ما ان اطلقت المرجعية الدينية العليا نداء الجهاد الكفائي، حتى شكلت تلك الفتوى منعطفاً تاريخياً في حسم المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي فولادة تشكيل مثل الحشد الشعبي اسهم كثيراً في تسارع وتيرة حسم المعارك، إذ عمّد الحشد الشعبي لتقديم جوانب انسانية وعقائدية وازت جهاده العسكري، وجعلت القادة يقفون إجلالاً لما يقدمه من تضحيات التي لم تقتصر على تقديم دماء المقاتلين فحسب.
كانت المنطلقات الانسانية للحشد الشعبي وقادته عابرة لحدود الطائفية والتي قطعت الطريق امام المراهنين بالتلاعب في الدساتير والفقرات القانونية فالحشد يحظى بتعاطف جماهيري كبير وتمثيلات الحشد الانسانية كونت لها قاعدة جماهيرية شملت معظم جغرافيا العراق، إذ بلغ عدد النازحين الذين اغثهم الحشد الشعبي نحو مليونان و91 الف نازح في عموم المناطق، كما ساهم الحشد في إعادة نحو 300 الف نازح لمناطق ديالى والفلوجة، و اغاثة نحو 70 الف مدني من الانبار والموصل، و اجلاء 140 الف نازح من ايمن الموصل خلال معارك التحرير.
العمليات النوعية الانسانية التي قدمها الحشد الشعبي اجبرت البعض على تثمين مواقفه فمثلاً اصدر امير الايزيدية في العراق والعالم تحسين سعيد بك بيانا اعرب فيه عن شكره لقوات الحشد الشعبي على تحرير مناطق الايزيدية وتسليمها إلى الاهالي، وأكد بأن الحشد سطر اروع الملاحم في كل بقعة من ارض العراق، فيما دعا الشباب الايزيدي إلى الانضمام لتشكيلات الحشد، يقابل ذلك تصريحات ممثل منظمة يونامي التابعة للأمم المتحدة مانوج ماثيو الذي ثمن دور الحشد الشعبي وجدد مساعدة الأمم المتحدة في إعادة إعمار المناطق المحررة وإعادة النازحين.
جهود الحشد الشعبي لم تكتفِ لهذا القدر فحسب بل كانت نابعة من الشعور بالمسؤولية بعد كل خطبة للمرجعية الدينية التي كانت تشدد على إغاثة النازحين، أما ابرز الحملات التي نظمها الحشد الشعبي ونجح في تأديتها بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء، "حفظ الامانة" والتي اطلقها الحشد لرعاية اسر الشهداء والجرحى وفاءً للدماء التي سالت من اجل البلاد، فضلاً عن "حملة الوفاء" التي نُظمت لرعاية اسر الشهداء، "لأجلكم" والتي جاءت تلبية لدعوة المرجعية الدينية في توفير الاحتياجات الضرورية للنازحين، أن الجهد الانساني للحشد الشعبي جعل لهذا التشكيل ضرورة وجود ملحة خوفاً من تكرار الهجمات الارهابية مستقبلاً، كذلك لِما تقتضيه ضرورة التلاحم والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد في الازمات.
2018-07-10