باعتراف الخزعلي ..هذا هو دور إيران في تدريب وتسليح الميليشيات العراقية

آخر تحديث 2018-09-01 00:00:00 - المصدر: باسنيوز

محاضر تحقيقات أمريكية معه رُفعت عنها السرية

كشفت محاضر تحقيقات أميركية مع زعيم ميليشيات "عصائب أهل الحق" في العراق ، قيس الخزعلي ، عن كيفية تجنيد إيران له ولسائر الجماعات وقيامها بتحويل العراق إلى ساحة للميليشيات المتناحرة واندلاع الحرب الأهلية.
وذكرت "صحيفة وول ستريت جورنال" في تقرير لها، أن تقارير الاستجواب الأميركي للخزعلي التي رفعت عنها السرية مؤخراً بعد عشر سنوات، تلقي الضوء على دور إيران في تدريب وتسليح الميليشيات العراقية التي هاجمت القوات الأميركية خلال حرب العراق.
وبحسب الصحيفة، يأتي نشر هذه الوثائق في حين تدرس إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إدراج الخزعلي وعصائب أهل الحق على قائمة المنظمات الإرهابية الدولية.

اعترافات الخزعلي

وقامت إيران منذ الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 بتوفير الدعم المالي والعسكري لقادة الميليشيات من بينهم الخزعلي الذي كان معتقلاً لدى القوات الأميركية عام 2007 للتحقيق في دوره بمقتل خمسة جنود أميركيين في كربلاء.
وجاء في محضر تحقيق مع الخزعلي بتاريخ 18 يونيو/حزيران 2007، اعترافاته بقيام الحرس الثوري الإيراني بتدريبات للميليشيات العراقية في ثلاث قواعد بالقرب من طهران، بينها قاعدة "الخميني" التي زارها الخزعلي.
وحسب التحقيقات كان "هناك مدربون إيرانيون ولبنانيون من حزب الله يجرون التدريبات في تلك القواعد... الإيرانيون خبراء في الحرب الشاملة بينما اللبنانيون مختصون بحرب الشوارع أو العصابات".

وطلب الإيرانيون من الميليشيات الشيعية أن تركز بعض هجماتها على القوات البريطانية لتدفعها للانسحاب وزيادة الضغط على الولايات المتحدة لتنسحب أيضاً.

وتحدث الخزعلي في التحقيقات عن إمداد الإيرانيين الميليشيات بعبوات ناسفة خارقة للدروع تسببت بمقتل وإصابة مئات الجنود الأميركيين.

وتقول محاضر التحقيقات إن "المعتقل (الخزعلي) قال إنه يمكن لأي شخص تلقي تدريب على تلك العبوات وإن إيران لا تكترث بمن يحصل عليها... ويرجع هذا إلى رخص ووفرة تلك العبوات".

هجوم مجلس محافظة كربلاء

وكان الخزعلي قد اعتقل بسبب عملية الهجوم على مجلس محافظة كربلاء. وبحسب الوثائق، اعترف الخزعلي بأن إيران هي من خططت لهذا الهجوم الذي كان يهدف لخطف جنود أميركيين ومبادلتهم بمحتجزين لدى قوات التحالف، غير أن العملية انتهت بمقتل 5 جنود أميركيين.

وقامت القوات الأميركية بتسليم الخزعلي للسلطات العراقية أواخر عام 2009 بعدما تعهد بأن الميليشيات التي يقودها ستتخلى عن السلاح، وأطلق سراحه بعد ذلك بفترة قصيرة.

دوره السياسي في العراق

الخزعلي لا يزال يحتفظ بعلاقات قوية مع إيران وتحولت معه "عصائب أهل الحق" إلى كتلة سياسية لتربح 15 مقعداً في برلمان العراق الجديد.

من جهته، قال الباحث في الشؤون العراقية، كيرك سويل، لـ"وول ستريت جورنال"، إن هذه المقاعد قد تدخل الخزعلي ضمن تحالف أو يستغلها ليصبح صوتاً لمعارضة الحكومة المقبلة.

حضوره بجنوب لبنان

يذكر أنه في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أثارت زيارة الأمين العام لميليشيات "عصائب أهل الحق"، إحدى فصائل الحشد الشعبي العراقي، قيس الخزعلي، إلى جنوب لبنان برفقة عناصر من ميليشيات "حزب الله"، وإعلانه وهو يرتدي بزته العسكرية، "الجهوزية الكاملة مع حزب الله للقتال من أجل المهدي المنتظر"، جدلاً واسعاً لدى الأوساط اللبنانية والعربية.

إعلان البدر الشيعي - الإيراني

وكان الخزعلي قد تولى في أيار/مايو 2017، مسؤولية الإعلان عن هدف المحور الإيراني بتشكيل "البدر الشيعي" بعد اكتمال "الهلال الشيعي" في المنطقة، في الوقت الذي تتحدث فيه إيران عن احتلال أربعة عواصم عربية وامتداد نفوذها إلى شواطئ المتوسط وباب المندب.

تأسيس ميليشيات العصائب

بعد الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003، أسس الخزعلي "المجاميع الخاصة" لقتالهم برفقة أكرم الكعبي، قائد ميليشيات "النجباء" لاحقاً، تحت راية "جيش المهدي". لكن سرعان ما انشق الرجلان عن الأخير وشكلا "عصائب أهل الحق" عام 2004.

ومع انسحاب القوات الأميركية والبريطانية من العراق، بدأ الخزعلي يتحول إلى العمل السياسي حتى ترشح للانتخابات النيابية عام 2014. حينها نجح عضو واحد فقط من تجمعه الانتخابي الذي أطلق على كتلته اسم "الصادقون".

وتتلقى "عصائب أهل الحق" التدريب والتمويل من إيران، فيما تتألف هي نفسها من عدد من الألوية الموزعة في مهمات قتالية بحسب الجغرافيا وتقاتل بحوالي 4000 عنصر في سوريا تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني لإنقاذ نظام بشار الأسد.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2014، أعلن ممثل ميليشيات "عصائب أهل الحق" العراقية في إيران، جابر الرجبي، مبايعة تنظيمه للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، خلال كلمة ألقاها في مدينة قم الإيرانية بمناسبة مراسم لتكريم قتلى "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله العراق" الذين قتلوا في سوريا.

وتمتاز عناصر هذه الميليشيات، وعددهم بضعة آلاف، بتعصبهم الشديد لنظرية ولاية الفقيه وبولائهم المطلق لخامنئي.

كما شاركت ميليشيات "النجباء" بأغلب عمليات الحرس الثوري الإيراني ضد المعارضة السورية، خاصة في معارك حلب وريفها، وكذلك عمليات فك الحصار عن بلدتي "نبل والزهراء"، عبر لوائها "عمار بن ياسر". وفي دمشق شاركت بلواء "الحسن المجتبى"، وشاركت بمعركة "القصيٰر"، مع مليشيات "حزب الله" اللبناني.