’’على ألمانيا والدول الأوربية أن تفرق بين اللاجئ والإرهابي’’ ...
الشابة الإيزيدية أشواق حجي حميد تعلو، والتي صادفت في مدينة شتوتغارت الألمانية بالداعشي (أبو همام) الذي قضت أشهراً طويلة في الموصل تحت تعذيبه وأسره، حيث عاود مضايقتها في ألمانيا، ما دفعها إلى العودة مع والدتها وأخيها إلى إقليم كوردستان، ردت في تصريح جديد لـ (باسنيوز) على تصريحات المتحدثة باسم الادعاء العام الألماني بالصدد.
وقالت المتحدثة باسم الادعاء، فرايكون كولر، إن ادعاء الفتاة للسلطات «لم يكن دقيقاً بما يكفي»، وعندما حاولوا التحقق مما قالته، غادرت ألمانيا.
وأكدت المتحدثة باسم الادعاء العام الاتحادي، أنهم اهتموا بالطبع بالقضية ويأخذون توصيفات مثلها بجدية كبيرة، وبيّنت أنها لا تعلم بوجود حالات أخرى من هذا النوع.
وأكدت أيضاً أنه لو وجدوا فرصة في القبض على أحدهم لفعلوا ذلك فوراً، مشيرة إلى فتح الادعاء العام الاتحادي تحقيقاً خاصاً منذ أعوام في جرائم الحرب المفترضة التي ارتكبها داعش بهدف تقديم الفاعلين للعدالة.
وقالت كولر إن الادعاء العام سيرغب في التحدث إليها مرة أخرى إذا عادت إلى ألمانيا.
ورداً على تصريحات الادعاء العام الألماني، قالت أشواق في تصريح جديد لـ (باسنيوز): «أتوجه بالشكر للسطات الألمانية والمتحدثة باسم الادعاء العام لاهتمامهم بقضيتي، لكني أود أن أقول لها أنني وبعد أن صادفت الداعشي أبو همام في شتوتغارت واعترض طريقي وتقدمت بشكوى بحقه لدى إدارة المخيم والشرطة، بقيت في ألمانيا لمدة شهر ونصف، لكنهم أعطوني بعد التحقيقات رقم هاتف وطلبوا مني أن أتصل به في حال اعترض أبو همام طريقي أو ضايقني مرة أخرى».
وأضافت أشواق «السيدة كولر تعلم جيداً أنه مادام الداعشي أبو همام يعرف جيداً أين أعيش ومع من وأين أذهب، فهذا يعني أنه يراقبني منذ مدة طويلة. وبقيت مدة شهر ونصف في ألمانيا بينما كان مجرم داعشي يراقبني دون أن تقبض عليه الشرطة، في الوقت الذي من الصعب جداً أن تعيش فيه ساعة واحدة تحت أنظار مجرم داعشي.. ومن يستطيع أن يستمر في العيش فيما هناك تهديد قائم على حياته من قبل داعشي .. أوجه سؤالي إلى جميع شابات ونساء العالم: ماذا كنتن ستفعلن لو كنتن مكاني؟ ماذا كن سيفعلن لو بقين تحت أسر وتعذيب داعشي لأشهر، ومن ثم تعرضن لمضايقاته في ألمانيا دون أن تقدم الشرطة على القبض عليه؟».
ومضت أشواق، بالقول: «إن إلقاء القبض على أبو همام أمر سهل جداً، يكفي أن تشاهدوا تسجيلات كاميرات المراقبة في الماركت الذي اعترضني أمامه أبو همام وستعرفون من يكون، من السهل جداً أن تشاهدوا كافة كاميرات المراقبة في المنطقة وتتعرفوا على أبو همام وتلقوا القبض عليه، وإن كانوا يبحثون عن شهود، فمن يسيطيع أن يشهد على جرائم داعشي أكثر من إيزيدية محررة؟ في كل العالم لن تجدوا شاهداً أصدق من إيزيدية محررة على جرائم داعش».
