الحشد يستنسخ "الباسيج الايراني" في البصرة ..مليشيا جديدة مهمتها التصدي للمحتجين

آخر تحديث 2018-09-15 00:00:00 - المصدر: باسنيوز

كان معظم مكاتب فصائل الحشد في المدينة قد تم إحراقها

بالتزامن مع إعلان مصادر بمدينة البصرة (جنوب العراق) بعد ظهر اليوم السبت ، عن اعتقال  قوات أمن عراقية 30 متظاهراً بتهمة الاشتباه بمشاركتهم في إحراق القنصلية الإيرانية ،أعلن قسم التعبئة في ميليشيات الحشد الشعبي بمكتب محافظة البصرة التي كانت قد شهدت تظاهرات شعبية عارمة احتجاجاً على الفساد ونقص الخدمات خلال الايام القليلة الماضية ، تشكيل قوات "التعبئة الاحتياطية" كرد على الحركة الاحتجاجية الأخيرة التي شهدتها المحافظة العراقية.

وأشارت المصادر إلى أن مشروع تأسيس هذه القوات جاء مشابها لتشكيلات قوات "الباسيج" الإيرانية (المتطوعين) ، ويقدر قوامها بثلاثين ألف فرد كدفعة أولى، مبيناً أن ضرورة انطلاق تأسيس هذه القوات في البصرة جاء بعد حرق القنصلية الإيرانية في المحافظة.

وأضافت المصادر أن العمل بدأ لتشكيل هذه الميليشيات في محافظة البصرة، عبر دمج أعضاء التشكيلات الشبابية للأحزاب الشيعية في هذه الميليشيات.

وأوضح مكتب تعبئة البصرة، في بيانه، أن الهدف من تأسيس هذه القوات هو تدريب الشباب على التصدي لما وصفهم بـ"المخربين والمندسين"، بعد ما شهدته المحافظة وما جرى من "استغلال لمطالب المتظاهرين"، داعياً المواطنين إلى ترقب فتح باب التطوع.

وبحسب البيان، فإن الدفعة الأولى من هذه القوات ستتكون من عشرة ألوية موزعة في مختلف مناطق محافظة البصرة، "لكي يتصدى الأفراد المنضمين للأخطار المحتملة في مناطقهم بأنفسهم".

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تبيّن أن الآلاف من غير العسكريين سيحصلون على رواتب وهويات أمنية وأسلحة يحق لهم استخدامها دون الرجوع لأي وزارة.

وتابع بيان مكتب ميليشيا الحشد في البصرة أن القوات الاحتياطية تهدف إلى مساندة ميليشيات الحشد الشعبي والقوات الامنية الاخرى، وواجبها حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة، مشيراً إلى أن قسم التعبئة كانت له سوابق عدة بإقامة مخيمات كشفية ودورات عسكرية للمنضمين إليها.

يذكر أن معظم مكاتب فصائل وتشكيلات الحشد في المحافظة تم إحراقها من قبل المحتجين الغاضبين من تفشي الفساد وسوء الإدارة، أبرزها مكتب منظمة بدر، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق ، وهي الفصائل المعروفة بولائها المطلق لايران .

إلى ذلك، قال المحلل السياسي سعد الجبوري :إن حرق القنصلية الإيرانية كان له الوقع الكبير على الإيرانيين والأحزاب الموالية لها، ما دفعهم بتأسيس هذه التشكيلة غير الرسمية لنشرها بين صفوف المحتجين الشباب والمتظاهرين، ورصد التحركات التي تضر أهدافهم.

ودعا الجبوري إلى وجوب أخذ موقف حكومي إزاء هذه التشكيلات التي قد تحمل السلاح وقد تمارس شتى أنواع العنف، ما سيؤثر سلباً على نشاط المجتمع.

ومنذ بداية يوليو/ تموز الماضي، خرج الآلاف في البصرة بداية ، ثم في كامل الجنوب العراقي، في تظاهرات ضد الفساد وانعدام الخدمات العامة والبطالة، التي زاد من سوئها العام الحالي الجفافُ الذي قلص الإنتاج الزراعي بشكل كبير.

وفي أعقاب مقتل 15 متظاهراً وجرح المئات وإضرام النار في عدد من مقار الأحزاب والمليشيات والمباني الحكومية والقنصلية الإيرانية في المدينة الغنية بالنفط، عاد الهدوء النسبي إلى البصرة بانتظار ما ستقدمه الحكومة للمدينة بعد سيل من الوعود بتلبية المطالب  .