عقب تحذير المرجعية من تأخير تشكيل الحكومة المقبلة
على مدى الأيام الأخيرة وعقب مطالبة المرجعية الشيعية في النجف التي جاءت بصيغة تحذير بشأن أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية القادمة بأسرع وقت، تبادلت كل من كتلتي «الفتح» التي يتزعمها هادي العامري و«سائرون» التي يدعمها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التصريحات حول اقترابهما من تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر لكن بمحورين مختلفين.
وفيما كانت كتلة «الفتح» أعلنت أنها هي التي باتت الكتلة الأكبر باقترابها من الـ60 مقعدا فإن تحالف «سائرون»، وطبقا لما أعلنه المتحدث باسمه الدكتور قحطان الجبوري هي «القائمة الفائزة الأكبر ولم يطرأ تغيير على ذلك رغم أن النتائج النهائية للانتخابات لم تظهر بعد».
هذا فيما أكد قيادي بارز من ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي ، امس الثلاثاء ، اقترابهم من تشكيل الكتلة الأكبر، التي ستكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
القيادي في الائتلاف سعد المطلبي، قال لـ(باسنيوز)، ان " دولة القانون وصل الى مراحل متقدمة على طريق اعلان كتلته الأكبر" ، مضيفاً " نحن الان بانتظار اعلان النتائج النهائية لعمليات العد والفرز اليدوي" ، مضيفاً ان "الكتلة الأكبر، ستضم دولة القانون وتحالف الفتح، واجزاء من ائتلاف النصر، والقوى الكوردية الكبيرة، وبعض القوى السنية" .
وطبقا للمراقبين السياسيين المتابعين للشأن العراقي فإن الصراع داخل البيت الشيعي حول الكتلة الأكبر لا يزال يتمحور حول شخصية ومواصفات رئيس الوزراء المقبل وليس البرنامج الحكومي الذي بات من أهم شروطه أن يكون برنامجا خدميا لكي يلبي مطالب حركة الاحتجاجات التي لا يتوقع نهاية قريبة لها بعد أن أخذت الضوء الأخضر من المرجعية الشيعية بالاستمرار ومواصلة الضغوط على الطبقة السياسية.
صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ، نقلت اليوم الاربعاء عن القيادي في التيار الصدري أمير الكناني ، أن «ما يحصل داخل البيت الشيعي لا يعد صراعا بين طرفين أو اتجاهين بقدر ما هو تنافس بين كتل برلمانية تعتقد كل واحدة منها أنها هي الأقدر على تقديم الخدمات للمواطنين»، مبينا أن هذا الصراع «ينسجم مع طبيعة المرحلة التي تتطلب التنافس من أجل تقديم أداء أفضل، يضاف إلى ذلك أن هذا التنافس هو حالة صحية في الديمقراطيات الناشئة ومنها الديمقراطية العراقية»وفق قوله .
وردا على سؤال بشأن أن الصراع يتمحور حول شخص المرشح لرئاسة الحكومة وليس البرنامج الحكومي الذي لم يجر التطرق إليه إلا على شكل عناوين عامة، يقول الكناني: «حتى لو كان التنافس على منصب رئاسة الوزراء الذي هو حصة الشيعة فهذا هو الآخر أمر طبيعي حتى لو أدى ذلك إلى خسارتهم لهذا المنصب فهو أمر لا غبار عليه في ظل الحراك الديمقراطي».
هذا فيما شدد قیادي في تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، الثلاثاء، على ضرورة تخلي حزب الدعوة عن رئاسه الوزراء وترك المنصب لمرشحین من احزاب اخری ، لافتاً الى ان الحزب يحكم العراق منذ 2005 .
داعياً لتداول سلمي للسلطة بين الاحزاب وليس بين الاشخاص داخل الحزب الواحد.
القيادي في التيار محمد المياحي، قال لـ(باسنيوز) "يجب ان يكون هناك تداول سلمي للسلطة بين الاحزاب ، وليس تداول مناصب بين اشخاص داخل الحزب الواحد(في اشارة الى زعيم حزب الدعوة نوري المالكي ورئيس الوزراء حيدر العبادي وهو من نفس حزب المالكي) "، وقد تولى المالكي رئاسة الوزراء لولايتين قبل ان يتولاها العبادي بعده والذي يطمح في ولاية جديدة .
من جهته، فإن الناطق الرسمي باسم تحالف «سائرون»، يقول إن التحالف «يعمل الآن على الاقتراب من الكتلة الأكبر طبقا لاستحقاقه الوطني كفائز أول في الانتخابات وكذلك تقاربه مع الجميع شريطة أن يكون البرنامج الحكومي هو الفيصل وهو المعيار»، مبينا أن «هذا الأمر ينسجم مع توجهات المرجعية الدينية العليا التي دعت الجميع إلى الإسراع في تشكيل الحكومة على أن تكون حكومة خدمات وهو ما كنا نؤكد عليه سواء قبل الانتخابات أو بعدها».
في سياق متصل شددت بعثة الأمم المتحدة في العراق على تشكيل حكومة عراقية شاملة ومؤيدة للإصلاحِ وتكون قادرة على الوفاءِ بمطالبِ المواطنين والاستجابة لتطلّعاتهم. وقال بيان للأمانة العامة لمجلس الوزراء إن «الأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق استقبل رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش وجرى خلال اللقاء تبادل الرؤى المتعلقة بالإصلاحات الحكومية القادمة وسبل تحقيق التنمية والتقدّم الاقتصادي بما يؤمن تحقيق الاستقرار في العراق».
وأكد كوبيتش طبقا للبيان على «ضرورة الإسراع بتشكيلِ حكومة وطنية جديدة شاملة ومؤيدة للإصلاحِ وتكون قادرة على الوفاءِ بمطالبِ المواطنين والاستجابة لتطلّعاتهم».