وتابعت أشواق في معرض ردها على المتحدثة باسم الادعاء العام الألماني، قالئلة: «قبل أن أصادف أبوهمام، كانت حياتي جيدة جداً في ألمانيا، لقد قدمت الحكومة الألمانية مساعدات كبيرة لي ولوالدتي وأخي وأسكنونا في المخيم، وحصلت على المساعدة الطبية وأتممت مراحل تعليم اللغة الألمانية، وذهبت إلى المدارس وبدأت العمل لدى كوافيرة. لكن اعترضني الداعشي أبو همام وشعرت بلامبالاة الشرطة للقبض عليه، وبعد شهر ونصف اتخذت قرار العودة إلى إقليم كوردستان مع والدتي وأخي. صدقاً أنا غير قادرة على العيش في ألمانيا تحت تهديد مستمر. يجب على السلطات الألمانية أن تقبض على أبو همام والمجرمين من أمثاله، وعرض صوره على الإعلام والتلفزة كي يشعر الناس بالاطمئنان. أعرف الكثير من الإيزيديات ممن تعرضن لنفس الموقف، لكنهن يخشين الحديث عن الموضوع».
وقالت أشواق في ختام تصريحها لـ (باسنيوز): «إن لم يكن من أجلي أنا، على السلطات الألمانية أن تقبض على أبو همام لحماية أمنها، وألا تنتظر حتى يقدم يوماً ما على عمل إرهابي يوقع عدداً كبيراً من الضحايا. على ألمانيا وباقي البلدان الأوربية أن تفرق بين (اللاجئ) و(الإرهابي)، فاللاجئ تعرض للظلم، لكن الإرهابي ظالم ومارس الظلم على الناس، والقانون يجب أن يكون في صف المظلومين. وفي كل الأحوال أنا على استعداد من هنا في كوردستان أن أتقدم بأي مساعدة للسلطات الألمانية وأجيب على أي سؤال، لكن بعد كل هذا الزخم الإعلامي لقضيتي لا أستطيع العودة إلى ألمانيا، لأن أبو همام وأمثاله سيشكلون خطراً على حياتي».
وكانت الشابة الكوردية الإيزيدية أشواق، قد جرى اختطافها من شنكال، من بين الآلاف الأخريات، أثناء هجوم إرهابيي داعش عام 2014.
وبعد 10 أشهر قضتها أشواق تحت ظلم وتعذيب وانتهاكات جسدية من قبل داعشي عراقي يدعى (أبوهمام) تمكنت بجهدها وذكائها من الفرار والوصول إلى مناطق سيطرة قوات البيشمركة، لتبدأ العيش مع أقربائها.
فيما بعد، انتقلت أشواق، ضمن برنامج إنساني، للعيش كلاجئة في مدينة شتوتغارت الألمانية، برفقة والدتها وأحد أشقائها.
وبعد 3 سنوات في ألمانيا، واظبت فيها أشواق على تعلم اللغة الألمانية، التقت بالداعشي (أبوهمام)، والذي كان قد اشتراها قبل سنوات في مدينة الموصل بـ 100 دولار أمريكي، ومن ثم قام بتعذيبها لمدة 10 أشهر.
(أبو همام) لم يسعى للتواري عن أنظار أشواق، بل عاد إلى اعتراض طريقها ومضايقتها في مدينة شتوتغارت الألمانية، فما كان منها إلاّ أن أبلغت إدارة المخيم الذي تقيم فيه وكذلك الشرطة.
إلاّ أن السلطات الألمانية لم تقدم على أي إجراء بحق الداعشي (أبو همام).
وهنا، اتخذت أشواق قرارها بالعودة إلى إقليم كوردستان، بعد 3 سنوات عاشتها كلاجئة في ألمانيا.
وكانت صحيفة (باس) الأسبوعية الكوردية (تصدر عن مؤسسة باس الإعلامية التي تضم أيضاً موقع وكالة باسنيوز الإخبارية)، وكذلك وكالة (باسنيوز) الإخبارية باللغات الكوردية (السورانية والكورمانجية) والعربية والفارسية والإنكليزية والتركية، أول من نشرت قصة الشابة الإيزيدية أشواق حميد، والتي أعدها رئيس تحرير صحيفة (باس) برهم علي. ومن ثم لاقت القضية اهتماماً كبيراً من قبل وسائل الإعلام العالمية.