بابلو ماشين قاهر مدريد يقود الأندلسيين

آخر تحديث 2018-09-27 00:00:00 - المصدر: جول


عمر موفق |     فيسبوك     

قدم نادي جيرونا موسماً إستثنائياً العام الماضي في الليجا الإسبانية. النادي الكتالوني احتل المركز العاشر على جدول الترتيب رغم صعوده لأول مرة في تاريخه إلى الليجا الإسبانية، وقدم عروض مبهرة توجها بفوز تاريخي على ريال مدريد في إقليم كتالونيا بجانب إقتناصه لنقطتين ثمينتين من وصيف الليجا وقطب مدريد الآخر أتليتكو ذهاباً وإياباً أبعدت أبناء سيميوني عن منافسة البرسا على اللقب                                                         

بابلو ماشين كان هو مخرج تلك الكواليس والمهندس الذي خطط جيداً لتلك النجاحات التي قادته في نهاية المطاف لتولى القيادة الفنية لنادي إشبيلية هذا الموسم وبداية مغامرة جديدة في الأندلس.

في إشبيلية يفتخرون كثيراً بفلسفة فريقهم في اللعب وكرة القدم الجذابة التي يقدمها الفريق، وكونه منارةً لأبرز المواهب والمدربين الذين يتعاقبون على الرحيل نحو كبار إسبانيا وأوروبا.

الموسم الماضي كان باهتاً للغاية لأبناء الأندلس خصوصاً بعد التخبطات العديدة التي شهدها النادي من رحيل بنائه الحقيقي مونتشي نحو العاصمة الإيطالية روما، ومرض بيريزو وإبتعاده عن القيادة الفنية للفريق، ثم تعيين مونتيلا وفشله الذريع في تحقيق أي إيجابيات تذكر، لتقرر إدارة النادي تصحيح المسار سريعاً بإستقطاب ماشين لإعادة الفريق للواجهة مجدداً.

يحبذ بابلو اللعب بخطة ٣-٤-٢-١، ثلاثي خلفي أمام المرمى يتقدمه لاعبي إرتكاز ثابتين يغلب عليهما الشق الدفاعي، مع وجود الأظهرة المتقدمة  لفتح الملعب وتوفير المساحات للتحرك وتدوير الكرة، والدفع بثنائي خط وسط هجومي يجيد اللعب والتحرك بين خطوط الخصم، مع وجود رأس حربة دائم الحركة في المقدمة.

عملية بناء اللعب لدى بابلو بسيطة ومباشرة للغاية، فهو يعمل على نقل الكرة سريعاً إلى نصف ملعب الخصم لتشكيل مثلثات صناعة اللعب على الإطراف من خلال سقوط لاعب الوسط الهجومي ليصبح رأس المثلث بانضمامه إلى لاعب الإرتكاز والظهير.

الفكرة هنا تكمن في حصول لاعبي إشبيلية على التفوق العددي أمام لاعبي الخصم والفوز بالمواجهات الفردية واستمرارية نقل الكرة بشكل مباشر نحو مرماهم.

يلعب ثنائي الوسط الهجومي دوراً محورياً في أفكار ماشين لخلخلة دفاعات الخصم في حال تقوقعه بالخلف  بسقوط لاعب خط الوسط الهجومي خطوات قليلة إلى الوراء لجذب أقدام قلوب الدفاع وإستلام التمريرة من لاعب الإرتكاز وإعادتها إليه مجدداً من لمسة واحدة، ثم تحويل الكرة إلى أطراف الملعب بتمريرة قطرية لأحد الأظهرة المنطلقة نحو المرمى بعد أن حصل على المساحة الشاغرة من تحرك لاعب التراكويستا، ولتسريع النسق الهجومي يستخدم ماشين الإنتشار العرضي في الثلث الهجومي من خلال تواجد الأظهرة على طرفي الملعب، وتمركز ثنائي الوسط الهجومي في أنصاف المساحات بين قلبي الدفاع والأظهرة، وتواجد رأس الحربة في العمق، مما يوفر خيارات لعب وتمرير عديدة للاعبي إشبيلية ويعطيهم التفوق العددي أمام دفاعات الخصوم.

الشق الدفاعي كان مشكلة كبيرة تؤرق الأندلسيين رغم الكرة الهجومية المميزة التي يقدمونها، لكن مع بابلو الأمر مختلف. 

 يستخدم ماشين أسلوب دفاع المنطقة عند خسارة الكرة حيث يهدف المدرب الإسباني إلى خنق العناصر الحيوية والمؤثرة لدى الفريق المنافس من خلال قتل الفراغات وتضييق المساحات عليهم قدر الإمكان في نصف ملعبه، حيث يتحول شكل الفريق إلى ٥-٢-٢-١ بعودة جميع اللاعبين إلى نصف ملعبهم وتحركهم ككتلة واحدة لغلق جميع القنوات المؤدية إلى مفاتيح لعب الخصم، ثم تطبيق الضغط المنظم على حامل الكرة لإفتكاكها والصعود سريعاً بالمرتدات.

يمكننا توقع تحسناً كبيراً في دفاعات حصون الأندلس وآداء متوازن في الشقين الدفاعي والهجومي بسبب كل ذلك.

مسيرة بابلو التدريبية غير لامعة إطلاقاً، كذلك انتهت مسيرته الكروية مبكراً بعد ٢٥ مباراة رسمية فقط مع ناديه نومانسيا، لكن الرجل القادم من إقليم سوريا شق طريقه بنجاح في الليجا الإسبانية وأثبت جدارته ونجح فى أولى اختباراته هذا الموسم وكرر فوزه على النادي الملكي مثلما وعد جماهير النادي في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة.

شخصية وثقة كبيرة يمتلكها بابلو ويبقى تحديه القادم أمام برشلونة هو الهدف الأكبر، خاصةً بعد فشل المدرب الإسباني في الحصول على أي نقطة من تحت أنياب العملاق الكتالوني.