هيثم محمد فيسبوك تويتر
"أرى تطوراً على صعيد الأداء في الشوط الأول أمام هولندا وفي الخسارة أمام فرنسا، يوجي لو كان لا يرى هذا سيكون هو من يطلب الرحيل"، تلك كانت كلمات أوليفر بيرهوف، مدير المنتخب الألماني في رده على تساؤلات الصحافة حول إمكانية رحيل يواكيم لوف، مدرب الفريق في أعقاب خسارة ثانية متتالية بدوري الأمم، ليتواصل مسلسل السقوط الألماني في الآونة الأخيرة.
وتلقت ألمانيا هزيمة ثانية على التوالي في ملعب "سينت دوني" بباريس بعد السقوط بثلاثية في هولندا، ليصل مجموع هزائم الفريق في العام 2018 إلى ست مباريات، وهو الأمر الذي لم يتحقق من قبل في تاريخ الكرة الألمانية.
ورغم محاولات لوف للتجديد على الصعيد الخططي والأسماء، خصوصاً أمام فرنسا، ولكن ثورته لم تدم إلا شوطاً في كلا اللقاءين، الفريق يبدأ بشكل طيب ولكن يتراجع في الأداء والنتيجة، ويفشل في التعويض في حالة تلقي الأهداف، بل ويستقبل المزيد كما حدث أمام هولندا.
وتخلى لوف عن بعضاً من عناده فيما يخص الحرس القديم والخطط، ودفع بعديد الأسماء الشابة مثل ماتياس جينتر، تيو كيهرر، سيرجي جنابري، وأعاد ليروي سانيه، وهو ما أدى لتحسن نسبي في أداء الفريق، خصوصاً على الصعيد الهجومي، ولكن يبقى غياب رأس الحربة الصريح الذي يترجم الفرص المتاحة نقطة ضعف لهذا الفريق، وهو ما يطرح التساؤلات عن توظيف لوف لتيمو فيرنر كلاعب جناح في ظل حاجته لمهاجم.
ولم يتعود الجمهور الألماني على رؤية منتخب ألماني يستسلم ولا يمتلك الروح القتالية مثل هذا الفريق، أمام هولندا كان الفريق جيد حتى استقبل أولى الأهداف، ونفس الأمر تكرر مع فرنسا بعد شوط أول ممتاز وسيطرة، تراجع الفريق مع هدف أنطوان جريزمان الأول واستقبل الثاني دون مقاومة تذكر، ليفقد الفريق العزيمة وعقيدة عدم التوقف التي لطالما كانت شعاراً للكرة الألمانية.
وتطرح الهزيمتان الأخيرتان السؤال حول مدى صحة قرار الاتحاد الألماني بتجديد الثقة في لوف، وهل كان يجب أن يتم فض الشراكة التي دامت 13 عاماً بعد الإخفاق في كأس العالم والخروج المبكر الذي لم تعتد عليه الكرة الألمانية.
ألمانيا تواصل خيبة الأمل، وجريزمان يواصل تألقه ، إليكم أبرز ما جاء فى المباراة???? pic.twitter.com/FVDoGVcI4o — جول العربي - Goal (@GoalAR) October 16, 2018
وتعودت الكرة الألمانية الصبر على المدربين وإعطائهم الفرص، والدليل أن منذ تأسيس في 1908 وتولى تدريب الفريق 11 جهازاً فنيا فقط، ورأينا اسماء تبقى في منصبها لما يقارب 30 عاماً مثلما استمر سيب هيربرجر في منصبه من 1936 وحتى 1964، ولكن ذلك لا يمنع أن الاتحاد الألماني كسر العادة وأقال إيريش ريبيك مثلاً بعد عاميين فقط في أعقاب الإخفاق في أمم أوروبا 2000، وكذلك فعل مع رودي فولر بعد يورو 2004 رغم بلوغ نهائي كأس العالم 2002.
والمتابع لألمانيا في فترة ما بعد كأس العالم سيلاحظ أن لوف نفذت منه الحلول، خطط لعب تقليدية ومكشوفة، وإصرار على اسماء مثل جيروم بواتينج وتوماس مولر وآخرين ابتعدوا تماماً عن مستواهم، وحتى عندما يحاول التجديد وضخ دماء جديدة لم تنجح العملية، على العكس ما قام به في كأس القارات في 2017 عندما قاد مجموعة من الشباب وعديمي الخبرة للتتويج في استعراض للعضلات، ولكن فشل في تطعيم الفريق الأول بهؤلاء في مرحلة الإحلال والتجديد بعد كأس العالم.
استمرار لوف في منصبه الفترة المقبلة ستكون مغامرة كبيرة من قبل الاتحاد الألماني برئاسة رينهارد جريندل، فتراجع النتائج سيكلف الفريق الهبوط للمستوى الثاني بدوري الأمم وقد يجعل الفريق يصبح في التصنيف الثاني بتصفيات أمم أوروبا المقبلة، ولكن الأخطر من تراجع التصنيف هو ضياع الهوية والشخصية التي لطالما ميزت الكرة الألمانية على مدار تاريخها، لتضع كل تلك العوامل الكرة الألمانية أمام مستقبل ليس بالمشرق واحتمالية الدخول في دوامة تراجع تشبه تلك التي دخلتها إيطاليا ولم تخرج منها حتى الآن.