مصعب صلاح تابعوه على تويتر
إيرنستو فالفيردي، مدرب أتلتيك بلباو السابق، جاء لقيادة برشلونة بعد موسم سيء مع لويس إنريكي حقق فيه لقب كأس الملك فقط وخرج من دوري أبطال أوروبا في ربع النهائي بعد مستوى متدني خسر فيه 3 مباريات خارج أرضه بنتائج 3-1 و4-0 و3-0.
جاء لتدريب برشلونة ليصطدم برحيل نيمار إلى باريس سان جيرمان وصفقات لم يكن له دخل فيها فقرر تغيير طريقة اللعب واستطاع في 65 مباراة أن يحقق الانتصار في 47 لقاء وتعادل 13 مرة ولم يخسر سوى 5 مباريات والأهم حصد لقبي الدوري الإسباني وكأس الملك.
الأرقام تؤكد أنّه بين المدربين الناجحين لبرشلونة، فحتى الدوري حسمه مبكرًا وفي نهائي الكأس كان الانتصار بخماسية نظيفة ولكن جمهور النادي الكتالوني لا يرضى عنه، فلماذا يكرهون فالفيردي؟
"لا أعدكم بالبطولات، ولكن أعدكم بفريق تفتخرون به للأبد" – بيب جوارديولا مدربًا لبرشلونة في صيف 2008.
خوان لابورتا، رئيس برشلونة الأسبق، كان يرغب في التوقيع مع إيرنستو فالفيردي أو جوزيه مورينيو في 2008 ليخلف فرانك ريكارد. المجلس اتجه إلى مورينيو كونه المدرب الأكثر نجاحًا حتى جاء الرئيس الشرفي وقتها يوهان كرويف ليطلب جوارديولا.
بيب جاء لا ليحصد 14 بطولة في 4 مواسم فقط، وليس ليعود الفريق للتفوق الأوروبي، فقد سبقه ريكارد في عامي 2005 و2006 على الصعيدين المحلي والقاري، ولكن ما تركه جوارديولا كان طريقة لعب الفريق التي جمعت بين الإبداع والإمتاع والألقاب أيضًا.
ما صنعه بيب وأكمله فيلانوفا ثم جاءت سقطة تاتا مارتينو لتعود الأمور بصورة مختلفة نسبيًا لكن ممتعة أيضًا مع لويس إنريكي ليأتي فالفيردي ويغير كل شيء بوضوح سافر تحت مسمى الواقعية.
لو أن فالفيردي جاء خلف ريكارد وحقق النتائج ذاتها التي حققها في الموسم الماضي لما هاجمه أحد أو انتقده أحد بل وربما صار معشوقًا للجماهير أيضًا، ولكنّ مرحلة بيب غيرت كل شيء.
جمهور برشلونة اعتاد على الفوز بالألقاب، فصار حصد الدوري أو الكأس ليس كافيًا، الثلاثية تكررت مرتين والسداسية لم يفعلها سواهم، ولكن ما جعل هذا الفريق مميزًا امتلاكه للمبدعين دائمًا مثل ميسي وتشافي وإنييستا وأسلوب اللعب المبتكر.
مع فالفيردي الأمر يختلف، لا مزيد من السيطرة والاستحواذ، التراجع أمر ضروري حال التقدم في النتيجة، اللعب بأقل مجهود والفوز حتى لو دون استحقاق، لا حلول هجومية مبتكرة ولا إبداعات في أي مركز، ولكن هل هذا كافي لكراهية الرجل؟
ميسي على موعد مع رقم قياسي آخر ضد جيروناhttps://t.co/b6b1kcoy1Q pic.twitter.com/un8Xkrj5sX — جول العربي - Goal (@GoalAR) September 23, 2018
إيرنستو ليس المدرب المبتكر، لم يكن يومًا كذلك ولم يدعي يومًا أنّه كذلك، الرجل يفضل دائمًا اللعب البدني القوي والركض لمسافات كبيرة وبذل الجهد وهو ما قدمه عبر مسيرته الكروية الطويلة، ولكن إدارة برشلونة آمنت به وذلك لأن بيب سيجورا، المدير الرياضي، يرى أنّ زمن اللعب التموضعي انتهى. لا مزيد من كرويف أو جوارديولا.
يكرهون فالفيردي لأنّه الواجهة، لكن إيرنستو ليس الملام الأول، فهل لو قررت شراء سيارة فيراري ثم جلبت رجلًا ليقودها لم يعرف من قبل سوى قيادة الدراجات وتسبب في إتلافها، هل هذا خطأ السيارة؟
إدارة برشلونة بحثت عن مدرب يسمع ويطيع ولا يدير، وكان فالفيردي الذي ينسب كل نجاح لميسي لأنّه ربما لا يعرف أي حل آخر سواه ولأن إيرنستو ليس المدرب المناسب لفلسفة برشلونة التي أنشأها كرويف ورسخها جوارديولا.
في برشلونة - نحو مستقبل دون ليونيل ميسي
بالنسبة لي فالفيردي ليس الملام، سينتهي الموسم الحالي ويرحل ولو جاءت الإدارة بمدرب آخر لا يفعل شيئًا سوى أن يسمع ويطيع سيتكرر الأمر ذاته، وربما تسوء الأمور باعتزال ميسي.
الحالة الوحيدة التي قد تجبر برشلونة على البحث عن مدرب يناسب هوية الفريق هو أنّ سمعة النادي الكتالوني ارتبطت بفلسفة اللعب، وتغيير هذه الفلسفة قد يؤثر سلبًا على المكاسب الاقتصادية للفريق.
الجمهور العربي ربما لا يرى سوى الباسكي، ولكن في كتالونيا يعرفون أن الإدارة مصدر الأزمة ولذلك حاولوا سحب الثقة ولكن الأمر لم يتم، ومع الوقت ستضطر الإدارة لتغيير شكل الفريق حتى لا تسقط ويسقط معها البلوجرانا.