كيف تأثر لوبيتيجي بإستراتيجية زيدان مع رونالدو؟

آخر تحديث 2018-09-23 00:00:00 - المصدر: جول


بقلم | عادل منصور | فيس بوك | تويتر


استمر مدرب ريال مدريد الجديد جولين لوبيتيجي، في كسب ثقة الجماهير بعد الفوز المُعقد الذي تحقق على حساب الحليف الكاتلوني إسبانيول بهدف نظيف، في سهرة السبت التي جرت على ملعب "سانتياجو بيرنابيو" ضمن منافسات الجولة الخامسة لليجا.


ريال لوبيتيجي بواقعية زيدان


صحيح تعرض مدرب إسبانيا السابق، لبعض الانتقادات بعد التعادل أمام بلباو في الجولة الماضية، إلا أنه سرعان ما صحح أوضاعه، بالعرض الكبير والمُقنع أمام روما في افتتاح حملة الدفاع عن اللقب المُفضل دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة على التوالي، في مباراة أعادة إلى الأذهان الصورة التي كان عليها الفريق في نسخته مع زين الدين زيدان، الفارق الوحيد عدم وجود رونالدو.


من هو رجل لوبيتيجي؟


أحيانًا تتغير أوضاع لاعبين إلى الأفضل مع المدربين الجُدد، بالحصول على امتيازات خاصة، بأخذ أهم المواقع الاستراتيجية في الثلث الأخير من الملعب، ومع الريال بالتحديد، كان دي ماريا محظوظًا مع أنشيلوتي، بوضعه كلاعب وسط ثالث بأدوار هجومية أكثر من تشابي ألونسو وسامي خضيرة في موسم 2013-2014، موسم لا ديسما، وتكررت بشكل أوضح في ثنائية زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو، بابتكار مركز رقم (9) للدون، حفاظًا على لياقته البدنية مع اقترابه من منتصف الثلاثينات، حتى أن زيدان كان يُشدد على نجمه البرتغالي بعدم ركض أكثر من 20 أو 30 متر بدون فائدة في منتصف الملعب، ليوفر طاقته لمهمته الرئيسية داخل منطقة جزاء الخصوم.


كرويف الشرق


بعد أول سبع مباريات رسمية للوبيتيجي منذ توليه القيادة الفنية قبل ما يزيد بأيام قليلة عن 100 يوم، بدا واضحًا أن مودريتش هو المُستفيد الأكثر من المدرب الجديد، ويظهر ذلك بوضوح في مركزه الجديد، الذي أزاح به إيسكو من البقعة السحرية في الملعب، كصانع ألعاب يفعل ما يحلو له من العمق، عكس المهام التي كان يلعبها لوكا في مواسمه الأولى مع الميرينجي، لو نتذكر أنه مع مورينيو في موسم 2012-2013، كان مُجرد لاعبًا مهًمشًا، في سجله ومضات تُعد على أصابع اليد الواحدة، أشهرها هدف الفوز على ريال مدريد في عقر داره في إياب دور الـ16 في نفس الموسم.


استنساخ فكرة زيدان ورونالدو


تقريبًا هو ما فعله لوبيتيجي مع مودريتش، المدرب يعرف أن لاعبه الكرواتي على وشك كسر حاجز الـ34 عامًا، وبالطبيعة البشرية، سيكون صعبًا على اللاعب الاستمرار في مركزه كلاعب وسط ارتكاز بجانب كروس وكاسيميرو، لذا، أصاب لوبيتيجي الهدف، بتحرير أفضل لاعب في العالم من قيود اللعب الدفاعية، بوضعه على الورق كلاعب على الدائرة، لكن على أرض الملعب، صانع ألعاب صريح على بعد أمتار من بنزيمة وجاريث بيل، بينما إيسكو، يتحرك أكثر في الجهة اليسرى، دون أن يقترب إلا في حالات نادرة من العمق.

ورغم الأداء العادي لفريق الريال بأكمله أمام إسبانيول، إلا أنها أظهرت مُجددًا اقتناع لوبيتيجي بفكرة الاستفادة من عصارة خبرة مودريتش في الثلث الأخير من الملعب، ولعل من شاهد مباريات الملكي الأخيرة، لاحظ ظاهرة تواجد قائد كرواتيا داخل منطقة الجزاء، لمتابعة العرضيات أو استغلال كرة ضالة لتصويبها، وهذا المشهد بالكاد اختفى عن الأنظار منذ أيامه مع توتنهام، عندما كان يلعب في مركز لاعب الوسط المهاجم الأقرب لصانع ألعاب، مثل خليفته في "وايت هارت لين" كريستيان إريكسن، ومع الثقة الكبيرة التي اكتسبها لوكا في الآونة الأخيرة، بتتويجه بجائزة أفضل لاعب من قبل اليويفا، بجانب الدعم الجماهيري غير المحدود لجعله الجالاكتوس الجديد، وتأقلم اللاعبين على أفكار المدرب الجديد، ستتعاظم قيمة مودريتش أكثر في مركزه الجديد، الذي سيُتيح له فرصة تسجيل الأهداف أكثر من أي وقت مضى طوال مسيرته مع بطل أوروبا في آخر 3 سنوات.