الاستفتاء لم يكن انتهاكاً للدستور العراقي
قال الزعيم الكوردي مسعود بارزاني ، اليوم الثلاثاء 25 سبتمبر/ أيلول ، والذي يصادف الذكرى السنوية الاولى لاستفتاء الاستقلال الذي اجراه اقليم كوردستان في 2017 ، ان تقرير المصير حق قانوني وطبيعي لكل شعب ، وفيما اشار الى ان الاقليم باجرائه استفتاء الاستقلال لم ينتهك الدستور العراقي .
ويصادف ، اليوم الثلاثاء ، 25 سبتمبر/ ايلول 2018 ، الذكرى السنوية الاولى لاجراء الاستفتاء التأريخي على الاستقلال عن العراق الذي نظمه اقليم كوردستان وشاركت فيه جماهير كوردستان في الداخل والمهجر بكثافة وحماسة عاليتين .
وقد صوت لـ"الاستقلال" 92.73% من المشاركين في الاستفتاء للاستقلال .
وقال الرئيس بارزاني في حفل جماهيري حاشد في العاصمة اربيل ، في اطار الحملة الانتخابية لقائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني "بدل أن تقوم بغداد بتعويض ضحايا القصف الكيمياوي والأنفال والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكوردي قامت بالهجوم علينا وفرض عقوبات اكثر قسوة على شعبنا" ، في اشارة الى الهجوم غير المبرر للقوات والمليشيات العراقية على كركوك والمناطق الكوردستانية الخارجة عن ادارة اقليم كوردستان او ماتسمى بـ(المتنازع عليها) في 16 اكتوبر/ تشرين الاول 2017 .
مضيفاً "ليست جريمة ان يقرر شعب ما كيف يريد ان يعيش ..كان عليهم ان يتحاوروا ويتفاوضوا وهذا كان هدفنا " ، وتابع "اجراء الاستفتاء لم يكن انتهاكا للدستور الذي ينص صراحة على ان الالتزام بالدستور يحفظ للعراق (اتحاده الحر) لكن البعض استغل الاستفتاء اسوء استغلال وبأبشع الطرق إذ لم نكن ننوي اعلان الاستقلال في اليوم الذي يلي الاستفتاء" ، لافتاً بالقول " لو كان الدستور قد طُبق لما كنا قد لجأنا الى خيار الاستفتاء ..لقد اغلقوا كل الابواب بوجه التعايش والشراكة ولم يكتفوا بذلك بل تجاوزوا كل الحدود وارادوا كسر ارادتنا وكرامتنا لهذا قررنا ان نموت على ان نسمح بذلك " .
الزعيم الكوردي اعاد التأكيد على ان "القضية الكوردية لن تحل بالنار والحديد بل بالتفاهم والقناعة المشتركة والحوار والاحترام المتبادل " ، منوهاً بالقول " في السابق وحالياً وفي المستقبل نداقع عن خيارنا وهو السلام ومد يد الاخوة للجميع" ، موضحاً ان " مايمكن تحقيقه للطرفين بالحوار والتفاهم والتعاون لن يتحقق بمئة عام من القتال والحرب".
وبيّن الرئيس بارزاني ان " انتخابات 12 مايو/أيار الماضي أظهر للجميع بان الديمقراطي الكوردستاني رقم كبير جداً في المعادلة وليس بامكان احد تجاوزه".
ووجه الزعيم الكوردي الشكر للشعب العراقي "الذي عاقب معظم الذين ارادوا أن يصبحوا أبطالا على حساب معاداة شعب كوردستان وحقوقه " ، مردفاً " لقد عاقبهم الشعب العراقي .. فشكرا له ، وكان لهذا الموقف من الشعب العراقي اثر كبير علينا".
وذكّر الرئيس بارزاني بتوصية القائد التأريخي للحركة التحررية الكوردية مصطفى بارزاني " ان قتال الحكومات لايعني قتال الشعوب ، فمثل هذا القتال كفر وجريمة " ، مضيفاً " لذلك لن نسمح ابداً بأن يؤدي خلافاتنا مع اية حكومة الى حرب بين الشعب الكوردي والشعب العربي او اي شعب آخر فالحكومات تأتي وتذهب والشعوب هي الباقية ، وسيبقى ذلك ، اليوم وفي المستقبل وكما كان في الماضي ، سياسة الديمقراطي الكوردستاني ".
وطالب الزعيم الكوردي شعب كوردستان بالتعامل الأخوي مع كافة النازحين العراقيين وابداء اقصى درجات الاحترام لهم ، وتقديم كافة اشكال المساعدة والدعم لهم حتى يتمكنوا من العودة لديارهم .
كما دعا الزعيم الكوردي كلاً من اربيل وبغداد الى استغلال الفرصة القائمة وحل كل المشاكل الموجودة بين الجانبين وفق مبدأ الشراكة والتوافق والتوازن وفق الدستور ، لافتاً الى ان المسؤولين في بغداد اضاعوا الفرصة التي توفرت خلال عملية تحرير الموصل وقتال الجيش العراقي والبيشمركة معاً حيث "مهدت قوات البيشمركة الطريق لتحرير المدينة بدماءها".
الرئيس بارزاني ، اشار الى انه وخلال اجتماعه مؤخراً مع نواب كتلة الديمقراطي الكوردستاني في البرلمان العراقي دعاهم الى " الدفاع عن حقوق مواطني مدن البصرة والنجف والانبار وبغداد كما يدافعون عن حقوق شعب كوردستان وان يدافعوا عن حقوق الاخوة التركمان والكلدان والآشوريين والسريان ، وعن الحرية السياسية والدينية والمذهبية ".
هذا ومن المقرر ان تجرى انتخابات برلمان كوردستان في 30 سبتمبر/أيلول الجاري .