احراق مقرات احزاب الدعوة والفضيلة والحكمة في المثنى...
إزاء ملامسة الاضطرابات العراقية، الدائرة منذ أيام، حدود الكويت الشمالية من خلال تظاهر المئات من مواطني البصرة في منفذ سفوان الحدودي وإغلاقهم المعبر البري لساعات، اتخذت الكويت تدابير أمنية احترازية تحسباً لأي طارئ، رغم تطمينات أعلنتها وزارتا الخارجية والدفاع بأن الوضع الأمني في الجانب الكويتي طبيعي.
وأعلنت "الخارجية"، في بيان أمس، أن الحدود يسودها الأمن والهدوء ولا داعي للقلق، وأن الكويت "تتابع باهتمام بالغ الأحداث والتطورات، وتؤكد ثقتها بقدرة الأشقاء العراقيين على معالجتها".
وبينما تَفقَّد رئيس أركان الجيش الكويتي الفريق الركن محمد الخضر وعدد من القيادات العسكرية المنطقة الشمالية للوقوف على جاهزية القوات هناك ، أكدت رئاسة الأركان ، في بيان ، أن ما يجري في العراق "شأن داخلي، وأن ما يقوم به جيشنا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية مجرد إجراء احترازي".
في موازاة ذلك، افادت مصادر صحفية كويتية تابعتها (باسنيوز) ، أن الجهات الأمنية والعسكرية الكويتية اتخذت عدة تدابير احترازية، في مقدمتها إعلان "الداخلية" حالة الاستنفار القصوى على الحدود الشمالية، فضلاً عن إرسال القوات الخاصة إليها، حيث تمركزت في لواء السور الآلي على مقربة من الحدود.
وقالت المصادر إنه تم وضع قوة واجب مبارك ولواء المغاوير في حالة تأهب قصوى، وتحريكها إلى مواقع قرب ميناء مبارك ومركز البحيث وجزيرة بوبيان، فضلاً عن تعزيز منفذ العبدلي ومحيط حقول النفط المحاذية للحدود العراقية، بعناصر من المغاوير للتعامل مع أي طارئ.
ولفتت إلى أن المجال البحري شهد رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، كما اتخذت زوارق القوة البحرية مواقع دفاعية في خور عبدالله وجزيرة بوبيان، مشيرة إلى أن قوات أمن الحدود وزعت دوريات مسلحة على منطقة البايب الحدودي ، بينما اتخذت القيادة التنسيقية للقوى العسكرية والأمنية قراراً بالاجتماع التنسيقي الدائم تحسباً لأي مستجدات.
ولدى الجانب العراقي، فرضت التظاهرات إغلاق منفذ سفوان قبل ظهر أمس ، ثم استأنف حركته عصراً مع إعلان عودة الاستقرار إلى المنفذ، وفتحه أمام العابرين في الاتجاهين، حيث سجل دخول بعض العائلات التي تعذرت عودتها جواً من النجف، في وقت تواصلت التظاهرات في المحافظات الجنوبية التي تسكنها أغلبية شيعية.
وأكدت السلطات العراقية أنها رفعت حال الاستنفار الأمني إلى الدرجة القصوى، بعد اجتماع طارئ أمس الأول للمجلس الوزاري للأمن الوطني، برئاسة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، حيث شدد المجلس على أن قوات الأمن ستحمي المتظاهرين والممتلكات، مع تحذيره من ما اسماهم "مندسين" يستغلون التظاهرات للتخريب.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن السلطات أرسلت بالفعل تعزيزات من وحدة مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة من الجيش للمساعدة في حماية الحقول النفطية في محافظة البصرة، في وقت أكدت إدارة مطار النجف أن المطار مستعد لاستقبال الطائرات، وذلك بعد أن رفعت القوات الأمنية حظر التجوال عن المحافظة المقدسة لدى الشيعة.
ميدانياً، أفادت مصادر عراقية، بسقوط 4 قتلى برصاص قوات الأمن في محافظة البصرة، اليوم الاحد، في اليوم السابع من الاحتجاجات ، وسط تصعيد كبير ووقوع إصابات في المحافظات الجنوبية.
وأكدت المصادر، مقتل 4 متظاهرين وإصابة 3 آخرين بجروح، جراء إطلاق القوات الأمنية النار لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مجلس محافظة البصرة.
ووردت أنباء عن اعتقال قوات الأمن العديد من المتظاهرين فيما هدمت قوات أخرى خياماً نصبها المحتجون أمام مبنى المحافظة.
وقبل قليل، سقط 10 جرحى خلال تفريق القوات العراقية متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى مجلس محافظة الديوانية.
فيما شهدت محافظة ذي قار، اليوم، إصابة 15 شخصاً، بينهم 3 في حالة خطرة، إثر اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي حاولت فض التظاهرات بالقوة، فيما قام المتظاهرون بحرق مبنى مؤسسة السجناء السياسيين في الناصرية.
بدورها شهدت محافظة المثنى(مركزها السماوة) اقتحام المحتجين الغاضبين مبنى المحافظة وشركة الاستثمار، وعلى إثرها قامت القوات الأمنية بإطلاق النار على المتظاهرين، الذين توجهوا بعدها إلى مقرات الأحزاب خاصة المقربة من ايران في المدينة حيث احرقوا مقرات احزاب الدعوة والفضيلة والحكمة.
كما أفادت المصادر، أن قوات مكافحة الشغب اشتبكت مع المتظاهرين في مدينة النجف.
وكان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ، حيدر العبادي ، قد أعلن اليوم عن جملة من القرارات لاحتواء الاحتجاجات ونقمة الشارع .
وأدى اتساع رقعة الاحتجاجات واستهدافها مواقع استراتيجية حساسة، إلى توجيه اتهامات إلى أكثر من جهة، أبرزها إيران، بمحاولة إحداث فوضى في العراق وسط استعداده لتشكيل الحكومة الجديدة ، غير أن المتضرر الأكبر من تلك التظاهرات حتى الآن يتمثل في أطراف مقربة من طهران، مثل رئيس الحكومة السابق نوري المالكي ، ومقار الميليشيات ، ومطار النجف الذي تلاحقه اتهامات أميركية بخرقه العقوبات ضد طهران.
أما أكثر شركات النفط المتضررة من أعمال الشغب حتى الآن فتأتي في مقدمتها الشركات الروسية، وأبرزها "لوك أويل"، التي تدير عمليات واسعة شمال البصرة. وإزاء هذا الوضع، يقول خبراء إن كلاً من حلفاء إيران ، والجناح العراقي المعتدل المقرب من النجف ، سيحاولان الاستفادة من تلك التظاهرات.