بين برشلونة وريال مدريد | لوبيتيجي ينظر في مرآة فالفيردي

آخر تحديث 2018-09-17 00:00:00 - المصدر: جول


    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر


برشلونة وريال مدريد، قطبا إسبانيا منذ قديم الأزل، المواجهة والمنافسة بينهما لم تعرف أبدًا طعم الهدوء ومهما أفل نجمهما دائمًا يعودان.

التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة ليس في الملعب فقط، ولكن في كل شيء، سياسيًا هو صراع بين العاصمة وإقليم يطالب بالاستقلال، خلاف بين نادي دعمته الدولة وآخر وقف المعارضون في قلبه يهتفون ضد السلطة.

وحتى في فلسفة اللعب، فضّل الاثنين الاختلاف؛ برشلونة مع بيب جوارديولا كان يعتمد على اللعب التموضعي والبناء من الخلف والتمريرات القصيرة أو ما يسمونه "تيكي تاكا" ليأتي لمنافسه جوزيه مورينيو صاحب الفكر الدفاعي وغلق المساحات واللعب على المرتدات أو ما يعرف بـ "ركن الحافلة".

ورغم أنّ الهدف واحد، هو الفوز بالألقاب، إلا أنّ أغلب الأوقات تجد فلسفة مدربي الفريقين مختلفة، وحان الوقت ليحدث الأمر مع جولين لوبيتيجي وإيرنستو فالفيردي.

بيكهام يسعى لجمع ميسي وكريستيانو رونالدو في فريق واحد بالدوري الأمريكي


الاعتماد على الشباب


لوبيتجي درب الفئات العمرية الصغيرة مع منتخب إسبانيا حتى ارتقى إلى المنتخب الأول قبل تدريب ريال مدريد. هو مدرب يعرف جيدًا طريقة العامل مع المواهب الشابة وتطويرها والاستفادة من إمكانياتها وإخراج أفضل ما لديهم.

نجح في تطوير داني سيبايوس وماركو أسينسيو بجانب الاستفادة القصوى من مهارة إيسكو وذكاء تياجو ألكانتارا.

في المرآة تجد نقيضه، إيرنستو فالفيردي، المدرب الذي حرق الكثير من المواهب في برشلونة، دينيس سواريز لم يجد لنفسه مكانًا في ظل الاعتماد على أندريه جوميز، حتى الآن لم يتمكن من الاستفادة من عثمان ديمبلي، ولا ندري إن كان سيلحق بهم آرثر هنريكي ورافينيا وغيرهم أم لا.

فالفيردي يحب اللاعب الجاهز، فباولينيو مناسب بالنسبة له وكذلك راكيتيتش وأرتور فيدال، أم اللاعبين الذين يحتاجون لوقت وجهد للتطوير فهذا أمر صعب عليه، ولذلك وجود سيرجي روبيرتو في مركز الظهير الأيمن حل أكثر أمانًا من اللعب بنيلسون سيميدو.


البناء الهجومي


رغم مرور 4 جولات فقط في الدوري الإسباني ولقاء بالسوبر الأوروبي، فإن البناء الهجومي لريال مدريد تطور كثيرًا عن فترة زين الدين زيدان.

مرونة تكتيكية واضحة وتحركات لامركزية بين ثلاثي الهجوم (كريم بنزيما وجاريث بيل وماركو أسينسيو) وكذلك تمريرات سريعة ونقل الكرات من الجهة اليمنى لليسرى والعكس بكل أريحية.

الفريق صار يمتلك أكثر من طريقة للهجوم، وحتى حينما يعود للعب على الأطراف والكرات الطولية، فهذا حل آخر لم يطوره لوبيتيجي كثيرًا لكنّه استفاد منه.

على الجهة الأخرى، برشلونة صار فريق المهارات الفردية، ليونيل ميسي الموسم الماضي كان وحده فانضم له ديمبلي وكوتينيو وهما ثنائي مميز على الصعيد الفردي لكن لم نرى جملًا مختلفة من إيرنستو.

برشلونة في الهجوم يلعب بالطريقة ذاتها التي اعتاد عليها في السنوات الأخيرة مع صعوبة أحيانًا في اللمسة الواحدة من كوتينيو وديمبلي، ولا يبدو أنّ هناك أي عمل من المدرب في هذه الجهة على الإطلاق، لا تشعر بلمسة مختلفة عن إنريكي أو جوارديولا.

صفقات برشلونة وريال مدريد .. لم يلعب أحد


الدفاع


الهزيمة في السوبر الإسباني أمام ريال مدريد في "كامب نو" والهجمات المرتدة التي استباحت دفاعات برشلونة جعلت فالفيردي يقلق على مسألة الدفاع.

المدرب الباسكي قرر تغيير الطريقة إلى 4-4-2 وقلل المساحة بين الخطوط لأجل ضمان ألا يستقبل هدفًا من هجمة مرتدة ولا يترك أي لاعب مساحة كبيرة خلفه، وحينما يحدث هذا الأمر يكون بنسبة كبيرة من خطأ فردي.

العمل الدفاعي الذي قام به فالفيردي كان جيدًا للغاية، ولكنّه استحوذ على وقته حتى تجاهل العمل الهجومي.

لوبيتيجي على الجهة الأخرى تمامًا، مدرب منتخب إسبانيا الأسبق تمكن سريعًا من تطوير الهجوم لكنّ أخطاء الدفاع كما هي؛ فالمساحة بين مارسيلو وسيرجيو راموس تكفي لبناء ألف هجمة وهجمة.

التمركز الدفاعي للرباعي في الخلف يمثل أزمة كبيرة منذ الموسم الماضي، ولم نجد أي حلول من لوبيتجي نحوها، فلا يزال مارسيلو يتحرك للأمام كما يحلو له وينسى الواجبات الدفاعية ليصبح أي فريق قادر على اختراق هذه المنطقة دون معاناة.

تجربة لوبيتيجي لا يمكن الحكم عليها بصورة قاطعة والموسم لم يبدأ سوى منذ شهر فقط، ولكنّه حتى الآن يثبت أنه مرآة فالفيردي، فهو المدرب الجريء الذي يفضل العمل الهجومي على الدفاعي ويعتمد على الشباب، بينما المدير الفني للبلوجرانا يلعب على المضمون ويهتم بالعمل الدفاعي أكثر ولا يمنح للشباب فرصًا كافية.