من هو لوكاس باكيتا؟ كاكا الجديد المُنضم حديثاً لميلان

آخر تحديث 2018-10-15 00:00:00 - المصدر: جول

أبانوب صفوت


على مدار العديد من السنوات، أنتج الدوري البرازيلي مواهب مميزة في عالم كرة القدم مثل نيمار، أوسكار وكاكا، وبعد أن نجح لوكاس باكيتا في تسجيل تسعة أهداف وصناعة أربعة آخرين في كل المسابقات التي خاضها مع فريقه فلامينجو في الموسم الحالي، قرر ميلان التوقيع معه قبل جميع الفرق الكبيرة في أوروبا مثل برشلونة، يوفنتوس ومانشستر يونايتد.

ربما لا يعد اسم الجوهرة البرازيلية مألوفاً للغير متابعين لمباريات الدوري البرازيلي أو لقاءات منتخب السليساو، ولكن بعد تألقه اللافت مع فلامينجو، استطاع صانع الألعاب الموهوب خطف أنظار كبار أوروبا.

وفي هذا التقرير سنحاول أن نتعرف معاً على أسباب إعجاب أبرز الأندية العالمية به، وكيف تطور حتى بات من أكثر اللاعبين المطلوبين في القارة العجوز؟


من هو لوكاس باكيتا؟


بدأ باكيتا مسيرته مع فلامينجو منذ أن كان في العاشرة من عمره وعندما أكمل 19 عاماً تم تصعيده إلى الفريق الأول وبالأخص بعد النجاحات التي حققها مع فريق الشباب، ولعب أول مباراة له مع الفريق الأول في عام 2016 من خلال المشاركة في بطولة كاريوكا، تلك البطولة المخصصة لأندية العاصمة القديمة "ريو دي جانيرو"، ولكنه اضطر للانتظار حتى مايو من عام 2017 من أجل أن يلعب أول مباراة له في بطولة الدوري البرازيلي.

ومنذ ذلك الحين لعب باكيتا ما يقرب من 88 مباراة نجح خلالها في تسجيل 17 هدف وصناعة 5 أهداف في مختلف المسابقات، واستطاع تكوين شراكة هجومية مميزة مع لاعب ريال مدريد الجديد فينيسيوس جونيور.

وكوفئ اللاعب على أداءه الرائع مع فلامينجو باختياره في قائمة الانتظار لمسابقة كأس العالم هذا الصيف، كما تم استدعائه مؤخراً في وديتي الولايات المتحدة والسلفادور وشارك في كلا المباراتين كبديل.


ما هو المركز الذي يلعب فيه باكيتا؟


يلعب باكيتا في خط الوسط، ولكنه ببساطة يُعتبر أكثر من مجرد لاعب وسط، فعلى مدار ما يقرب من 88 مشاركة لعب كاكا الجديد في ما لا يقل عن خمسة مراكز مختلفة، بدايةً من إرتكاز متأخر ونهايةً بتواجده على الأطراف كجناح، ولكن أكثر مركز يشعر فيه بأريحية شديدة هو صانع الألعاب حيث تبرز قدراته الهجومية بصورة أكبر ويمكنه أيضاً مساندة فريقه دفاعياً عند الحاجة.

تصبح كرة القدم ممتعة للغاية كلما لمست قدمي باكتيا، حيث يتمتع اللاعب بمهارة كبيرة تُمكنه من تجاوز خصمه مهما اشتدت مراقبته له، وفي هذا الموسم نجح في إكمال 44 مراوغةً بمعدل 4.02 كل 90 دقيقة، ولا يتفوق عليه سوى زميله في الفريق إيفرتون ريبيرو والذي استطاع مرواغة مدافعي المنافس 51 مرة.

 ما يميز باكيتا هو أنه ليس لاعباً استعراضياً يحاول انتزاع آهات الجمهور بلقطات بسيطة ولكنه لاعب مُفيد ومنتج للغاية، وتمكن من صناعة 32 فرصةً للتهديف هذا الموسم وهو ثالث أعلى معدل في الفريق، ولكن لسوء الحظ لم يُترجم أي منهم إلى أهداف، ولكن من يٌسأل على ذلك هم مهاجمي الفريق، أما قدرة زميلهم على صنع الخطورة لزملائه فلا تقبل الشك أبداً.

