من قومي الى ماوي الى اسلامي ..من هو رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبدالمهدي؟

آخر تحديث 2018-10-04 00:00:00 - المصدر: باسنيوز

بعد انتخابه رئيسا للبلاد، سارع برهم صالح إلى تكليف عادل عبد المهدي المنتفكي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ، فمن هو رئيس الوزراء المكلف؟

عبد المهدي ، البالغ من العمر 76 عاماً ، سياسي مخضرم، ينحدر من عائلة علوية برجوازية سكنت المنتفك (الناصرية حاليا)واصلها من الكوت حيث لايزال بيت العائلة الراجع لجد عادل عبد المهدي معروفا في الكوت ، دخل المعترك السياسي مبكرا منتصف القرن الماضي، حين دفعه تأثره بالأفكار القومية العربية إلى الانضمام لحزب البعث، قبل أن يغادر إلى فرنسا لينخرط هناك في التيار الماركسي وتحديدا "الماوي" نسبة للرئيس الصيني ماو تسي تونغ.

ورغم أن منافسيه يعدونه انتهازيا غير متدين دخل التيار الإسلامي بحثا عن مناصب سياسية، فإنه يبرر تحولاته الفكرية والسياسية بقوله إن الأمر استغرق 50 عاما وهي فترة طبيعية ليتغير المرء ، كما يصف نفسه بالسياسي الواقعي لكن مع الحفاظ على المبادئ .

ونال عبد المهدي، الذي كان والده قد شغل منصبا وزاريا في عهد الملك فيصل الأول في عشرينيات القرن الـ20 كما كان أيضا نائبا في مجلس الاعيان العراقي ممثلا للمنتفك (الناصرية) والذي اكسبه لقب المنتفكي ، شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بغداد عام 1963، ثم حصل على الماجستير في العلوم السياسية من المعهد الدولي للإدارة العامة بباريس عام 1970، والماجستير في الاقتصاد السياسي في جامعة بواتيه بفرنسا أيضا عام 1972.

وبعد وصول الخميني إلى السلطة في إيران، انضم عبد المهدي، الذي كان قد غادر البلاد عقب خروجه من السجن إثر ترك حزب البعث عام 1963، للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وبات ممثلا له في الكثير من المحافل.

ومنذ بداية الثمانينيات عمل مع محمد باقر الحكيم، مؤسس المجلس الأعلى للثورة، ليعود إلى العراق بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين عام 2003، ويصبح عضوا مناوبا عن الحكيم في مجلس الحكم في مرحلة "سلطة الإدارة المدنية".

وشغل منصب وزير المالية في حكومة إياد علاوي عام 2004 ممثلا عن المجلس الأعلى ، وشارك مع الإدارة الأميركية في المفاوضات الخاصة بشطب الديون الخارجية العراقية ، وأقنع عددا من المانحين الدوليين بإسقاط جزء كبير منها.

وبات عبد المهدي، الذي ساهم في صياغة الدستور العراقي الجديد، أحد نائبَي الرئيس العراقي عام 2005، بعد أن كان مرشحا لمنصب رئيس الوزراء قبل أن يتنازل لصالح إبراهيم الجعفري، آخر منصب تولاه كان وزارة النفط التي استقال منها في مارس / آذار 2016.

ورشحت عبد المهدي لرئاسة الوزراء كتلتان متنافستان إحداهما يرأسها رجل الدين مقتدى الصدر ورئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي ، والأخرى يرأسها هادي العامري ، وهو زعيم فصيل تدعمه إيران، وأمام الرجل الآن 30 يوما لتشكيل حكومة وعرضها على البرلمان للمصادقة عليها.

وقال المتحدث باسم كتلة البناء أحمد الأسدي، إن "ترشيح السيد عادل عبد المهدي جاء بعد اتفاق بين كتلة البناء وكتلة الإصلاح التي تضم النصر والحكمة وسائرون على ترشيح السيد عبد المهدي عن طريق التوافق، وليس عن طريق الكتلة الأكبر وذلك لتجاوز مسألة من هي الكتلة الأكبر".

ورحبت كتلة الصدر بترشيح عبد المهدي، وقال زعيمها على "تويتر" الثلاثاء، إن العراق أكبر من الكتلة الأكبر في إشارة على الأرجح إلى الحل الوسط. كما أصدر العبادي بيانا هنأ فيه عبد المهدي وتمنى له النجاح.

 وتعد رئاسة الوزراء المنصب الأقوى في العراق بين الرئاسات الثلاثة، ومنذ سقوط نظام صدام حسين يتولى الشيعة رئاسة الحكومة والكورد رئاسة الدولة والسنة رئاسة البرلمان.