مازن الريس
يبدو أن فالفيردي دخل فعلياً في مرحلة جدل الاستمرار مع برشلونة، ويبدو أنّه فشل في الاستفادة من تجارب إنريكي ومارتينو وغوارديولا فوضع نفسه في ورطة قد لا يخرج منها بسهولة ليسلم نفسه كـ"كبش فداء" أمام الجماهير الغاضبة.
برشلونة وخيارات فالفيردي
كلّ الأمور كانت مثالية في برشلونة مع بداية الموسم وإغلاق سوق الانتقالات، وذلك في ظلّ تدعيم الصفوف بلاعبين مؤثرين والحفاظ على نجوم الفريق باستثناء خروج ييري مينا المثير للاستغراب.
فوز أول على ألافيس بالثلاثة وآخر صعب من أرض بلد الوليد 1-0 قبل أن تأتي الثمانية أمام ويسكا 8 - 2 لتمنح فالفيردي ابتسامة عريضة لم تدم طويلاً.
زادت الضغوط على فالفيردي بسبب الانتدابات المميزة التي أنجزتها إدارة برشلونة، وإراحته لنجوم الفريق قبل بدء المباريات.
إذ إنّ المدرب الملقب بالـ"النملة" بدأ يخرج عن المألوف فنجا بأعجوبة من مطب ريال سوسييداد 2-1 بعد ترك كوتينيو على الدكة، وأنقذته نتيجته أمام آيندهوفن 4-0 من التساؤل عن الأداء، ومن ثمّ تسببت خياراته الخاطئة في "المداورة" بتعادلين مع جيرونا 2-2 وأتلتيك بيلباو 1-1 تخللهما هزيمة من ليغانيس 2-1.
لا تلعب بالنار مع ميسي في برشلونة
وأثار فالفيردي الاستغراب بشجاعته أو تهوره بمعنى أصح عندما قرّر عدم البدء بليونيل ميسي أمام بيلباو القوي بعد أن فعل الأمر ذاته مع سواريز أمام ليغانيس.
الأضواء تتركز على بيكيه وهناك مطالبات بتركه على دكة البدلاء
ومع أن تصريحات سواريز وميسي لم تكن بتلك الحدة مع مدرب برشلونة لكن من يعرف طباع الصديقين الحميمين يدرك عدم تقبلهما لفكرة الجلوس على الدكة إلا بطلب منهما فقط.
وقال سواريز بعد لقاء برشلونة وبيلباو: "يجب أن نسجل وننتصر حتى في غياب ميسي"، وردّ الأخير: "ما قاله سواريز صحيح، نحن برشلونة ولا يجب أن نتائث بلاعب واحد".
المباريات الخمس واحتمال الإقالة
من سوء حظ فالفيردي أنّ المباريات التي كان يجب أن تكون مضمونة ومبررة لاحتمالات الوقوع في الشهر المقبل أتت بنتائج غير متوقعة ليضع نفسه في موقف لا يحسد عليه قبل أكتوبر "الطاحن".
وسيحلّ برشلونة ضيفاً على توتنهام الأربعاء في دوري الأبطال ومن ثم فالنسيا، ويستقبل إشبيلية في الليغا قبل أن يستضيف إنتر في الأبطال ومن ثم ريال مدريد في الدوري الإسباني.
وهدأت الأصوات قليلاً في برشلونة عقب سقوط ريال مدريد المزامن لكبوات برشلونة لكن جدول مباريات الغريم التقليدي قد يجعله متصدراً قبل الكلاسيكو المنتظر في أواخر الشهر المقبل.
شخصياً لا أتوقع أن تكون إقالة فالفيردي بتلك السهولة، وذلك لعدة أسباب، أبرزها صبر إدارة برشلونة على كودارها ومن ثم غياب الأسماء البارزة المتوفرة في الساحة حالياً بالترافق مع ظهور ريال مدريد وأتلتيكو بمستوى لا يؤهلهما لحسم لقب الليغا في وقت مبكر، إلا أنّ جميع هذه العوامل قد تغيب إذا تعرّض برشلونة لهزّة محتملة في دوري أبطال أوروبا أو نتيجة مفاجئة أمام ريال مدريد، وباختصار "أرضية أزمة فالفيردي مع برشلونة أصبحت جاهزة".