بغداد ترفض التعليق
قالت مصادر إيرانية وعراقية وغربية إن إيران قدمت صواريخ باليستية لجهات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق(في اشارة الى مليشيات الحشد الشعبي)، وإنها تطور القدرة على بناء المزيد من الصواريخ هناك لردع الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط ولامتلاك الوسيلة التي تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة.
وبحسب وكالة رويترز للأنباء فأن ايران تسعى كذلك الى تطوير القدرة على صناعة المزيد من الصواريخ لحلفائها العراقيين بهدف ردع الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط ولامتلاك الوسيلة التي تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة.
ولإيران حلفاء كثيرون في العراق وبالأخص قادة بارزين في الحشد الشعبي حققوا نجاحات في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 من مايو/أيار.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران بالمخابرات العراقية ومصدران بمخابرات غربية إن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى لحلفاء بالعراق خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال خمسة من المسؤولين إنها تساعد تلك الجماعات على البدء في صنع صواريخ.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول قوله "كان المنطق هو الحصول على خطة احتياطية اذا تعرضت ايران للهجوم"، مشيرا الى ان "عدد الصواريخ ليس كبيرا.. مجرد بضع عشرات، لكن بالإمكان زيادته إن تطلب الأمر".
وكانت إيران قد ذكرت في السابق أن أنشطة الصواريخ الباليستية هي دفاعية بطبيعتها. ورفض المسؤولون الإيرانيون التعليق عندما سئلوا عن أحدث التحركات.
كما رفضت الحكومة العراقية التعليق.
وتتراوح مديات صواريخ زلزال وذو الفقار من 200 الى 700 كيلومتر مما يضع الرياض وتل ابيب بمسافة اقرب اذا تم نشر هذه الصواريخ في جنوب العراق او غربه ضمن منطقتين يملك فيلق القدس فيهما قواعد عسكرية.
وقال ثلاثة من المصادر إن قائد قوات القدس قاسم سليماني يشرف على الخطة.
واتهمت الدول الغربية ايران بنقل صواريخ وتكنولوجيا لسوريا وحلفاء آخرين لطهران مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني.
وعبّر جيران إيران السُنّة في الخليج وخصمها اللدود إسرائيل عن القلق إزاء الأنشطة الإيرانية الإقليمية، واعتبروها تهديدا لأمنهم.
ولم يرد المسؤولون الإسرائيليون على الفور على طلبات للتعليق على عمليات نقل الصواريخ.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إن أي شخص يهدد بمحو إسرائيل "سيضع نفسه في خطر مماثل".
وقال مصدر غربي إن عدد الصواريخ كان بحدود عشرة، وإن عمليات النقل كانت تهدف إلى إرسال تحذير للولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة بعد الغارات الجوية على القوات الإيرانية في سوريا.
وللولايات المتحدة وجود عسكري كبير في العراق.
وقال المصدر الغربي "يبدو أن ايران حولت العراق الى قاعدتها الصاروخية الامامية".
وقالت مصادر إيرانية ومصدر استخبارات عراقي إنه تم اتخاذ قرار قبل نحو 18 شهرا باستخدام "الميليشيات" لإنتاج صواريخ في العراق، لكن النشاط ازداد في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك وصول منصات إطلاق الصواريخ.
وقال قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني خدم خلال الحرب بين إيران والعراق في الثمانينيات "لدينا قواعد كهذه في اماكن كثيرة، والعراق واحد منها. إذا هاجمتنا أمريكا، فإن أصدقائنا سيهاجمون مصالحها وحلفائها في المنطقة".
وقال المصدر الغربي والمصدر العراقي إن المصانع التي تستخدم في تطوير صواريخ في العراق كانت في الزعفرانية وجرف الصخر وهما منطقتان تقعان تحت نفوذ الفصائل الشيعية.
وقال المصدر الاستخباري العراقي إن مصنع الزعفرانية أنتج الرؤوس الحربية في عهد الرئيس السابق صدام حسين. وقال المصدر إن الفصائل الشيعية أعادت تنشيطه في 2016 بمساعدة إيرانية.
وقال المصدر ان فريقا من المهندسين الشيعة الذين كانوا يعملون في المنشأة في عهد صدام أحضروا لتشغيله بعد تفتيشهم. وقال ايضا ان الصواريخ اختبرت قرب جرف الصخر.
وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبنتاغون عن التعليق.
وأكد مسؤول امريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن طهران قامت خلال الأشهر القليلة الماضية بنقل صواريخ إلى جماعات في العراق لكن لم يستطع تأكيد أن هذه الصواريخ لديها أي قدرات إطلاق من مواقعها الحالية.
وقال مصدر استخباراتي إقليمي أيضا إن إيران تخزن عددا من الصواريخ الباليستية في مناطق من العراق تخضع لسيطرة شيعية فعالة ولديها القدرة على إطلاقها.
ولم يستطع المصدر أن يؤكد أن إيران لديها قدرة إنتاج صاروخية في العراق.
وقال مسؤول مخابرات عراقي اخر ان بغداد كانت على علم بتدفق الصواريخ الايرانية الى الفصائل الشيعية للمساعدة في محاربة داعش لكن تلك الشحنات استمرت بعد هزيمة التنظيم.
وقال المسؤول "كان واضحا للمخابرات العراقية أن مثل هذه الترسانة الصاروخية التي بعثت بها إيران لم يكن الهدف منها محاربة داعش بل كوسيلة ضغط يمكن لإيران استخدامها مرة واحدة في الصراع الإقليمي".
وقال المصدر العراقي إنه من الصعب على الحكومة العراقية أن توقف أو تقنع تلك الفصائل بقطع علاقتها مع ايران.
وقال "لا يمكننا كبح جماح الميليشيات من إطلاق صواريخ إيرانية لأنه ببساطة نحن لا نملك زر الإطلاق، الذي يسيطر على زر الضغط هم الايرانيون".
وقال مسؤول عراقي "من المؤكد أن تستخدم إيران الصواريخ التي سلمتها إلى الميليشيات العراقية لإرسال رسالة قوية إلى خصومها في المنطقة والولايات المتحدة بأن لديها القدرة على استخدام الأراضي العراقية كمنصة لإطلاق صواريخها في أي مكان و في أي وقت تريد".
وأقر البرلمان العراقي قانونًا في عام 2016 لوضع معظم الفصائل الشيعية في اطار هيئة الحشد الشعبي وتكون تحت اشراف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
ومع ذلك لا تزال ايران تحتفظ بكلمتها الفصل بالنسبة لقوات الحشد الشعبي التي اجتمعت وتجتمع في كثير من الاحيان مع قاسم سليماني.