تحليل | ماذا فعل أليجري ليربح رهانه ويُسجل رونالدو؟

آخر تحديث 2018-09-16 00:00:00 - المصدر: جول


بقلم | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر


نجح يوفنتوس في تخطي اختبار ساسولو الصعب وهزمه بهدفين مقابل هدف واحد ليرفع رصيده إلى 12 نقطة في صدارة الدوري الإيطالي، لكن ليس هذا هو الحدث الأهم في اللقاء .. الحدث الأهم كان افتتاح كريستيانو رونالدو لسجل أهدافه مع البيانكونيري بإحرازه هدفي اللقاء، فيما سجل خوما باباكار هدف الضيوف الوحيد، معًا لأبرز الملاحظات حول اللقاء:

لعب يوفنتوس بطريقة لعب 4-3-3، لكن تلك كانت طريقة اللعب على الورق فقط، بينما على الملعب لعب الفريق بعدة طرق اعتمادًا على تحركات الثلاثي ديبالا ورونالدو وماتويدي، إذ تحول أحيانًا إلى 4-3-2-1 وأحيانًا إلى 4-3-1-2 وأحيانًا إلى 4-4-2، لكن كانت الأولى هي الأكثر ظهورًا بتواجد ديبالا ورونالدو خلف ماندجوكيتش قليلًا في العمق، داخل أو على حدود منطقة الجزاء، وذلك حتى يسمح المدرب لنجمه البرتغالي بدخول المنطقة سريعًا للتعامل مع التمريرات العرضية وحتى يُفرغ المساحة اللازمة لتحركات ماتويدي وساندرو في اليسار، وكذلك لكانسيلو في اليمين.

ديبالا لعب كثيرًا دور صانع الألعاب في العمق، تحرك بعرض الملعب كثيرًا لكن أداءه لم يكن جيدًا في هذا الدور، والأرقام تؤكد أنه لم يصنع سوى فرصة كبيرة واحدة خلال اللقاء! ولم يُسدد سوى مرتين على المرمى! وصناعة الفرص والتسديد أهم أدوار صانع اللعب الهجومية. لكن، يُحسب لأليجري كثيرًا الحفاظ على اللاعب حتى نهاية اللقاء لمنحه الثقة اللازمة لاستعادة مستواه الممتاز، لأن يوفنتوس بحاجة كبيرة لمستوى ديبالا الرائع خلال الموسم لأنه أحد صناع الفارق في الفريق.

راهن أليجري على أن رونالدو سيُسجل خلال اللقاء، وقد عمل كل ما يلزم ليفوز بذلك الرهان والذي فاز به بالفعل. ماذا فعل؟

  • منح اللاعب حرية الحركة في الثلث الهجومي بما يضمن له القرب من المرمى والحصول على أفضل الفرص للتسجيل
  • اعتمد على التمريرات العرضية بشكل ربما مبالغ به لأنه الأسلوب الأسهل للبرتغالي ليُسجل منه كونه يمتاز في التعامل مع الكرات الهوائية، ولنا أن نرى أن ساندرو وكانسيلو صنعا معًا 7 فرص سانحة للتسجيل اليوم
  • ظبط حركة اللاعبين دون كرة حوله لتساعده، رأينا مثلًا خروج ماندجوكيتش أحيانًا لتشتيت الدفاع لحظة دخول رونالدو منطقة الجزاء، ورأينا ابتعاد ديبالا عن منطقة الجزاء، حتى سامي خضيرة المعتاد دخول المنطقة كثيرًا لم يظهر داخلها سوى 4 مرات اليوم. كل هذا لجعل رونالدو صاحب الفرصة الأكبر في استقبال الكرة واستغلال الفرصة داخل المنطقة.

هذا ما فعله المدرب ليُساعد نجمه على التسجيل مما سيمنحه المزيد من الثقة، وهو محق تمامًا فيما فعله، لكنه لم ينجح كثيرًا في الوصول لهدفه خاصة خلال الشوط الأول والسبب الأداء الممتاز من ساسولو تكتيكيًا وسيطرته على مفاتيح لعب السيدة العجوز وغلق منطقة العمق تمامًا أمام تحركات ديبالا وخضيرة وماتويدي، ولعب أجنحته دورًا مهمًا في تقليل التأثير الهجومي لظهيري يوفنتوس، بجانب البطء الذي عاب يوفنتوس في اتخاذ القرارات وتنفيذها خاصة في وسط الملعب وتأخره في التحول من الدفاع للهجوم. لهذا لم يتمكن يوفنتوس من صناعة سوى فرصة واحدة مؤكدة للتسجيل وسدد على المرمى 5 مرات. اختلف الحال في الشوط الثاني لأن الفريق تقدم بهدفه الأول مبكرًا ومن كرة ثابتة أخطأ مدافع ساسولو التعامل معها، وعلى الأرجح لم يكن يوفنتوس ليُسجل بطريقة مختلفة! هنا تقدم الضيف للهجوم بحثًا عن التعديل مما منح أصحاب الملعب بعضًا من المساحات للتحرك وخلق الفرص مما منح رونالدو فرصة إحراز هدفه الثاني ولو حالفه التوفيق لوصل للهاتريك.

