بعد خطبة السيستاني ...
خرج آلاف العراقيين، اليوم الجمعة، بمظاهرات حاشدة بمختلف المحافظات والعاصمة بغداد، احتجاجاً على استمرار تردي الواقع الخدمي والمعيشي في البلاد.
واتخذت القوات الأمنية ومكافحة الشغب منذ مساء أمس الخميس، إجراءات منية مشددة في كل من بغداد والبصرة وميسان وذي قار والديوانية والمثنى وكربلاء والنجف وبابل.
كما منعت القوات الأمنية جميع وسائل الإعلام من تغطية التظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد.
ويرى مراقبون، أن أعداد المحتجين تزايدت بشكل لافت اليوم، مدفوعة مع خطبة المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني.
وحذر السيستاني، الجمعة، الحكومة العراقية من اتساع نطاق المظاهرات الاحتجاجية بطريقة قد تندم الحكومة العراقية عليها، داعياً في الوقت نفسه إلى الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة الفساد وتوفير الخدمات.
وهذه ثاني خطبة يتطرق فيها السيستاني إلى الاحتجاجات التي عمت مدن الوسط والجنوب للمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية وتوظيف العاطلين.
وقال السيستاني في خطبة تلاها مساعده عبد المهدي الكربلائي في كربلاء: «لقد نصحت المرجعية الدينية مراراً وتكراراً كبار المسؤولين في الحكومة وزعماء القوى السياسية بأن.... يمتنعوا عن حماية الفاسدين من أحزابهم وأصحابهم».
وتابع «وقد حذرتهم (المرجعية) في خطبة الجمعة قبل ثلاثة أعوام بأن الذين يمانعون الإصلاح ويراهنون على أن تخف المطالبات به، عليهم أن يعلموا أن الإصلاح ضرورة لا محيص منها».
ومضى السيستاني، للقول: «وإذا خفت مظاهر المطالبة به مدة فأنها ستعود في وقت آخر بأقوى وأوسع من ذلك بكثير، ولات حين مندم».
وحث السيستاني رئيس الوزراء حيدر العبادي المنتهية ولايته، على تلبية مطالب المحتجين بتوفير وظائف وتحسين الخدمات الأساسية.
وقال: «يجب أن تجد الحكومة الحالية في تحقيق ما يمكن تحقيقه بصورة عاجلة من مطالب المواطنين وتخفف بذلك من معاناتهم وشقائهم».
ودعا مرجع الشيعة الأعلى إلى الإسراع في تشكيل الحكومة بـ «أقرب وقت ممكن وعلى أسس صحيحة» لمواجهة الفساد وسوء الخدمات الأساسية، وقال إن على «رئيس الوزراء القادم أن يتحمل كامل المسؤولية عن أداء الحكومة وأن يتمتع بالشجاعة والقوة».
وقال السيستاني: «إن تنصلت الحكومة عن العمل بما تتعهد به أو تعطل الأمر في مجلس النواب أو لدى السلطة القضائية فلا يبقى أمام الشعب إلا تطوير أساليبه الاحتجاجية السلمية لفرض إرادته على المسؤولين مدعوماً في ذلك من قبل كل القوى الخيّرة في البلد».
وتشهد محافظات وسط وجنوب العراق منذ أسابيع احتجاجات واسعة ضد تردي الواقع الخدمي والمعيشي، وتفشي الفساد المالي والإداري، وارتفاع معدل البطالة داخل المجتمع، مما دفع بالحكومة الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات العاجلة تلبية لمطالب المتظاهرين والذين قتل وأصيب منهم العشرات على أيدي القوات الأمنية.