أحمد رضوان | تويتر
كان الموسم الماضي للاتحاد كارثياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أنهى العميد الدوري السعودي في المركز التاسع برصيد 33 نقطة، لكنه أنقذ موسمه بأعجوبةٍ بفوزه بكأس خادم الحرمين الشريفين، وذلك بعد أن انتصر على الفيصلي في النهائي بثلاثة أهدافٍ لهدفٍ في الأشواط الإضافية.
اعتقد الكثيرون من متابعي كرة القدم السعودية أن معاناة النمور انتهت بانتهاء الموسم، خصوصاً أن الفريق ضمن مكاناً في دوري أبطال آسيا 2019، كما أن الإدارة قامت بإقالة المدرب لويس سييرا وتعاقدت مع مدرب الهلال السابق رامون دياز، والذي كان له فضلاً في وصول الزعيم لنهائي البطولة الأقوى في القارة الصفراء في 2017.
تأكد الجميع من أن الاتحاد يسير في الطريق الصحيح في صيف 2018، حيث أبرم الفريق العديد من الصفقات وجلب أسماءً قويةً سبق لها اللعب على أعلى المستويات في أوروبا والوطن العربي، أبرزهم كريم الأحمدي، أليكساندر بيشيتش، رومارينيو وماثيو جيرمان، لكن هذه الثقة ذهبت هباءً مع بداية الموسم في المملكة.
كانت أولى مباريات دياز الرسمية مع العميد في السوبر السعودي ضد الهلال، ورغم أن الأرجنتيني كان المدرب السابق للزعيم، إلا أنه خسر بهدفين لهدف ولم يستغل معرفته به، لكن الأسوأ لم يكن قد أتى بعد.
افتتح الاتحاد مبارياته في الدوري السعودي هذا الموسم بمواجهةٍ قويةٍ ضد الشباب في الرياض، خسرها بهدفٍ نظيف جاء في الدقائق الأخيرة من عُمر المباراة، وفي اللقاء الثاني في الدوري واجه النمور القادسية في الجوهرة المشعة واعتقد الجميع أن المباراة في المتناول، لكنهم كانوا مُخطئين، ففرسان الشرقية أذلوا العميد وانتصروا بثلاثيةٍ نظيفةٍ دون رد.
اتخذت إدارة المونديالي قراراً بإقالة المدرب الأرجنتيني رامون دياز وتعيين المدرب الوطني بندر باصريح مؤقتاً حتى التعاقد مع مدرب أجنبي، لكن الوضه لم يتغير كثيراً وخسر نادي الوطن من التعاون في الجولة الثالثة بخماسيةٍ نظيفة.
بعد ذلك خرجت أخبار تُشير إلى أن الاتحاد توصل لاتفاقٍ مع المدرب الكرواتي سلافين بيليتش، وأن المُتبقي على إعلانه مدرباً جديداً هو التوقيع رسمياً، والذي سيتم في ظرف أيامٍ من الآن، وجاء هذا الاختيار بعد المفاصلة بين أكثر من مدربٍ أبرزهم الروماني كوزمين الذي يقود فريق جيانغسو الصيني، والذي يُعد الخيار الثاني حتى الآن في حالة فشل المفاوضات مع مدرب وست هام السابق.
فمن هو سلافين بيليتش، وما هي الأندية التي دربها من قبل؟ وما هي طريقة اللعب التي يفضلها؟ وكيف سيلعب الاتحاد تحت قيادته؟ هذا ما سنتعرف عليه في الأسطر التالية..
- اقرأ أيضاً.. تركي آل الشيخ يبشر جمهور الاتحاد بأخبار سارة حول المدرب والصفقات
من هو سلافين بيليتش؟
سلافين بيليتش هو مدرب كرة قدم كرواتي الجنسية، ولد في مدينة سبليت التي كانت تابعةً ليوغوسلافيا في 11 سبتمبر 1968، وسبق له لعب كرة القدم في مركز قلب الدفاع.
من هو سلافين بيليتش لاعب كرة القدم؟
بدأ سلافين بيليتش ممارسة كرة القدم في فريق بلدته هايدووك سبليت منذ نعومة أظافره، حيث انضم لفريق الأشبال عام 1977، أي عندما كان في التاسعة من عمره فقط، وترقى في الفرق المُختلفة حتى تم تصعيده للفريق الأول في 1988.
أُعير الكرواتي بمجرد تصعيده لفريق بريموراتس لمدة نصف موسم، وعندما انتهت الفترة المحددة انضم لفريق شيبينيك على سبيل الإعارة أيضاً، وبعد انقضاء الفترة الثانية عاد لفريقه الذي نشأ فيه واستمر يلعب له حتى عام 1993، عندما انتقل لكارلسروهير الألماني نهائياً وليس على سبيل الإعارة كالمرتين السابقتين.
قضى بيليتش 3 مواسم في الدوري الألماني، وفي موسم 1995-1996 قرر خوض مغامرةً جديدةً في إنجلترا، وانضم لوست هام يونايتد وظل معه لمدة موسمٍ ونصف، ثم انتقل في 1997-1998 لإيفرتون ولعب له موسمين كاملين قبل العودة لهايدوك سبليت الذي أنهى فيه مسيرته.
