ازدياد المخاوف من تغيير ديموغرافي في المنطقة ...
أدى القصف المدفعي والصاروخي للنظام السوري على مواقع فصائل المعارضة السورية في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، إلى حركة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه الحدود السورية التركية.
ويعتقد مراقبون كورد، أن أي هجوم محتمل من قبل النظام على إدلب سوف يؤدي إلى نزوح مئات الآلاف منها نحو عفرين بغربي كوردستان، ما سيسفر عن كارثة إنسانية.
بالصدد، يقول الإعلامي الكوردي جومرد حمدوش الذي ينحدر من عفرين لـ (باسنيوز): «مع ازدياد نسبة العرب النازحين إلى عفرين تزداد مخاطر التغيير الديموغرافي، وهو خطر حقيقي على الوجود الكوردي المنطقة»، ويضيف «لو أننا قارنا وضع عفرين سابقاً مع الوضع الحالي سوف نشاهد أن تغيرات كبيرة حدثت».
ويشير حمدوش إلى أن «العرب الموجودين حالياً في عفرين جاؤوا مع الفرنسيين ثم جلب النظام أيضاً البعض منهم للمنطقة حيث كانوا يسمون بالوافدين، لكن الآن يعتبرون من المكون الأساسي بالرغم من أن نسبة العرب كانت بحدود 3-5%».
ويلفت إلى أن «الوضع الحالي صعب جداً ولن يخرج معظم المهجرين الذين جاؤوا من ريف دمشق وحمص ومناطق أخرى من عفرين، خصوصاً إذا ما استمر الوجود التركي لسنوات».
وبشأن نزوح أهالي إدلب إلى عفرين، يرى أنه «من الطبيعي أن ينزح أهالي إدلب إلى عفرين وحتى باتجاه مناطق النظام جراء الحرب»، ويعتبر أن «وجود المهجرين من ريف دمشق أخطر من تواجد نازحي إدلب في عفرين، لأن هؤلاء يستطيعون العودة إلى إدلب بحكم وجود حدود مشتركة مع عفرين فيما مهجرو ريف دمشق مدعومون من قبل الأتراك والفصائل المسلحة حيث من الصعب أن يعودوا إلى ديارهم».
وكان الناشط المدني مصطفى خليل قد قال لـ (باسنيوز) في وقت سابق: «إن شنّ النظام السوري والميليشيات الموالية له أي هجوم عسكري على إدلب، فسوف ينزح مئات الآلاف من المدنيين نحو عفرين الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي والفصائل التابعة له».
وأضاف أن «ديمغرافية منطقة عفرين تغيرت بعد نزوح نحو من 120 ألف شخص إليها من ريف دمشق وحمص وحماة وإدلب وحلب، وفق اتفاق بين الجانبين الروسي والتركي».
وأشار إلى أن «قوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD هي أيضاً تساهم في تغيير ديمغرافية منطقة عفرين، حيث تمنع نحو 50 ألف من أبناء المنطقة من العودة إلى منازلهم، وتحتجزهم في أربعة مخيمات بريف حلب بحجة سيطرة الجيش التركي على عفرين».
وأكد خليل، أن «أي هجوم محتمل من قبل النظام على إدلب سوف يؤدي إلى نزوح مئات الآلاف منها نحو عفرين، وينتج عن ذلك كارثة إنسانية».
ئكان تقرير شهري صادر عن مجموعة من وكالات الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة، قد أفاد في وقت سابق بأن هجوماً مرتقباً للحكومة السورية على مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب قد يشرد ما يربو على 700 ألف شخص، أي أكثر بكثير من المشردين بسبب المعركة التي دارت في جنوب غرب سوريا في الآونة الأخيرة.
وقالت الأمم المتحدة، إن إدلب أصبحت «أرضاً لتكديس النازحين» وحذّرت من مخاطر شن هجوم عليها.