لاقت قضية الشابة الإيزيدية (أشواق) التي عادت من ألمانيا لتعيش مجدداً في إقليم كوردستان، بعد أن التقت في مدينة ألمانية بالداعشي الذي قام بتعذيبها لأشهر، اهتماماً بالغاً من قبل وسائل الإعلام العالمية، بعد إثارتها من قبل وكالة (باسنيوز).
ونشرت صحيفة (باس) الأسبوعية الكوردية (تصدر عن مؤسسة باس الإعلامية التي تضم أيضاً موقع وكالة باسنيوز الإخبارية) في عددها الأخير، وكذلك وكالة (باسنيوز) الإخبارية باللغات الكوردية (السورانية والكورمانجية) والعربية والفارسية والإنكليزية والتركية، قصة الشابة الإيزيدية أشواق حميد، والتي أعدها رئيس تحرير صحيفة (باس) برهم علي.
وفيما بعد، أثارت القصة اهتمام وكالات الأنباء العالمية وقنوات التلفزة والصحف، من بينها وكالة ‹أ ف ب› وفضائية ‹روسيا اليوم› الروسية وتلفزيون ‹DW› الألماني وفضائية ‹سكاي نيوز عربية›، إلى جانب العشرات من المواقع والوكالات العربية والعالمية.
وفتحت السلطات الألمانية تحقيقاً موسعاً حول القضية.
وأكد مكتب ولاية بادن فورتمبرغ للتحقيقات الجنائية في ‹تغريدة› على ‹تويتر›، توليه التحقيق في هذه القضية منذ 13 مارس/ آذار. وأوضح المكتب أن التحقيقات تجري الآن بمتابعة المدعي العام الاتحادي. إلا أن الجهاز الأمني قال أيضاً إن التحقيق الأولي ما زال معلقاً منذ حزيران/ يونيو الماضي.
وكانت الشابة الكوردية الإيزيدية أشواق، قد جرى اختطافها من شنكال، من بين الآلاف الأخريات، أثناء هجوم إرهابيي داعش عام 2014.
وبعد 10 أشهر قضتها أشواق تحت ظلم وتعذيب وانتهاكات جسدية من قبل داعشي عراقي يدعى (أبوهمام) تمكنت بجهدها وذكائها من الفرار والوصول إلى مناطق سيطرة قوات البيشمركة، لتبدأ العيش مع أقربائها مدة من الزمن.
فيما بعد، تنتقل أشواق، ضمن برنامج إنساني، للعيش كلاجئة في مدينة شتوتغارت الألمانية، برفقة والدتها وأحد أشقائها.
وبعد 3 سنوات في ألمانيا، واظبت فيها أشواق على تعلم اللغة الألمانية، التقت بالداعشي (أبوهمام)، والذي كان قد اشتراها قبل سنوات في مدينة الموصل بـ 100 دولار أمريكي، ومن ثم قام بتعذيبها لمدة 10 أشهر.
(أبو همام) لم يسعى للتواري عن أنظار أشواق، بل عاد إلى اعتراض طريقها ومضايقتها في مدينة شتوتغارت الألمانية، فما كان منها إلاّ أن أبلغت إدارة المخيم الذي تقيم فيه وكذلك الشرطة.
إلاّ أن السلطات الألمانية لم تقدم على أي إجراء بحق الداعشي (أبو همام).
وهنا، اتخذت أشواق قرارها بالعودة إلى إقليم كوردستان، بعد 3 سنوات عاشتها كلاجئة في ألمانيا.
أشواق الآن تعيش مع والدها المحرر من داعش بدوره، حجي حميد تلو، البالغ من العمر 53 عاماً في إقليم كوردستان.
وحتى الآن، تقول السلطات الألمانية إنها «لم تتمكن من تحديد هوية الجاني المزعوم على وجه اليقين». وتشير الشرطة الألمانية إلى أنها لم تتعرف على الداعشي (أبوهمام)، على عكس ما أوردته أشواق في تصريحها لـ (باسنيوز).