بدأت مسيرة المدافع السابق الدولية مع منتخب كرواتيا الأول في 5 يوليو 1992، وكانت مباراته الأولى ضد منتخب أستراليا الذي فاز بهدفٍ نظيف، ومنذ ذلك الحين أصبح صاحب الـ50 عاماً واحداً من القوام الأساسي لمنتخب بلاده.
كان بيليتش واحداً من الجيل الذهبي للفاتريني، وطوال مسيرته الدولية التي انتهت في 1999 خاض بطولتين كبراوتين، الأولى كانت يورو 1996 الذي تألق فيه المنتخب البلقاني ووصل لربع النهائي بعد أن جاء في المركز الثاني في المجموعة الرابعة التي كانت قويةً بتواجد البرتغال والدنمارك حامل اللقب وتركيا، لكن المغامرة الكرواتية اصطدمت بالواقع الألماني الذي أقصاهم من دور الـ8 بنتيجة (2-1).
لم ينته الحُلم الكرواتي عند هذا الحد، ففي كأس العالم 1998 لفت الفاتريني الأنظار وتأهل من دور المجموعات بعد حصد المركز الثاني خلف الأرجنتين، ثم تخطى رومانيا الذهبية أحد الفرسان السود للمسابقة بقيادة جورج هاجي بهدفٍ نظيف، وفي ربع نهائي المونديال الأخير في القرن العشرين، ثأر الكروات من الألمان وسحقوهم بثلاثيةٍ نظيفة، لكنهم اصطدموا في النهاية بفرنسا صاحبة الأرض التي أرسلتهم لمباراة الثالث والرابع بالهدفين الدوليين الوحيدين في تاريخ النجم ليليان تورام.
كان الطرف الثاني لمباراة تحديد المركز الثالث هو منتخب هولندا الذي كان يمتلك كوكبةً من النجوم، أبرزها دينيس بيركامب، باتريك كلويفرت، كلارينس سيدورف وإدجار دافيدز، وكانت المبارة شيقةً جداً وانتهت بانتصار منتخب كرواتيا بهدفين لهدف وحصل على الميدالية البرونزية للمرة الأولى في تاريخه.
الفرق التي لعب لها سلافين بيليتش:
الفريق | الفترة | عدد المباريات |
---|---|---|
بريموراتس - كرواتيا | 1988-1989 | 13 |
شيبينيك - يوغوسلافيا | 1988-1989 | 35 |
هايدوك سبليت - يوغوسلافيا | 1988-1991 | 76 |
هايدوك سبليت - كرواتيا | 1992-1993 | 58 |
كارلسروهير - ألمانيا | 1993-1996 | 90 |
وست هام - إنجلترا | 1996-1997 | 54 |
إيفرتون - إنجلترا | 1997-1999 | 30 |
هايدوك سبليت - كرواتيا | 1999-2001 | 15 |
المجموع | 375 |
من هو المدرب سلافين بيليتش؟
استهل سلافين بيليتش مسيرته التدريبية بمجرد اعتزاله لعب كرة القدم، وكانت البداية كمدرباً مؤقتاً في فريقه الذي بدأ وأنهى اللعب فيه هايدوك سبليت، وظل فيه حتى 2002، ثم قرر السفر لغرب أوروبا وتعلم أصول التدريب من المصدر لمدة عامين، قضى خلالهما فترتي معايشة مع آرسين فينجر المدرب التاريخي لآرسنال، والعظيم في عالم التدريب الإيطالي مارشيلو ليبي.
عاد صاحب الـ50 عاماً لبلاده بعد عامين وتحديداً في 2004 وهو مُثقلاً بالخبرات التي اكتسبها من المدربين الكبيرين، فتولى قيادة منتخب كرواتيا تحت 21 عاماً حتى 2006، عندما استلم زمام المنتخب الأول خلفاً للمدرب زلاتكو كرانيتشار الذي فشل في تخطي دور المجموعات مع الفاتريني، وكانت أولى قرارات سلافين بيليتش هي ضخ دماءً جديدةً في المنتخب، فاعتمد على لاعبين من منتخب الشباب وأعطاهم فرصة تمثل المنتخب الأول للمرة الأولى، كان أبرزهم لوكا مودريتش نجم ريال مدريد الحالي الذي كان يلعب لدينامو زغرب وقتها، وزميله في الفريق المهاجم إدواردو، وزميلهما المدافع فيدران تشورلوكا.
نجح المدرب الوطني في قيادة منتخب بلاده ليورو 2008، ونجح في تخطي دور مجموعات المسابقة كمتصدراً على حساب ألمانيا القوية، لكنه ودع من ربع النهائي بعد الخسارة من تركيا بثلاثة أهدافٍ لهدف.
فشل صاحب الـ50 ربيعاً في الوصول مع الفاتريني لكأس العالم 2010، لكنه تأهل ليورو 2012 الذي كان الأخير له مع المتتخب، فمنتخب كرواتيا وقع وقتها في مجموعةٍ قويةٍ رفقة إيطالي وإسبانيا وجمهورية آيرلندا، وفشل في التأهل بعد الحصول على المركز الثالث برصيد 4 نقاط، ولم تفصله عن التأهل إلا نقطةً واحدةً فقط.
