اختيارات كوبر مصدر جدل كبير سواءً على صعيد لائحة لاعبي الفراعنة المشاركة في المونديال الروسي أو التشكيلة الأساسية التي يختارها الأجنتيني في المباراتين الماضيتين.
عموماً نال مدرب الفراعنة النصيب الأكبر من انتقادات أنصار المنتخب المصري الحاضرين في موقعة سانت بطرسبيرغ والذين عبّروا في الآن ذاته عن رضاهم على مردود اللاعبين بالتالي عدم تحميلهم مسؤولية الخيبات الأخيرة.
ما هي الحلول ؟
جماهيرياً أعرب أغلب من تحدثنا معهم بعد مباراة روسيا عن حاجة مصر لدماء جديد من خلال تغيير الجهاز التدريبي بغية العودة للأسلوب الهجومي الجميل الذي لطالما ميّز الكرة المصرية.
بيد أن جزءً آخر من الجمهور المصري دعا إلى التريث وعدم الانسياق وراء ردود الأفعال المتسرّعة التي تتلو الهزائم عادةً.
في المقابل هناك شق ثالث من الآراء يتقدمه محلل قنواتنا محمد أبو تريكة يرى أن المشاركة المصرية في المونديال تحتاج للدراسة وأن مسيرة كوبر يجب تقييمها بكل تروّي قبل اتخاذ قرارات مصيرية.