’’لتخفيف الضغط التركي عليها لتعاملها مع PYD’’ ...
قال قيادي كوردي سوري، اليوم الثلاثاء، إن أمريكا لا مانع لديها من عودة النظام إلى مناطق شرقي الفرات لتخفيف الضغط التركي عليها بسبب تعاملها مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.
وقال فؤاد عليكو، القيادي في المجلس الوطني الكوردي في سوريا في حديث لـ (باسنيوز): «التفاهمات بين PYD والنظام بدأت منذ بداية الثورة السورية عام 2011م»، مشيراً إلى وجود «تنسيق متكامل حول عملية تسليم جميع المناطق إليه منذ أواسط 2012م حيث بقي هذا التنسيق قائماً حتى اليوم في بعض المواقع مثل مدينتي قامشلو والحسكة».
وتابع عليكو، وهو عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي الكوردي، قائلاً: «حصل نوع من الفتور بين الجانبين خاصة بعد أن دخلت أمريكا على الخط في نهاية 2014 أثناء تدخل القوات الأمريكية وقوات البيشمركة ضد داعش في كوباني لمؤازرة قوات PYD وبقاء النظام متفرجاً دون تقديم أية مساعدة له».
وأضاف عليكو، أن «هذا الفتور تطور أحياناً إلى نوع من التصادم كما حصل في مدينة الحسكة في صيف 2016م وذلك لشعوراً النظام بأن PYD بدأ يتنصل من تفاهماته معه، إضافة لاستقوائه بالوجود الأمريكي في المنطقة ورفع شعارات كبيرة وممارسات عملية على الأرض دون رضا النظام».
وأوضح أن « PYDمقتنع بأن التحالف مع أمريكا وتقديم التضحيات الكبيرة لها سوف يدفع بأمريكا إلى تطوير التعاون معه من العسكري إلى السياسي ومن ثم تأهيله للقبول به كجزء من المعارضة السورية بعيداً عن فلك النظام، لكن الصدمة كانت كبيرة للحزب في عفرين وحلب سابقاً، وخاصة بعد التفاهم الأمريكي - التركي في منبج على حسابه».
فؤاد عليكو
ولفت عليكو إلى أن «أمريكا رفضت التعامل السياسي مع PYD حرصاً على عدم إغضاب حليفتها الاستراتيجية تركيا، وبالتالي أصبحوا في الحزب بوضع لا يحسدون عليه ولم يبق أمامهم سوى إرخاء الحبل مع النظام مجدداً على أمل أن يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في سوريا».
وشدد على أن «النظام أيضاً سوف يستخدمهم كورقة مساومة في مرحلة معينة مع تركيا، ولاتزال ذاكرتنا تحتفظ ببنود اتفاقية أضنة بين النظام وتركيا 1998م حول ذلك»، مبينا أن « PYD يعيش مأزقاً حقيقياً ويمر في مرحلة الذوبان في جسم مؤسسات النظام، كما هو حاصل اليوم في حلب، ويتحول الأسايش إلى شرطة مدنية تابعة للنظام مقابل استمرارية قمعها للقوى السياسية الكوردية ممثلة بالمجلس الوطني الكوردي تحديداً».
عليكو أشار إلى أن «أمريكا سوف تستمر باستخدام قوات PYD كجسم وظيفي في ريفي الحسكة و دير الروز ريثما تنتهي مهمتها في محاربة داعش والحد من النفوذ الإيراني، لذلك أمريكا لا مانع لديها من عودة النظام إلى مناطق شرقي الفرات لتخفيف الضغط التركي عليها بسبب تعاملها مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.
واعتبر أن «سياسات PYD أثرت سلباً على القضية الكوردية سواءً من جهة التضحية بأكثر من 15 ألف شهيد من خيرة شبابنا أم من جهة خلق حالة من العداء العربي ضد الكورد خدمة لأجندات الآخرين، أو من جهة التضييق على القوى الكوردية وزجهم في السجون دون مبرر، أو من جهة التسبب في تهجير أكثر من مليون كوردي إلى خارج الوطن».
وختم فؤاد عليكو حديثه لـ (باسنيوز)، بالقول: «مع كل ذلك فلا زلنا مقتنعين بأن القضية الكوردية حية من خلال الدور الرائد الذي يقوم به المجلس سواء من خلال أطر المعارضة السورية أو من خلال نشاطها المميز لدى الدول المعنية بالأزمة السورية وعلى رأسها أمريكا وروسيا والاتحاد الأوربي وبريطانيا وبعض دول المنطقة المعنية بالملف السوري، لذلك أستطيع التأكيد بأن أي حل للأزمة السورية يجب أن يترافق بايجاد حل منصف للقضية الكوردية، لأن التجاهل بات من الماضي».