واشنطن تصعّد ضد أنقرة وتفرض عقوبات على وزيرين تركيين

آخر تحديث 2018-08-02 00:00:00 - المصدر: نون

تصاعدت التوترات التركية الأمريكية، أمس الأربعاء، فيما عرف بـ«أسوأ أزمة» تشهدها العلاقات بين البلدين الحليفين في «الناتو»، على خلفية توقيف أنقرة للقس الأمريكي أندرو برانسون بتهمة دعم «منظمات إرهابية»، في إشارة إلى جماعة فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني، وتهم أخرى من بينها التجسس.
وفرضت الولايات المتحدة أمس الأربعاء عقوبات على وزير العدل التركي عبد الحميد غول، ووزير الداخلية سليمان صويلو، بسبب احتجاز القس الأمريكي أندرو برانسون، حيث قالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الوزيرين لعبا دورا رئيسيا في اعتقاله في 2016 ثم احتجازه.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان لاحق يتضمن الإعلان الرسمي عن العقوبات المالية «الاحتجاز الظالم للقس برانسون واستمرار محاكمته على يد المسؤولين الأتراك غير مقبول بالمرة».
وأضاف «الرئيس ترامب أوضح مرارا أن الولايات المتحدة تتوقع أن تطلق تركيا سراحه على الفور».
وفور توقيع العقوبات الأمريكية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنه سيلتقي نظيره التركي مولود جاويد أوغلو.
وفي وقت سابق من أمس، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه من غير الممكن قبول لغة التهديد التي تستخدمها الولايات المتحدة.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بفرض عقوبات على تركيا بسبب استمرار توقيف القس، وجدد مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي الإعلان عن فرض التهديدات الأحد الماضي.
و قال أردوغان لعدد من الصحافيين في أنقرة:»من غير الممكن قبول لغة التهديد التي تستخدمها العقلية الإنجيلية الصهيونية» في الولايات المتحدة.
وأضاف: «توجيه تهديدات إلى تركيا في هذا الشأن لا يعود بالنفع على أحد… وليس من اللائق أن تصدر من واشنطن مثل هذه التهديدات ضد حليفتها التي كافحت معها في عدة مجالات».
وشدد على أن «تركيا لا تعاني مشكلات مع الأقليات الدينية»، مضيفا: «سنواصل المضي قدما على الطريق الذي نؤمن به، دون أدنى تنازل عن حريتنا واستقلالنا واستقلالية قضائنا».
ورفضت محكمة تركية أمس طلبا مقدما من برانسون لرفع الإقامة الجبرية المفروضة عليه في منزله بولاية إزمير.
وتم توقيف برانسون (50 عاما) في كانون أول/ديسمبر عام 2016 في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها فصيل في الجيش التركي ضد أردوغان. ويشتبه في أن القس على علاقة بعالم الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بالتخطيط للمحاولة الانقلابية. ومن المقرر أن تعقد الجلسة المقبلة من محاكمته في 12 من تشرين الأول/أكتوبر المقبل
وهاتف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأمريكي مايك بومبيو أمس الأربعاء.
وقالت وكالة الأناضول إن هذا هو الاتصال الرابع الذي يجري بين الدبلوماسيين خلال الأسبوعين الماضيين.
وجددت قضية القس الأمريكي التوترات بين الدولتين الحليفتين بالناتو، المشحونة علاقتهما بالفعل جراء الحرب في سوريا وقرار تركيا شراء نظام دفاع جوي روسي وصدور إدانة في نيويورك بحق موظف بارز سابق في بنك «هالك» التركي لانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران، وجراء الجهود لعرقلة توصيل مقاتلات من طراز أف ـ 35 إلى تركيا.