هيثم محمد فيسبوك تويتر
شهدت الجولة الأولى من دوري أبطال أوروبا إثارة كبيرة، كالعادة، ورأينا انتصارات مباريات وأهداف ولقطات مميزة، ولكن ربما ما خطف الأضواء في أحدث يومي الثلاثاء والأربعاء أكثر من أي شيء آخر لقطتان أثارتا الكثر من الجدل.
اللقطة الأولى كانت في "أنفيلد" لحظة تسجيل بوبي فيرمينيو لهدف ليفربول الثالث والحاسم على بي إس جي وما التقطته الكاميرات من تصرف لمحمد صلاح، والثانية كانت بكاء كريستيانو رونالدو بعد طرده الجدلي أمام فالنسيا على "المستايا".
نجمان كبيران مرشحان لجائزة الأفضل في العالم وربما الكرة الذهبية وجدا نفسها تحت الأضواء والضغوطات مع اختلاف الأسباب، وأيضا اختلاف ردود الأفعال من قبل الجماهير والمتابعين.
رأي غير محايد | عن شارة القيادة التي كشفت عورة النظام
رأي غير محايد | بوجبا أم مورينيو - بمن يجب أن يضحى مانشستر يونايتد؟
طُرد رونالدو بعد "جذبه" شعر جيسون موريو الأملس تقريبا، ورغم عدم رؤية الحكم فيليكس برايش للقطة، ولكنه أشهر البطاقة الحمراء المبالغ بها في وجه النجم البرتغالي، لكن ردة فعل رونالدو كانت هي الأكثر غرابة من تصرف الحكم.
رأينا رونالدو يفقد أعصابه ويبكي من قبل، ولكن بسبب إضاعة ركلة جزاء حاسمة أو قرار في مباراة مهمة، لكن في لقاء افتتاحي أن يبكي هكذا وينفعل بهذه الطريقة كان هذا هو اللافت للنظر، اعتدنا على رونالدو "البارد" إذا أمكن استخدام التعبير، الشخص الواثق دائما في نفسه والذي لا يترك مجالا لعواطفه أن تظهر أو تؤثر على قراراته، اللاعب الذي كان يسخر من قرارات التحكيم إذا كانت على غير هواه ولا يضرب الأرض باكيا كما فعل مساء الأربعاء.
لقطة "المستايا" كشفت عن حجم الضغط النفسي الواقع تحته البرتغالي منذ انتقاله إلى يوفنتوس والحديث عن كونه من سيكسر نحس الفريق مع دوري الأبطال، ولكن البداية الصعبة في إيطاليا وفقدانه لقب الأفضل في أوروبا يبدو أنه نجح أخيرا في خلق الصدع في برود وشخصية رونالدو الفولاذية.
قبلها بليلة، رأينا صلاح يمر بأزمة ثقة هو الآخر، عرض آخر سلبي ومباراة جديدة دون أهداف على عكس ما اعتاد عليه في الموسم الماضي، ثم خطأ كاد يكلف فريقه المباراة، ليختم ليلته السيئة بامتياز بردة فعل غاضبة على مقاعد البدلاء مع تسجيل فريقه الانتصار.
صلاح هو الآخر يمر بفتر ضغط نفسي كبير مثل رونالدو، هو قادم من موسم قياسي حطم فيه كل الأرقام ووضعه في مصاف الأفضل بالعالم وترشح للجوائز الفردية، أضف لذلك ما حدث من مشاكل بيروقراطية مع الاتحاد المصري، ليظهر صلاح حتى الآن بوجه شاحب مقارنة بذلك الذي اعتدنا عليه، وتأتي لقطة احتفاله ثم غضبه لحظة الهدف الثالث لتبين حجم الضغوطات التي يمر بها.
ما يمر به صلاح يعتبر طبيعي، ومر به آخرون كثر بعد عام من التألق، اسماء مثل ويسلي شنايدر، دييجو فورلان، مسعود أوزيل، وغيرهم خفت نجمهم بعد فترة من التوهج ثم عاد للسطوع، ضغوطات تكرار موسم مميز ليست بالسهلة، ومما حققه صلاح لم يكن عاديا أيضا.
ما يمر به صلاح حاليا أمر طبيعي لأي لاعب وصل لمكانته، وهو أظهر في الماضي امتلاكه قوة الشخصية اللازمة لتخطي تلك الفترة مثلما فعل بمرحلة تشيلسي ومورينيو، وإذا كان أكثرهم برودا فقط أعصابه وبكى، فما بالك بمن هو في سنة أولى نجومية ويملك تسعين مليون ناقد يحلل ويفسر كل حركة وتفصيلة له.
صلاح بمفرده يمكنه أن يخرج من فترته السلبية ويثبت بأنه ليس لاعب الموسم الواحد، وما حدث مع رونالدو أتى في الوقت المناسب لينصف صلاح ويؤكد أن ما يمر به أمر طبيعي ومنطقي معرض له أي لاعب، ولكن سيكون عليه العودة سريعا وعدم ترك المجال أكبر لهؤلاء الذين انشغلوا بتحليل سبب خلع قميصه وعدم تمرير مانيه له، بدلا من أسباب تراجعه الفني.