مباراة اليوم هي الأفضل للظهير الأيمن ثم الأيسر جواو كانسيلو مع يوفنتوس، اللاعب أظهر تطورًا كبيرًا ونضجًا هائلًا فيما يخص الجوانب الدفاعية، صحيح أنه لم يصل للحالة المثالية بعد لكنه كان أفضل كثيرًا في المواجهات الفردية والتحرك والتمركز من مباريات سابقة، وبالطبع لا يمكن التشكيك في أدواره وقدراته الهجومية.

إيمري كان يتفوق على ميراليم بيانيتش في عدة جوانب، القوة والقدرة الدفاعية والحالة البدنية، لكن تواجد البوسني في مركز الريجيستا يُعطي اليوفنتوس زخمًا هجوميًا وفنيًا هائلًا لأنه أفضل من زميله في الرؤية والتمرير وتوزيع اللعب وخلق المساحة والأهم التحكم في ريتم الأداء وحالته التكتيكية، ما بين الضغط للأمام أو العودة للخلف والاعتماد على الهجمات المرتدة. أستطيع القول أن بيانيتش هو النسخة الأفضل ممن قيل عنهم "بيرلو الجديد".

ننتقل للحديث عن ساسولو، لعب الفريق مباراة ممتازة تكتيكيًا ولم يخسر سوى لفارق الجودة الهائل بين لاعبيه ومنافسه، وقد أكدت المباراة اليوم أن نتائجه الإيجابية تحت قيادة دي زيربي لم تكن مجرد صدفة. المدرب تفوق في الشوط الأول تمامًا على منافسه كما أوضحنا، ولكن خطأ ساذج من مدافعه الشاب كلفه هدف مبكر أربك حساباته وقاده للخسارة.

الجميل في أداء ساسولو أنه يُدافع بجميع لاعبيه حين يفقد الكرة، ولكنه حين يمتلك الكرة ينطلق بجميع لاعبيه للهجوم أيضًا وهذا الفكر المطلوب للكرة الإيطالية حاليًا. أيضًا يُحسب للمدرب امتلاكه الشجاعة والجرأة ليُغير من طريقة لعبه في الشوط الثاني ويتقدم قليلًا، ونعذره بالطبع لأنه لم يتقدم كثيرًا لأنه هنا يغامر بالخسارة بنتيجة ثقيلة ستحبط الفريق كثيرًا، لأن الخسارة أمام بطل إيطاليا 7 مرات بفارق هدفين مقبولة تمامًا وليست أبدًا كالخسارة بفارق 4-5 أهداف.

أكثر ما يلفت الانتباه في أداء لاعبي النيروفيردي هذا الموسم هو التطور الكبير لمستوى ألفريد دونكان، لاعب الوسط أصبح قادرًا على تأدية أدوارًا هجومية ممتازة بجانب قوته وشراسته في الضغط الدفاعي واستخلاص الكرة. دنكان سجل هدف ملغى اليوم وسدد لمرتين أو ثلاثة بشكل جيد جدًا، ربما يكون هذا الموسم نقطة انطلاق جديدة للاعب الذي تخلى عنه الإنتر قبل عدة مواسم.

تأخر بالفعل دي زيربي في إشراك باباكار، لأن الفريق افتقد لوجود مهاجم حقيقي في الأمام خاصة مع الكسل الذي ظهر على بواتينج أحيانًا في الملعب، سواء من حيث الضغط أو التحرك دون كرة، لكن في نفس الوقت كان من الصعب أن يُغامر المدرب كما أسلفت، هو غامر في الدقائق الـ10 الأخيرة وغير الشكل إلى 4-2-2-2 أو 4-2-3-1 وتمكن من الوصول لمرمى منافسه بالفعل.