بقلم | عادل منصور | فيس بوك | تويتر
نجح مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا، في تجاوز فترة غياب صانع ألعابه الأول كيفن دي بروين، ليُثبت بشكل عملي، استعداده للتعامل مع كل الاحتمالات والظروف الصعبة، لتفادي مواجهة مصير من أصيبوا بلعنة البريميرليج في حملة الدفاع عن اللقب في الموسم التالي.
كانت أزمة آخر ثلاثة مدربين حققوا لقب البريميرليج، عدم تجديد أفكارهم وخططهم بعد النجاح المنقطع النظير في موسم التتويج، وبدأت اللعنة برأس جوزيه مورينيو في منتصف موسم الدفاع عن اللقب مع تشيلسي في ولايته الثانية، وتبعه رانيري بعد معجزة 2016، والأخير كان كونتي، الذي أقيل فور انتهاء الموسم التالي لموسم التتويج باللقب.
ماذا عن جوارديولا؟
من قبل بداية الموسم، يعرف جيدًا أنه مُجبر على اللعب بطريقة واستراتيجية جديدة، حتى لا يقع في المحظور كسابقيه، وبالعودة لفلسفة بيب الموسم الماضي، سنتذكر أسلوبه في الهجوم، الذي كان يرتكز من على الأطراف، باستخدام ساني في الجانب الأيسر، وبيرناردو سيلفا في الأيمن، والأخير، كان يُشارك في أغلب المباريات كبديل، وبوجه عام، لم يُقدم أفضل ما لديه، لعدم تكيفه مع أسلوب الكرة الإنجليزية المختلفة عن الفرنسية.
إصابة دي بروين
في الوقت الذي كان يُحضر فيه جوارديولا لأسلوبه الجديد في الهجوم، الذي انكشف بتعاقده مع النجم الجزائري رياض محرز، جاء الاختبار الحقيقي، بالإصابة التي تعرض لها تاجر السعادة كيفن دي بروين في بداية الموسم، هنا ظن البعض، أنها ستؤثر على الفعالية الهجومية للسكاي بلوز، لعدم وجود بديل على نفس مستوى وكفاءة الأشقر البلجيكي.
شفت وشك نوّر إزاي لما أخدت الإعفاء ????
( ???? : @SpursOfficial ) pic.twitter.com/7Xu0Fy51vM — جول مصر (@goaleg) September 29, 2018
كيف خرج من الورطة؟
المُلاحظ في كل مباريات المان سيتي منذ بداية الموسم، إصرار جوارديولا على الاختراق من العمق، وهذا وضح في المباريات التي كان يُجلس خلالها ليروي ساني على مقاعد البدلاء، ورغم أن اللاعبين لم ينجحوا في تنفيذ أفكار المدرب بشكل صحيح في جمل الاختراق من العمق، إلا أنها تتحسن من مباراة لأخرى، والمُثير حقًا، أن جوارديولا يعرف متى يتخذ قرار العودة للطريقة القديمة، بشن غارات من على الأطراف، والتي تُعتبر السلاح الأقوى للفريق.
المُنقذ
كما كان يفعل دافيد سيلفا قبل سنوات بتحمل أعباء مركز رقم (9) في وقت الحاجة، عندما كان يغيب أجويرو ودجيكو قبل رحيله، كرر بيرناردو سيلفاغ نفس الأمر، لكن مع كيفن دي بروين، بتأدية دور الأخير على أكمل وجه، كلاعب جوكر، يُبدع في مركز صانع الألعاب الكلاسيكي بجانب دافيد سيلفا ورياض محرز، ونفس الأمر يفعله عندما يطلب منه المدرب اللعب كجناح أيمن أو أيسر في مباراة واحدة، وتألق بيرناردو سيلفا اللافت، جاء في وقته، ليس فقط لأنه ساهم في الانتصارات الأخيرة بأهدافه وتمريراته الحاسمة، بل لأنه طمأن المدرب على مركز صانع الألعاب في وقت الأزمات، وهذه بالكاد أكبر استفادة جناها السيتي من إصابة دي بروين حتى الآن، تجسيدًا للمقولة الشهيرة "رُب ضارة نافعة".