يُعد باكيتا متمرساً للغاية في ألعاب الهواء أيضاً، حيث استطاع الفوز بما يقرب من 95 كرة رأسية بفارق 29 مرة عن أقرب لاعب في فريقه فلامينجو وذلك بمعدل 8.68 التحام كل 90 دقيقة، وبرغم أنه يلعب في مركز متقدم في الملعب ولكنه قوي جداً في قطع الكرة ونجح في ذلك 65 مرة هذا الموسم أي بمعدل 5.94 لكل مباراة ولا يتفوق عليه سوى لاعب الوسط الدفاعي الكولومبي جوستافو كوييار "78" والظهير الأيسر ريني "70"، وهو ثاني أكبر لاعبي فلامينجو محاولةً لقطع الكرة برصيد 128 مرة خلف جوستافو والذي حاول قطعها 129 مرة، ويُعتبر جيداً في اعتراض الكرة كذلك حيث تحكي الإحصائيات أنه خامس أكثر لاعبي الفريق استخلاصاً للكرة برصيد 25 مرة وبمعدل 2.28 لكل مباراة.

كل هذا مع الأخذ في الاعتبار بأن باكيتا يمكنه التطور أكثر وأكثر ومع المزيد من العمل الشاق تحت قيادة مدرب محنك سيتحول من مجرد لاعب موهوب إلى لاعب سوبر.


ما هي الأندية التي كانت مهتمة بضم لوكاس باكيتا؟


أدى تألق باكيتا في الدوري البرازيلي بالإضافة إلى صِغر عمره إلى جذب انتباه العديد من الأندية العالمية في مختلف الدوريات الكبرى، وبحسب تقارير عدة فأن مانشستر يونايتد، ليفربول، برشلونة، يوفنتوس، باريس سان جيرمان وميلان يضعوا اللاعب نصب أعينهم تمهيداً للتعاقد معه، ولكن الروسونيري هو الذي حصل على خدمات صانع ألعاب فلامينجو في النهاية.

وظهر اهتمام الفريق الإيطالي باللاعب للمرة الأولى في شهر سبتمبر الماضي، عندما ادعى الإعلامي الشهير دي مارزيو أن باكيتا من أولويات الفريق سوق الانتقالات الشتوية، قبل أن تحسم صحيفة جلوبو سبورت الشائعات وتنفرد بتوصل الناديين إلى اتفاق يقضي بانتقال اللاعب إلى ميلان مقابل 35 مليون يورو بمجرد اجتيازه للفحص الطبي وأنه سيرتدي القميص رقم 11، لتضيع على باريس سان جيرمان فرصة ضم لاعب برازيلي آخر بعد أن رشح نيمار اللاعب لإدارة الفريق.


هل باكيتا هو كاكا الجديد حقاً؟


إنه لأمر خطير أن تتم مقارنة أي لاعب وسط برازيلي بالأسطورة كاكا، فمن الصعب أن يتعايش أي لاعب مع مثل هذه التشبيهات، ولعل أبرز دليل على ذلك هو ما حدث للاعب تشيلسي لوكاس بيازون، والذي كان قد تمت مقارنته بنجم ميلان السابق في وقت سابق، ولكن أكثر ما يدعو إلى تشبيه لاعب فلامينجو بنجم الروسونيري السابق هو انضمامه لنفس الفريق، وليس مجرد وجود تشابه في طريقة اللعب، حيث ترك ريكاردو فريقه ساوباولو في عام 2003 من أجل الانتقال للديافولو لشغل مركز صانع الألعاب كما بدأ مشواره في البرازيل.

وأصبح كاكا واحداً من أساطير خط الوسط في تاريخ السامبا عقب الفوز بالكرة الذهبية في 2007، بعد أن ساعد فريقه على الفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا على حساب ليفربول بنتيجة (2-1)، وبالرغم أن فريق ميلان الحاليلا يُقارن بتشكيلة العصر الذهبي، إلا أن المشروع الحالي بقيادة جاتوزو يدعو قليلاً للتفاؤل، وإذا أتم باكيتا انتقاله للروسونيري فمن المتوقع أن ينخرط بسهولة مع طريقة لعب الفريق (4-3-3) من خلال شغل إحدى أدوار ثلاثي خط الوسط ،ومن ثم يبدأ اسهاماته ويساعد نجوم الفريق الحاليين تشالهانوغلو، سوزو وهيجواين على التقدم أكثر في جدول الترتيب.

بالرغم أنه من المبكر جداً مقارنة باكيتا بكاكا، لكن إذا نجح لاعب فلامينجو في تحقيق نصف ما وصل إليه صانع الألعاب السابق - قبل أن تدمره الإصابات - يمكن اعتبار تجربته في أوروبا ناجحة للغاية.