وقال الحوثي في محاضرته الثانية بمحرم الحرام عن العدل ومكارم الأخلاق إن "هذه مسألة مهمة جداً وغابت في الساحة الإسلامية، غابت إلى حد كبير، وأصبح الكثير من المنتمين إلى الإسلام يعتبر نفسه غير معنيّ نهائياً بهذا الأمر، يحصل ظلم وهذا الزمن مظالم كبيرة جداً عندما ننظر إلى ظلم تحالف العدوان لشعبنا اليمني، ظلم إسرائيل للشعب الفلسطيني ظلم هنا وهناك، الساحة الإسلامية ممتلئة بالظلم، ونحن نقول إن هذا الواقع الذي تعيشه الأمة في المنطقة العربية وفي بلدان كثيرة يشهد على فجوة كبيرة عن أشياء مهمة وأساسية في الإسلام، يشهد على مستوى وحجم الانحراف الذي حصل في واقع الأمة عن أساسيات هذا الإسلام، لأن المسلمين وصلوا إلى حالة واقعهم فيها هو أسوأ واقع في العالم، الظلم في ساحتهم أكثر من أي ساحة عالمية أخرى، بيئة مفتوحة أمام الفساد بيئة مفتوحة أمام الضلال، بيئة يتلعب فيها أعداء الأمة بكل بساطة بيئة يتحرك فيها الكثير من أبناء الأمة من المنتسبين للأمة وإلى دينها في خدمة أعدائها بكل وضوح علانية ويفاخرون بذلك، وبيئة فيها كل أشكال وأنواع المفاسد، وفيها سهولة في عملية الاستقطاب من كل فئات الضلال كل فترة وأنت تسمع بفئة ضالة جديدة تستقطب من داخل الساحة العربية، وكل فترة وأتى عنوان وأخذ له ما أخذ".
وأضاف، أن "هذه الحالة غير صحية غير سليمة غير طبيعية، حالة خطيرة جدًا في واقع الأمة، هي تستدعي أن يلتفت الناس بجديّة إلى معرفة مستوى الخلل وما ينبغي على الأمة وما عليها من مسؤولية في معالجة هذا الخلل وفي أن تتجه الاتجاه الصحيح الذي يُصلح واقعها، لأنه لا إمكانية أبدًا للتغيير نحو الأفضل إلا بذلك، بالاتجاه الجاد بدءًا من تغيير ما بالأنفس (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) حينما نأتي إلى هذه العناوين الرئيسية التحرر من الطاغوت، والطاغوت هو المسيطر على معظم أبناء الأمة، أنه يجب أن نكون مستقلين، وسليمين عن أي تبعية لأي قوى أخرى من خارج ساحتنا الإسلامية، ونجد أكثر أبناء الأمة في حالة من التبعية لأمريكا وإسرائيل والغرب، ونأتي إلى عنوان النور والوعي والبصيرة ومعظم أبناء الأمة يعانون بشكل كبير جدًا من أزمة بكل ما تعنيه الكلمة ونقص حاد جدًا يصل عند البعض إلى انعدام الوعي نهائيًا، البعض ما عنده حالة ولا مستوى 1% من الوعي، إفلاس رهيب جدًا، وقابلية للتضليل والخداع والتأثر بأي شيء يصل، البعض عنده حواسه هذه سمعه وبصره كالصحن اللاقط يستقبل كل بث، ويتأثر بكل ما يصل إليه".
ومضى "ثم نأتي إلى مسؤوليتنا كأمة مسلمة للعمل على إقامة العدل وقد صرنا بعيدين عن إقامة العدل في واقع أنفسنا، دعك عن إقامة العدل في بقية العالم في بقية البشرية فساحتنا هي الساحة المليئة بالظلم والعدوان والجرائم فيها بشكل بشع جداً، ويأتيك من ينتسب للإسلام يرتكب أبشع الجرائم أبشع الجرائم القتل الجماعي للأطفال والنساء وإهلاك الحرث والنسل، وفي بلده المآذن التي يتردد فيها الأذان ومع ذلك يفعل كل ذلك ولا يبالي بكل جرأة، خراب كبير وانحراف رهيب جداً، إذا كان لدينا وعي بأن من مسؤولياتنا كمسلمين أن نعمل على إقامة العدل هذا يحتاج إلى تحرك جاد، إلى مسؤوليات عملية إلى وحدة كلمة وإلى تحرك بجديّة في الواقع لإقامة العدل ولا يمكن أن نقيم العدل إلا وأن نحارب الظلم، هناك في الساحة فئات ظالمة مكونات ظالمة من داخل الأمة ومن خارج الأمة، إذا أردنا أن نقيم العدل لابد أن نقف في وجه أولئك الطغاة الظالمين المتسلطين المجرمين، هناك كيانات كبيرة دول حكومات متسلطة ظالمة ولا يمكن أن ندفع ظلمها إلا بموقف بتحرك بتحمّل مسؤولية بجديّة، فالإسلام دين عدل وقسط ولا يقبل أبداً بأن يعبّر عنه أولئك الطغاة الظالمون الجائرون المفسدون، يأتيك طاغية مجرم من موقعه في السلطة وهو يوالي أمريكا ويتحرك في خدمة أمريكا ويقدم نفسه والياً باسم الإسلام وحاكماً باسم الإسلام ويقدم نفسه كملك أو أمير أو بأي صفة من الصفات لأنه يمثل الإسلام ويمثل الأمة الإسلامية في الوقت الذي هو حسب التوصيف القرآني ظالم وطاغية ومجرم ومنافق وفاسق وفاجر إلى آخر التسميات القرآنية التي تنطبق عليه بما يفعل بما يتصرف بما هو فيه في ولاءاته في تبعيته لأعداء الأمة في اتجاهاته في سياساته في كل ماهو عليه".
انتهى.ص.هـ.ح.