كلوب وأنشيلوتي.. مواجهة الهادئ والمجنون

آخر تحديث 2018-10-03 00:00:00 - المصدر: جول


محمد عماد     فيسبوك      تويتر


تتجه أنظار عشاق كرة القدم الأوروبية مساء الأربعاء صوب ملعب سان باولو معقل فريق نابولي الإيطالي الذي يستضيف نظيره ليفربول الإنجليزي في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا.

وستكون هذه المواجهة هي الثانية على المستوى الرسمي بين مدرب نابولي كارلو أنشيلوتي ومدرب الريدز يورجن كلوب، وذلك بعد مواجهتهما في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2013/14 بألوان مختلفة، حيث كان أنشيلوتي وقتها مدربًا لفريق ريال مدريد الإسباني، بينما كان كلوب على رأس الإدارة الفنية لفريق بروسيا دورتموند.

المواجهتان التي جمعتا أنشيلوتي وكلوب في هذا الموسم أسفرت عن تفوق الأول بثلاثية مقابل هدفين في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، أي أن التفوق لم يكن كاسحًا وقتها من قبل المدرب الإيطالي الذي قاد الميرنجي للانتقام من أسود الفيستيفاليا وإكمال طريقه نحو التتويج بالعاشرة.

ربما تكون الأجواء متشابهة بين جماهير الفريقين، ولكن الفارق بين أسلوب أنشيلوتي وكلوب كالفارق بين الشمال "ليفربول شمال إنجلترا" و"نابولي" فريق الجنوب الإيطالي، فكلوب رجل لم يحالفه الحظ مرتين في التتويج بالكأس ذات الأذنين، وذلك رغم بلوغه المباراة النهائية في مناسبتين مع فريقين مختلفين، أحلامه بقيادة بروسيا دورتموند للتتويج بدوري الأبطال عام 2013 اصطدمت بقدرات غريمه المحلي بايرن ميونيخ وقتها، ليكرر كلوب إنجاز التأهل للمباراة النهائية مع ليفربول الموسم الماضي بعد غياب الريدز عن الظهور في نهائي دوري الأبطال لمدة 11 عامًا، لتتبخر أحلام تتويج كلوب بالبطولة أمام كتيبة الميرنجي التي توجت باللقب ثلاث مرات متتالية.

كلوب: لا أفكر في مانشستر سيتي

على الجانب الآخر يأتي أنشيلوتي، ربما لا يمتلك المدرب الإيطالي سجلًا ناصعًا بالبياض من حيث المنافسات المحلية، ولكنه دائمًا يعرف من أين تؤكل الكتف في دوري الأبطال، خصوصًا في المباريات الاقصائية، بلوغه للنهائي مع ميلان أعوام 2003، 2005، 2007 والتتويج باللقب مرتين مع الروسونيري كانت إحدى أجمل محطات مسيرته التدريبية، ثم جاءت العاشرة، اللقب الذي ظل ريال مدريد ينتظره طوال 12 عامًا ليتحقق على يد المدرب الإيطالي في موسمه الأول في قلعة سانتياجو بيرنابيو.

هناك أمور أخرى مختلفة بين المدربين، أنشيلوتي الهادئ أمام الكاميرات يفضل دومًا الاعتماد على الحرس القديم، البعض يتهمه بأنه ماريونيت في يد إدارة الأندية التي يعمل بها، فهو لا يبالي بجلب نجوم تخطوا الثلاثين من عمرهم مثلًا والاعتماد عليهم في الملعب إذا كان ذلك سيعود بالفائدة على الفريق من الناحية الاقتصادية أو الدعائية، هو مثل الموظف الهادئ الذي يحب أن يرضي مديره في العمل دون التفكير في أي مجازفة، هو المدرب المفضل للإدارات والإعلام والجماهير وربما اللاعبين، هو كما يقولون يسير بجوار الحائط ويتجنب المشاكل دومًا، ويجد الحلول في دهائه التكتيكي، ولم لا فهو من بلاد الكاتانيتشو.

في ليفربول نجد كلوب وأحضانه التي اشتهر بها للاعبين، على عكس أنشيلوتي فأن نجاح كلوب يعتمد دومًا على المجازة والرهان على لاعبين مغمورين "ليفاندوفسكي، جوتزة، ريوس" من كان سيعرف هذه الأسماء دون مجهود كلوب؟ أيضًا من كان يراهن على تطور صلاح من لاعب Class B  إلى ثالث أفضل لاعب في العالم.

التطور والخطط بعيدة المدى هما ما يميزان الرؤية الفنية للمدرب الألماني، وهي نفس منهج الألمان في إعداد منتخب منذ 2006 حتى 2014 للتتويج بكأس العالم، أما اللعب على أهداف قصيرة المدى فهي آخر ما يفكر فيه كلوب، الذي يسعى للتخلص من نحس النهائيات والتمتع برفاهية فوز منافسه أنشيلوتي في المحطات الأخيرة.

لولا ليفربول، لكان ميلان صاحب 8 ألقاب أوروبية الآن بدلًا من 7، منهم ثلاثة ألقاب لأنشيلوتي، وها قد سنحت فرصة جديدة للمدرب الإيطالي للانتقام من الريدز والتخلص من كوابيس ليلة إسطنبول 2005.