اتجه بيليتش بعد ذلك لتدريب الأندية، وكانت البداية مع لوكوموتيف موسكو الذي قضى فيه موسماً واحداً 2012-13، ثم انتقل لبشكتاش التركي الذي ظل فيه حتى مايو 2015، أما آخر محطاته فكانت في وست هام الإنجليزي، وكان الموسمين الأولين له رائعين نجح خلالهما في المشاركة في الدوري الأوروبي، لكن موسمه الأخير كان سيئاً جداً وعانى فيه الفريق من تراجع في المستوى أدى لإقالته في نوفمبر 2017، ومنذ ذلك الحين لم يتعاقد الكرواتي مع أي فريقاً آخر.
ما هي الفرق التي دربها سلافين بيليتش؟
الفريق | الفترة | عدد المباريات | فاز | تعادل | خسر |
---|---|---|---|---|---|
هايدوك سبليت - كرواتيا | 2001-2002 | 16 | 11 | 3 | 2 |
منتخب كرواتيا تحت 21 عاماً | 2004-2006 | 19 | 8 | 4 | 7 |
منتخب كرواتيا الأول | 2006-2012 | 65 | 42 | 15 | 8 |
لوكوموتيف موسكو - روسيا | 2012-2013 | 32 | 13 | 7 | 12 |
بشكتاش - تركيا | 2013-2015 | 91 | 47 | 22 | 22 |
وست هام - إنجلترا | 2015-2017 | 111 | 42 | 30 | 39 |
المجموع | 334 | 163 | 81 | 90 |
كيف سيلعب الاتحاد مع سلافين بيليتش؟
سلافين بيليتش هو مدرب مرن إلى حدٍ كبير يمكنه تغيير طريقة اللعب وفقاً لاحتياجات الفريق الذي يدربه، وهو بارع في استخدام الأوراق المتاحة له، فعندما كان مدرباً لكرواتيا وكان يمتلك خط وسط متنوع الخيارات وهجوم قوي كان عادةً يُفضل اللعب بطريقة (4-2-3-1)، وفي كثيرٍ من الأحيان، كان يتحول للعب بمهاجمين ضد الفرق الأقل منه في المستوى.
كان صاحب الـ50 عاماً أكثر مرونةً في فترته مع وست هام، فكان يعتمد على الطريقة المناسبة للمنافس التي تضرب نقاط ضعفه، وكان بارعاً في التحول بين طرق اللعب المختلفة، فأمام الفرق الأقل في المستوى اعتاد على اللعب بطريقةٍ هجوميةٍ والضغط على حامل الكرة من الأمام، وكان عادةً يُفضل طريقة (4-3-3)، وفي كثيرٍ من الأحيان كان يتحول للعب بثلاثي دفاعي إذا لزم الأمر ذلك، وعادةً ما كان يُفضل التراجع والانتظار للمرتدات في مناطقه أمام الفرق الكبيرة في إنجلترا.
اقرأ أيضاً.. فهد المولد يوجه رسالة مهمة لجماهير الاتحاد
يمتلك الاتحاد العديد من اللاعبين الأفذاذ، وهو أحد الأندية القوية التي لها باع في الدوري السعودي، كما أنه يمتلك تقاليد تاريخية تتمثل في اللعب بطريقته دون انتظار المنافس، سواءً كان المنافس من فرق الصفوة في المملكة مثل الهلال والنصر وغيرهما، أو من فرق الوسط والمؤخرة..
في حالة توقيع سلافين بيليتش مع الاتحاد، فمن المتوقع أن يعود لطريقته التي اعتاد عليها مع منتخب كرواتيا (4-2-3-1)، فهذه الطريقة ستكون الأمثل لظروف الفريق وسيستطيع الكرواتي من خلالها إعطاء حريةً للهجوم وحماية الدفاع في آنٍ واحد كما كان الحال في الفاتريني.
يُحبذ صاحب الـ50 عاماً الهجوم من الأطراف، وهذا يعني أن ظهيري الفريق يجب أن يكونا مُهاجمين، وفي هذه الحالة لن يجد أفضل من البرازيلي كارليتو كظهير أيسر، وعمر الميزعل كظهيرٍ أيمن، وفي محور الوسط سيعتمد على الثنائي جوناس والأحمدي لامتلاكهما صفاتٍ دفاعيةٍ مميزةٍ تُتيح للأظهرة التقدم بحرية، كذلك قدرتهما على نقل الكرة من الثلث الدفاعي للهجومي ببراعة خصوصاً نجم آيندهوفن السابق.
سيعتمد بيليتش بالتأكيد على صانع الألعاب الأفضل في الفريق كارلوس فيانويفا، والذي يمكنه تحريك الأطراف وإمداد المهاجم بالكرات التي تجعله في مواجهة المرمى، وحتى تكتمل المنظومة سيكون طرفي الملعب هما المولد ورومارينيو، أما المهاجم فسيكون بيشيتش.