في رسالة وجهها لمؤتمرهم السادس ...
حمّل الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، علماء الدين الإسلامي بكوردستان، مسؤولية تجفيف منابع فكر الإرهاب ومحاربة العقيدة الإرهابية.
ووجه الرئيس بارزاني رسالة إلى المؤتمر السادس لاتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان، اليوم الثلاثاء، تلاها الملا عبد الله سعيد ويسي، رئيس الاتحاد.
وأشاد الرئيس بارزاني في رسالته بدور وتأثير علماء الدين خلال المراحل المختلفة لتاريخ الحركة التحررية للشعب الكوردي، وحمايتهم للأصالة والقيم العالية، ومحافظتهم على التعايش والوئام.
وقال الزعيم الكوردي: «غالبية ثورات شعبنا في سبيل الحرية والتخلص من الاحتلال كانت على أيدي العلماء ورجال الدين الكبار، وهذا دليل واضح على مكانة علماء الدين وقيادتهم لقافلة النضال والكفاح لشعب كوردستان. وكان حمل السلاح من قبل علماء الدين في الثورات درساً مهماً للجميع مفاده أن طلب الحرية والدفاع عن الأرض والوطن ليس واجباً وطنياً فحسب، بل واجب ديني أيضاً».
ولفت الرئيس بارزاني إلى دور علماء الدين في حياة المجتمع، في الوقت الراهن «خاصة وأن آفة الإرهاب والعنف وتدمير مبادىء التعايش، وظهور الطائفية في العراق والمنطقة، تشكل تهديدات كبيرة للتعايش والتسامح والرسالة السلمية للدين»، وقال: «لذلك تقع بالدرجة الأساس على عاتق حضراتكم، مهمة تجفيف منابع فكر الإرهاب ومحاربة العقيدة الإرهابية. كما أن جميع شرائح المجتمع ينتظرون همة ودور رجال الدين في نشر قيم التسامح الديني والمذهبي ودحر الفكر الإرهابي»، مثمناً ما أنجزه رجال الدين في هذا المجال حتى الآن.
وأردف الزعيم الكوردي، بالقول: «كما يقع على عاتق حضراتكم حماية المبادىء والقيم الدينية وحب الأرض والوطن على أسس علمية وتربوية. وفي هذه الأجواء المعقدة المليئة بالتحديات لايجوز السماح لسيطرة الأفكار الغريبة والثقافة المعادية للتدين والوطنية على فكر ووعي المجتمع».
وأشار الرئيس بارزاني إلى أنه «يمكن إصابة الشعور الوطني بالخلل عند أي شخص، ولأي سبب كان، ولكن لايجوز أن يحدث ذلك عند رجل الدين ولو مثقال ذرة، لأنكم مصادر إلهام للجميع، وشعب كوردستان تعلم الصمود والتصدي والتضحية والمعنويات العالية من رجال الدين. وحضرة البارزاني الخالد عندما أسس اتحاد علماء الدين الإسلامي، كان يعلم جيداً أن علماء الدين هم الحصن الفولاذي للشعب وللدفاع عن المقدسات الدينية والقومية للكورد. واجبكم واجب مقدس وعضويتكم في اتحاد العلماء شرف كبير».
ودعا الزعيم الكوردي إلى نبذ الخلافات بين العلماء كونها «تؤثر سلباً على مبادىء التدين والتربية ما يؤثر على مستقبل شعبنا». وأضاف «يجب أن يكون المستقبل ومصالح البلاد وفكر الشباب من أولوياتكم الأساسية ووفق برنامج ديني أصيل وكوردستاني، وليس برنامج مستورد لايحترم الحقوق العادلة لشعبنا».
وشدد الرئيس بارزاني، قائلاً: «تأسس اتحاد علماء الدين من أجلكم ومن أجل التدين ومصالح الوطن، لذلك من الضروري أن تحافظوا، ببرنامج ومشروع شامل، على ثقل ذلك الهدف المقدس الكبير الذي تأسس من أجله اتحاد العلماء».
وتمنى الزعيم الكوردي في ختام رسالته النجاح للمؤتمر، معرباً عن أمله في أن تكون قراراته وتوصياته لخدمة الدين والشعب والوطن، مؤكداً استمراره في مساندة الاتحاد بكل قوة، وقال: «لي الفخر أن أكون في خدمة علماء الدين».