كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر
لم يكن تألق النجم الصاعد يوسف أوباما مع الزمالك وليد اليوم بل منذ بداياته مع الفارس الأبيض وهدفه الشهير في شباك وادي دجلة بقيادة الحارس الأسطوري عصام الحضري قبل أربع سنوات حيث ظهرت موهبته الفذة، والأكيد أن سنه الصغير يضمن له سنوات أخرى من النجاح.
ويعد أوباما أحد أهم نجوم الدوري المصري في الموسم الحالي، وقد برهن اللاعب على تطوره ونضجه الكبير، فهو يمر بمنحنى تصاعدي منذ نهاية الموسم الماضي، خاصة في كأس .مصر، ونتذكر ما فعله أمام الإسماعيلي في الدور نصف النهائي
أوباما يمكن وصفه بالوريث الشرعي لجينات الزمالك، ولمثله الأعلى شيكابالا، الذي منحه قميصه، حيث يبصم على مستويات مميزة، أعادت لجمهور الزمالك «شيء» من رونق شيكا.
لم تكن بداية أوباما سهلة على الإطلاق مع الزمالك، ليرحل في أكثر من تجربة إعارة ساعدته على التطور وصقل موهبته واكتساب الخبرات، ليظهر لنا في الأخير هذا المنتج الجيد.
اللاعب الأهم في الزمالك حاليًا
يوقع أوباما حاليًا على مستويات مميزة ليصبح حتى الآن اللاعب الأكثر تطورًا في الدوري المصري، والعنصر الأهم في الزمالك نظرًا لتأثيره الكبير على الفريق.
شارك أوباما بصفة أساسية مع الزمالك في كافة مبارياته حتى الآن، ودائمًا ما اعتمد عليه المدرب الجديد كريستيان جروس خلف المهاجم كابونجو كاسونجو في طريقة اللعب 4/2/3/1.
وباستثناء المباراة الأولى في الدوري المصري أمام بتروجيت التي يمكن وضعها ضمن مباريات التحضير لجروس حيث لم يكن قد ثبت طريقة اللعب أو العمود الفقري للفريق، فإن أوباما قد حافظ على موقعه في المركز المناسب والأفضل له.
على الورق يكون أوباما خلف كاسونجو في العمق، وهذا أفضل مركز له، حيث يمنحه الرؤية والمساحة للاختراق أو للتمرير وصناعة الفرص، والأهم أنه يعطيه الفرص للاختراق ووجهه للمرمى، كما ظهر في حالات أهدافه في شباك الاتحاد وسموحة والمقاولون.
خارطة بالتمريرات المفتاحية/ الفرص (21) التي صنعها أوباما لزملائه هذا الموسم
طلبه للكرات في عمق دفاعات الخصم وقدرته على التمركز الصحيح كلها مميزات يمتلكها أوباما، ويجب أن نشير أن لأوباما 10 محاولات على المرمى كلها من داخل منطقة الجزاء، وهو ما يُعني أن اللاعب يقوم بالاختراق دائمًا للمنطقة.
وتؤكد مباراة سموحة التي انتهت بالتعادل 1/1، أن وجوده في قلب الملعب خلف المهاجم هو المركز الأفضل له، فقد بدأ المباراة في مركز الجناح الأيسر تاركًا قلب الملعب لمحمد ابراهيم، لكن تأثير أوباما لم يكن قويًا على الخط.
وعقب خروج ابراهيم ودخول كهربا كجناح أيسر، عاد أوباما لموقعه المفضل في العمق ومن هنا ظهرت فاعليته بالاختراقات التي جاء منها هدف التقدم عن طريقه بتمريرة من كهربا، الذي كان قد وضع له تمريرة من قبل مستفيدًا من اختراقه النموذجي بنفس الطريقة أمام الاتحاد في الجولة الثانية.
الإيجابية والسهل الممتنع
أصعب شيء في كرة القدم هو أن تلعب الكرة السهلة غير المعقدة.. أوباما لاعب يمتلك تلك الميزة، يلعب من لمسة واحدة، قراره رائع، يصنع الفرص بإجادة، لديه رؤية ثاقبة في خط الوسط ويمكنه ضرب دفاعات الفرق المنافسة بتمريرات سحرية، وقد صنع لزملائه 21 تمريرة مفتاحية/ فرصة.
أوباما لديه توجه هجومي دائم وهو ما تعكسه الأرقام، فمن أصل 381 تمريرة صحيحة له هذا الموسم في الدوري المصري، قام بـ283 تمريرة هجومية، وخارطة تحركاته تتركز على كافة مناطق الثلث الأخير.
التمريرات الهجومية لأوباما
وقام أوباما بـ23 مراوغة صحيحة وهو رقم كبير يوضح قدرته على المرور من موقف لاعب ضد لاعب.
ويمكن للكرات الرائعة التي يرسلها أوباما أن تحدث نوعًا من الفوضى التكتيكية في دفاعات الفرق المنافسة، تمامًا كما كانت تفعل تمريرات مثله الأعلى شيكابالا.
الميزة الثانية في أوباما أنه لاعب إيجابي يعطي الهدايا بالتمريرات لزملائه، ولا تعيبه أي فردية كما كان في السابق، والأهم كما قلنا هو سرعة القرار، والفارق بينه وبين محمد ابراهيم مثلاً حاليًا أن ابراهيم يجعل الأمور معقدة، لكن أوباما يلعب «السهل الممتنع».
عندما يلعب أوباما بشكل جيد يجعل الفريق يلعب بشكل أفضل.
القيمة الدفاعية المضافة
تحدثنا عن البصمة الهجومية الكبيرة لأوباما مع الزمالك (سجل 3 وصنع 1 في 8 مباريات)، لكن هناك جانب لا يُلاحظه البعض وهو الجانب الدفاعي من اللاعب.
أوباما كما هو ذكي هجوميًا في تمريراته ورؤيته، يمتلك الذكاء في التمركز الدفاعي، فـمجرد التمركز واختيار المكان السليم للتواجد قد يفسد هجمات.
خلال مبارياته حتى الآن في الدوري المصري، قام أوباما بـ20 التحام نجح في نصفهم (10)، وهو رقم جيد للغاية بالنسبة للاعب هجومي.
ليس هذا فحسب بل أن أوباما اعترض تمريرات الخصم في 21 مناسبة، وهو أيضًا رقم كبير، ويأتي كما قلنا بسبب تمركزه الجيدة وقدرته الكبيرة على قراءة التمريرات.
كما قام أوباما باستعادة الكرة 25 مرة في كل أنحاء الملعب.
هذه الإسهامات الدفاعية إلى جانب إضافته الهجومية غير المحدودة على كافة المستويات، كلها أمور تؤكد أن أوباما على الطريق الصحيح، هو أمل الزمالك لتحقيق النجاح «الأكبر» المنتظر من قبل جمهوره.