لن تنسحب بمجرد القضاء على داعش
كشف مصدر مطلع مقرب من الإدارة الذاتية التي تتبع لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، اليوم الخميس، عن وجود دعم سياسي غير معلن من جانب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمجلس سوريا الديمقراطية (الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية) في شمالي شرقي سوريا .
وقال المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته، لـ(باسنيوز):« الولايات المتحدة الأمريكية لن تنسحب من سوريا بمجرد القضاء على تنظيم داعش، لأن التهديدات الإيرانية للمصالح الأمريكية أكثر خطورة من تهديدات داعش، وهذا يستوجب البقاء للتصدي لهذا الوجود وتحجيمه قدر الإمكان عبر قطع التواصل البري بين إيران وسوريا».
مضيفاً ، أن «البقاء الأمريكي بحد ذاته يمثل دعما سياسيا عبر دعمهم للجانب العسكري الذي يقوي موقف مجلس سوريا الديمقراطية في مواجهة الأطراف الأخرى».
وبخصوص طرح الأمريكان لـ«حظر جوي وبري» في شرقي الفرات قال المصدر المطلع إن:« الحظر يؤكد على حماية هذه المناطق ضد جميع التهديدات ومحاولات التدخل والسيطرة عليها إقليميا أو داخليا بالدرجة الأولى».
وتابع المصدر ، بالقول أن« الحظر يؤكد على استمرار الوجود الأمريكي في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية إلى حين الوصول إلى صيغة حل سياسي في هذا البلد، وبذلك سيكون موقف سوريا الديمقراطية قويا ولا يمكن لأية جهة أخرى فرض شروطها تحت تهديد استخدام القوة العسكرية والتعدي على حدود مناطق حماية هذه القوات».
وكان المبعوث الجديد إلى سوريا جيمس جيفري ، وقبل تعيينه، قد قدم مقترحات خطية، تضمنت فرض «حظر جوي وبري» شرق سوريا في مسعى للقضاء على داعش ومنع ظهوره، ووقف التمدد الإيراني في المنطقة، وفق جريدة«الشرق الأوسط».
المصدر أكد أن «الأمريكيين لم يمنعوا سوريا الديمقراطية من التفاوض مع النظام لأنهم لا يريدون تقسيم سوريا، بل يريدون البقاء على هذا البلد موحدا مع تغيير صيغة الحكم فيها إلى اللامركزية السياسية التي قد تفضي إلى نوع من الفيدرالية»، موضحا أنه« لهذا لا نجد تعارضا في الرؤية السياسية بين الولايات المتحدة وسوريا الديمقراطية التي طرحت اللامركزية السياسية في مؤتمرها الأخير».
ولفت المصدر إلى أن« الولايات المتحدة تريد التأكيد على بقاءها في سوريا مستقبلا مهما كان شكل الحل السياسي في هذا البلد، وذلك عبر وجود عسكري صغير قد يتمثل في بعض القواعد العسكرية وخبراء عسكريين وأمنيين لمتابعة تدريب قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمنية في منطقة شرق الفرات».
وشدد المصدر على« وجود دعم سياسي غير معلن من جانب التحالف الدولي لمجلس سوريا الديمقراطية حيال المحادثات الجارية مع النظام»، وقال:« إن هذه الطروحات تتبلور كنتيجة لمناقشة الطرفين وتشاورهما».
وكان مصدر مقرّب من إدارة PYD ، أكد يوم السبت، لـ(باسنيوز) أن محاولات التفاوض بين مجلس سوريا الديمقراطية والنظام السوري تجري تحت مظلة تفاهمات القوى العالمية الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية (تشكل الوحدات الكوردية نواتها) على 28 في المائة من مساحة البلاد، لتكون بذلك ثاني قوى مسيطرة على الأرض، بعد قوات النظام التي تسيطر على نحو 60 في المائة.