إعداد | عادل منصور | فيس بوك | تويتر
يعرف القاصي والداني كم العداء والمنافسة الشرسة بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة منذ انطلاق الدوري الإسباني في أواخر تسعينات القرن الماضي، وتحديدًا موسم 1928 / 1929، على خلفية الأزمة السياسية التاريخي التي لم تنته حتى وقتنا هذا، والمعروفة إعلاميًا "باستقلال كاتلونيا".
وتعرض الإقليم المُتمرد لأبشع أنواع العقاب من قبل الجنرال فرانكو، في أعقاب الانقلاب على الدولة الإسبانية الثانية منتصف عقد الثلاثينيات، والتي كانت تُحكم من قبل الاشتراكيين والديموقراطيين، ووصل العقاب لحد الأمر بإعدام جوسيب سونال، وهو العضو البارز في اليسار الجمهوري الكاتلوني ورئيس البرسا آنذاك.
بعد الحرب الأهلية، وصل العداء بين ريال مدريد وبرشلونة للذروة سواء على الصعيد السياسي أو داخل الملعب، ويظهر ذلك بوضوح في استحواذ الثنائي على جُل البطولات المحلية، وبالذات لقب الليجا، الذي حققه الثنائي 58 مرة منذ أول نسخة وحتى وقتنا الحالي، بواقع 33 للريال و25 للبلو جرانا.
ورغم تاريخ وحاضر عملاقي الليجا العظيم، إلا أن هناك مواسم تندرج تحت مُسمى للنسيان، على صعيد بطولة الدوري، لم يحصل خلالها الريال أو برشلونة على أحد المراكز الأربعة الأولى، وذلك قبل وبعد الأهمية المضاعفة لأصحاب المراكز الأربعة الأولى، مع نظام دوري أبطال أوروبا الحديث.
متى كانت آخر مرة أنهى الريال الليجا بعيدًا عن الرباعي الكبير؟
الشيء الثابت الذي تُشير إليه لغة الأرقام، أن الريال هو السلطان التاريخي لبطولة الليجا، بفارق 8 ألقاب عن أقرب الملاحقين، لكنه لم يسلم من لعنة إنهاء الموسم بعيدًا عن الأربعة الأوائل، وهذا حدث طوال مسيرته 14 مرة، آخرهم موسم 1999-2000، آنذاك عانى الريال من بداية كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بالابتعاد بنقطة واحدة عن أصحاب مراكز الهبوط حتى الجولة الـ15، في وجود أسماء من نوعية سالجادو، جوتي، راؤول، هيليجيرا بجانب الصفقات الجديدة ستيف ماكمانمان ونيكولا أنيلكا.
مع ذلك، نجح الفريق مع ديل بوسكي في تصحيح أوضاعه في النصف الثاني، بسلسلة من الانتصارات، التي أعادته للمركز الخامس، قبل أن يُصالح الجماهير بسحق فالنسيا بثلاثية نكراء في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ماذا عن برشلونة؟
هو الآخر مر بفترات عصيبة طوال تاريخه، صحيح البرسا كان أول حقق لقب الدوري في نسخته الأولى، لكنه انتظر ما يزيد عن 15 عامًا، لاستعادة اللقب مرة أخرى، بعد الانتهاء من الحروب الدامية، وبالنسبة لعدد مرات ابتعاده عن المراكز الأربعة الأولى، فتكررت 13 مرة من قبل، آخرهم موسم 2002-2003، الذي حقق بعده الفريق اللقب تسع مرات.
حدثت النكبة في الموسم الأخير للرئيس الأسبق خوان جاسبارت، وفي وجود المدرب الهولندي لويس فان خال، الذي تسبب في بداية الموسم في رحيل ريفالدو إلى ميلان ليفوز معه بدوري الأبطال، ومع تعقد مهمة المدرب الهولندي بوصول الحال لتراجع الفريق للمركز الـ12 على بعد 3 نقاط من مراكز الهبوط، لتقديم استقالته في يناير 2003، وبعد محاولة الإنقاذ في النصف الثاني، أنهى برشلونة موسمه في المركز السادس بـ11 تعادل و12 هزيمة، والكارثي، خلف البطل العدو ب22 نقطة.
هل غابا معًا عن المربع الذهبي؟
آخر مرة حدث ذلك، في موسم 1943-1944، وكان ذاك الموسم هو الثالث عشر في تاريخ المسابقات، بعد توقفها في الفترة بين عامي 1936 و1939 بسبب الحرب الأهلية الإسبانية، وحسمه فالنسيا وتبعه في مركز الوصيف أتليتكو مدريد ثم إشبيلية وأوفييدو في المركز الثالث والرابع.
فالنسيا.. النشيد الأخير في الميستاياhttps://t.co/rdqtAyDw84 pic.twitter.com/30AfQFwUkX — جول العربي - Goal (@GoalAR) September 19, 2018
هل تعتقد أن برشلونة أو الريال كان صاحب المركز الخامس؟ لا . كاستيلون أنهى الموسم في المركز الخامس، وجاء خلفه برشلونة وريال مدريد على التوالي في المركزين السادس والسابع، ولكل منهما 28 نقطة، في زمن كان الفوز بنقطتين والتعادل بنقطة واحدة، ترى هل سنشاهد هذا السيناريو من جديد؟