قالت المخرجة التونسية كوثر بن هنية إن فيلمها القصير (بطيخ الشيخ) يدور بشكل أساسي حول مفهوم السلطة والصراع من أجلها لكن في قالب كوميدي خفيف.
الفيلم مدته 23 دقيقة ومن بطولة أحمد الحفيان وبلال سليم. تدور الأحداث حول شيخ مسجد يحظى باحترام وتقدير الجميع إلا أنه يتعرض للخديعة من مساعده الذي يحاول إزاحته وأخذ مكانه ويجد الشيخ نفسه في موقف لا يحسد عليه بعد أن أدى صلاة الجنازة على سيدة لا يعرفها إذ تتوالى عليه المفاجآت.
وجاء العرض العالمي الأول للفيلم ضمن مهرجان الجونة السينمائي المقام حاليا في مصر.
وقالت المخرجة التونسية في مقابلة مع رويترز “أردت عمل فيلم كوميدي لكن في ذات الوقت عميق.. كيف يتعرض صاحب السلطة لمخطط شيطاني لإزاحته عن مكانه؟ لأن من يطمع في منصبه يدرك مدى القوة التي سيمتلكها إذا وصل لهذه السلطة”.
وأضافت “الفكرة الأساسية هي مفهوم السلطة، هو صراع دائر في البنك وفي الشركة وفي كل مكان، لكني اخترت أن أسلط الضوء هنا على الصراع على السلطة الدينية من خلال الجامع”.
ورغم أن الفارق الزمني بين (بطيخ الشيخ) والفيلم القصير السابق لكوثر بن هنية (يد اللوح) خمس سنوات فإن ثمة روابط تجمع بين الفيلمين.
وقالت “في فيلمي القصير السابق ظهرت شخصية الإمام الذي كان يدرس القرآن للأطفال، وكانت شخصية ثانوية في الفيلم، وعندما بدأت كتابة ‘بطيخ الشيخ‘ أخذت هذه الشخصية وطورتها وبنيت عليها الفيلم الجديد”.
ويتنافس (بطيخ الشيخ) ضمن 23 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الجونة السينمائي الذي يسدل الستار عليه اليوم الجمعة.
* الأوسكار
وبينما تضع كوثر بن هنية عينها على ردود فعل الجمهور وتفاعله مع فيلمها القصير (بطيخ الشيخ) فإن قلبها لا يزال معلقا بفيلمها الروائي الطويل (على كف عفريت) الذي رشحته تونس هذا العام لتمثيلها بالمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
وقالت “كان من المفترض ترشيح الفيلم للأوسكار بالعام الماضي لأن وقتها كان لدينا موزع أمريكي يخطط لأن يقود حملة ترويج للفيلم بعد ترشيحه حتى يزيد من حظوظ الفيلم لكن للأسف تم ترشيح فيلم آخر”.
وأضافت “هذا العام اعتبر ترشيح الفيلم للأوسكار تعويضا عما جرى، لكن يبدو أن الوقت فات لأننا لن نستطيع عرضه بالولايات المتحدة الآن، وبالتالي أرى حظوظه أقل بكثير رغم إيماني التام بالفيلم وموضوعه”.
ويتناول الفيلم قصة فتاة جامعية تذهب إلى حفل وتتعرف هناك على شاب وعند مغادرتهما المكان للسير قليلا على شاطئ البحر تتعرض الفتاة للاعتداء من عناصر تنتمي للأمن فتبدأ رحلة بحث عن حقها المسلوب.
وحاز الفيلم على العديد من الجوائز من المهرجانات العربية خلال 2018 كما فازت بطلته مريم الفرجاني بجائزة أفضل ممثلة ضمن جوائز النقاد التي يمنحها مركز السينما العربية.
وقالت كوثر “للأسف لا أضع آمالا كبيرة على الوصول للقائمة النهائية التي ستضم خمسة أفلام فقط، إذا كانت لديك 180 دولة كل منها تتقدم بفيلم للمنافسة فالفرصة هنا لا تبدو كبيرة في ظل غياب الدعاية”.