للكورد والسنة دور حاسم في ترجيح كفة محور العبادي
على أربع طاولات متقابلة، وفي فندق كبير ببغداد خارج المنطقة الخضراء المحصنة، حسمت الكتل النيابية الأكثر تقارباً أمرها ليل الثلاثاء ، بتشكيل نواة الكتلة الأكبر التي يحق لها تشكيل الحكومة الجديدة ، لكن المحور الذي بات يضم رئيس الوزراء حيدر العبادي مع مقتدى الصدر وأياد علاوي وعمار الحكيم ، دخل رسمياً واحدة من المواجهات النادرة مع النفوذ الإيراني .
وكان قيادي في حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي ، كشف يوم الاثنين، عن وجود ضغوطات أمريكية على بعض الاطراف السياسية من أجل دعم رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، لولاية ثانية .
وقال سامي العسكري وهو المستشار الخاص للمالكي ، لـ(باسنيوز) ان "الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن رئيس وزراء صديق لها وعدو لإيران" وفق تعبيره ، مضيفاً ان "الامريكان يضغطون من اجل تولي العبادي رئاسة الوزراء، لولاية ثانية" ، مشيراً الى ان " أمريكا لديها تخوف من بعض الاطراف في تحالف الفتح".
واوضح العسكري ، ان "دولة القانون وحزب الدعوة، لا يصران على ان يكون رئيس الوزراء من الدعوة "، مبينا ان "منطق تحريك الشارع من اجل امتلاك السلطة من قبل بعض الجهات مرفوض، ولن ينفعها هذا التهديد مهما حاولت".
وحرصت الأطراف الأربعة على اختيار ممثليها في اجتماع فندق بابل بعناية، لتوجه رسالة بأنهم يشكلون أول كتلة كبيرة متنوعة في مكوناتها وفكرها، إذ أرسل رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، السياسي السني صالح المطلك مع ممثلين شيعة قوميين، في حين حرص مقتدى الصدر على أن يجلس إلى جانبه ممثل الحزب الشيوعي الحليف، أما عمار الحكيم فقام بخطوة نادرة أيضاً إذ اختار نائباً شاباً من الديانة الإيزيدية في وفده ، ومقابل ذلك كان خيار العبادي الجلوس بين شخصيتين تكنوقراط من قائمته، واحدة تمثل البصرة والأخرى تمثل النجف، ونادراً ما نجحت الأحزاب العراقية في رسم صورة متنوعة برسائلها كهذه، داخل حدث كبير بعد يوم واحد من المصادقة النهائية على نتائج انتخابات 12مايو/أيار .
وبحسب جريدة "الجريدة" الكويتية وبمجرد إعلان التحالف، الذي يضم نظرياً نحو ١٣٠ نائباً، سارعت وسائل الإعلام المقربة من إيران إلى بث تسريبات تفيد بأن ٢٨ نائباً شيعياً انشقوا من كتلة حيدر العبادي رافضين هذا المحور الذي بات من الواضح أنه يعارض سياسات طهران ويدعو إلى تعديل العلاقة معها، مدعوماً من حوزة النجف وقوى علمانية ومساعدة دولية وإقليمية مميزة.
وبالفعل، فإن فالح الفياض وزير الأمن الوطني أعلن أنه لن يشارك في تحالف العبادي، لكن الأخير لا يمتلك إلا أربعة أعضاء في الكتلة وليس ٢٨، كما حاول أصدقاء إيران أن يشيعوا، في استعراض للقوة يفيد بأن جنرال حرس الثورة قاسم سليماني هو الأكثر نفوذاً والقادر على تفكيك وتقسيم كتلة العبادي، كما فعل ذلك يوماً بكتلة «العراقية»، التي تزعمها علاوي عام ٢٠١٠.
وقال العبادي والصدر في مايو/أيار إنهما لن يدخلا في تحالف شيعي، بل سيحرصان على الدخول في كتلة متنوعة تضم إسلاميين وعلمانيين وممثلين لمختلف الديانات والمذاهب، مقابل تحالف الميليشيات ورئيس الحكومة السابق نوري المالكي المدعومين من إيران.
وسيكون للأحزاب السنية المتبقية والكورد دور حاسم في ترجيح كفة محور العبادي، وسط إشاعات بأنهم يتفاوضون لدعم المالكي إذا منحهم مطالب وتعهدات أكثر مما يتاح عند العبادي والصدر، إلى جانب إغراءات إيرانية مختلفة، وهو ما سيخضع لمتغيرات كثيرة وحسابات الدور الأميركي الداعم للعبادي بقوة.
وكان المتحدث الرسمي للمحكمة الاتحادية العليا في العراق إياس الساموك قد أعلن الأحد في بيان رسمي، أن المحكمة صادقت على نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو/أيار الماضي.
وكان القيادي في تحالف ‹سائرون› محمد رشك، قد أفاد لـ (باسنيوز) في وقت سابق يوم الأحد، أنه «تجري الآن حوارات ومفاوضات بين اللجان التفاوضية المشتركة لـ (سائرون – الحكمة – الوطنية)، والقوى السياسية الأخرى، بهدف تشكيل الكتلة الأكبر».
وبين رشك أن «الحوارات وصلت إلى مراحل متقدمة جداً وهي إيجابية أيضاً، وهناك تقارب كبير في وجهات النظر والأهداف بين الجهات التي تتحاور».