المنصب عزّز الانقسام في صفوف الحزب
على الرغم من اعلان حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ان مرشحه الرسمي والوحيد لمنصب رئاسة الجمهورية هو برهم صالح ، أعلن عضو بارز في الحزب انه لن يسحب ترشيحه للمنصب الذي اشتدت حدة التنافس عليه قبل جلسة البرلمان الاتحادي المخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد في موعد اقصاه الثاني من الشهر الجاري .
ويعقّد رفض المرشح لطيف رشيد (زوج شقيقة هيرو ابراهيم احمد القيادية في الاتحاد وأرملة الراحل جلال طالباني ) الانسحاب من السباق الرئاسي الجهود الكوردية للاتفاق على مرشح واحد قبل انعقاد جلسة البرلمان.
وأعلن الاتحاد الوطني الكوردستاني رسمياً ترشيحه برهم صالح للمنصب المخصص للكورد، لكن رشيد رشح نفسه بصورة منفردة مع مرشحين آخرين لكنهم اقل حظوظاً. والتنافس الرئيسي محصور بين برهم صالح ومرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني فؤاد حسين.
وقال رشيد في مؤتمر صحفي عقده في السليمانية إنه خدم العراق في مناسبات عديدة لاسيما داخل جماعات المعارضة ضد النظام السابق قبل عام 2003 ، وفيما دعا الى الوحدة بين الاحزاب السياسية الكوردية، قال إنه سينفذ برنامجاً سياسياً يخدم البلاد إذا انتخب رئيساً للجمهورية.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكوردستاني سعدي أحمد بيرة للصحفيين إن برهم صالح هو مرشح الحزب "لكننا سنهنئ رشيد إذا فاز".
وبعد إدلائه بصوته في الانتخابات البرلمانية في إقليم كوردستان قال نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني كوسرت رسول إن حزبه لا يملك سوى برهم صالح مرشحاً للرئاسة العراقية.
وعلى الرغم من وجود عدد من المرشحين الكورد الآخرين للمنصب تابعين لأحزاب سياسية أو مستقلين ، الا ان التنافس الرئيسي محصور بين مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني برهم صالح ومرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني فؤاد حسين.
وبموجب عرف غير رسمي لتقاسم السلطة في العراق يتعين أن يكون رئيس الوزراء من الشيعة فيما يكون رئيس الجمهورية من الكورد، أما رئيس البرلمان فينبغي أن يكون سنياً مع نائبين الأول شيعي والثاني كوردي.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان العراقي جلسة مساء اليوم لبحث اختيار مرشح لمنصب الرئيس ويُتوقع أن يتم حسم المنصب غداً الثلاثاء .
وطرح رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني مبادرة تهدف لتصويت داخلي بين النواب الكورد لاختيار أحد المرشحين فؤاد حسين وبرهم صالح .
وكانت هيرو إبراهيم أحمد، وهي عضوة بالمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني وتوصف بزعيمة الجناح المتنفذ في الحزب ، قد دخلت على خط الأزمة الرئاسية ، مخالفة حزبها، بدعم موقف زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني الداعي لأن يختار النواب الكورد في البرلمان الاتحادي المرشح.
وقالت أرملة طالباني في بيان: «لأن مسألة ترشيح رئيس للجمهورية، في هذا الوقت، تكاد تتسبب في تخريب وحدة الصف بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، أستحسن أن يكون ثمة مرشح واحد لمنصب رئيس جمهورية العراق، ولهذا الغرض، أستحسن أن يتم اختيار هذا المرشح من قِبل جميع ممثلي القوى الكوردستانية في بغداد».
ولا توجد أي مؤشرات من جانب الاتحاد الوطني على القبول بمبادرة بارزاني في الوقت الذي اعتبر فيه قادة من الحزب التنافس على المنصب "امراً طبيعياً".
وكان الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، أكد الأحد ، وجود حوارات مكثفة بينه وبين حزب الاتحاد الوطني ، بشأن تقديم مرشح واحد لرئاسة الجهورية وإنهاء الخلاف الدائر حول المنصب.
رئيس حكومة اقليم كوردستان ونائب رئيس الديمقراطي الكوردستاني نيجيرفان بارزاني ، قال في تصريحات للصحفيين من بينهم مراسل (باسنيوز) بعد الإدلاء بصوته في وقت مبكر من صباح الاحد ، ان منصب رئاسة الجمهورية استحقاق لشعب كوردستان وليس حكراً على حزب معين ، مجدداً تأييده للمقترح الداعي بأن يخضع المرشحان لتصويت داخلي بين النواب الكورد وأيهما يفوز سيكون هو مرشح الكورد. وقال ان هناك محادثات مع الاتحاد الوطني الكوردستاني بشأن هذا المقترح " نتمنى ان يقبلون به".
وقال نيجيرفان بارزاني إن التفاهم بشأن المرشح الواحد يصب في مصلحة اقليم كوردستان، وإن الذهاب بمرشحين اثنين سينعكس سلباً على الاوضاع العامة.