مصعب صلاح تابعوه على تويتر
خلال موسم 2017-2018 احتل إيفان راكيتيش المركز الرابع خلف مارك أندريه تيرشتيجن وليونيل ميسي ولويس سواريز في عدد دقائق المشاركة مع برشلونة بواقع 2838 دقيقة في بطولة الدوري الإسباني.
راكيتيش لا يعرف الراحة في أغلب الوقت مع برشلونة، وحتى إن لم يبدأ أساسيًا يتواجد بديلًا ونادرًا ما يغيب عن التشكيل الأساسي وبالأخص تحت قيادة إيرنستو فالفيردي.
ورغم أنّ إيفان لا يقدم دعمًا هجوميًا كبيرًا يليق بخط وسط برشلونة، لكن دائمًا كانت الإجابة على سبب تواجد الكرواتي المستمر في تشكيل البلوجرانا حتى في الموسم الحالي مع الصفقات الجديدة تكون الإجابة أنّه يدافع بصورة أفضل.
يدخل إيفان في مقارنة مع بوسكيتس، فيسقط الكتالوني ويُقلل من شأنه لصالح لاعب إشبيلية السابق، فإيفان يستطيع الدفاع وافتكاك الكرات أفضل من سيرجيو.
من أكثر الخدع المنتشرة هو التقليل من إمكانيات بوسكيتس الدفاعية لصالح راكيتيش، رغم أنّ الأرقام تسقط وهم الأدوار الدفاعية لإيفان.
من أين جئت؟
مع انضمام راكيتيش إلى برشلونة كانت وظيفته الرئيسية في خط الوسط هي التغطية على تقدّم داني ألفيس المستمر في المناطق الهجومية مع عدم رجوع ليونيل ميسي للقيام بالأدوار الدفاعية.
يمكن اعتبار وظيفة إيفان الحقيقة وقتها كانت الحماية فقط دون القيام بالأدوار الطبيعية في الهجوم سوى حال التأكد من أن البرازيلي متواجد في المناطق الخلفية.
وظيفة قريبة جدًا مما يقوم بها توني كروس ولوكا مودريتش مع أظهرة ريال مدريد - مارسيلو وداني كارفاخال - في فترة تولي زين الدين زيدان تدريب الفريق الملكي، ولكنّه لم يكن الجزء المبتكر من الخطة.
في الموسم الأول له، كان تشافي هو اللاعب الذي ينزل بديلًا ليعيد التوازن لخط الوسط ويتحكم في إيقاع اللعب ويعيد سطوة برشلونة على المباراة، ويقابله أندريس إنييستا صاحب اللمسات الفنية أمام المرمى وأكبر مبتكر في خط وسط الفريق.
إيفان ظلّ يقوم بهذا الدور في الموسم التالي، ولكن رحيل تشافي أفقد الفريق اللاعب القادر على التحكم في الإيقاع la pausa وصار لراكيتيش مهام مماثلة لحماية ألفيس وميسي!
ومع رحيل ألفيس، قدّم راكيتيش أسوأ مواسمه مع برشلونة وحصل على أقل دقائق للعب بعد أولى مواسمه بوجود تشافي، فلم يلعب سوى 2580 دقيقة فقط حتى أنّه غاب عن كلاسيكو "كامب نو" ولم يبدأ أساسيًا.
خدعوك فقالوا – رونالدو يسجل من ربع فرصة!
ثم ماذا؟
رحل نيمار ومن قبله لويس إنريكي ومن قبلهما داني ألفيس وجاء إيرنستو فالفيردي ليقرر المدرب تغيير طريقة اللعب إلى 4-4-2 وتقليل المسافة بين الهجوم والدفاع لتصبح الخطوط متقاربة عما كانت عليه مع إنريكي.
صحيح أن الخطوط متراجعة للخلف، ولكنّ هذا الأمر أضاف ثقل دفاعي كبير لبرشلونة وأعطى مهامًا أكثر دفاعيًا لراكيتيش وبوسكيتس وحتى إنييستا مع وجود باولينيو الذي يقوم بالمبادلة مع ميسي في الحالات الهجومية.
⭕️ لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد. ✋
???? ميسي أفضل لاعب في @LaLigaArab لـ شهر سبتمبر ✨ ???? pic.twitter.com/WsF37H6QWH — جول العربي - Goal (@GoalAR) October 17, 2018
ومن هنا ظهر أنّ راكيتيش الأفضل في الحالات الدفاعية، ويتفوق حتى على سيرجيو بوسكيتس، لكن الأمر كان فعلًا لموسم واحد والسبب هو تغيير فلسفة اللعب والاعتماد على ثنائي في خط الوسط لا يقوم بأي مساهمة هجومية، إلا في أقل الظروف.
الجميع وجّه الانتقادات نحو بوسكيتس، والحقيقة أنّ الأزمة تكمن في راكيتيش، الذي لا يمتلك قدرات دافاعية جيدة كما يعتقد البعض، أو لا تتفوق على القائد الثاني للبلوجرانا.
ما وراء المنطق | البطولات تكسب ولا تلعب ومن يرد المتعة فليذهب إلى السيرك
لغة الأرقام
منذ قدوم راكيتيتش إلى برشلونة وبوسكيتس هو الأكثر استعادة للكرات من الخصوم بواقع 834 مرة بينما يأتي راكيتيش في المركز الثالث خلف جيرارد بيكيه بواقع 733 مرة، وحتى اعتراض المنافسين - دون مخالفة - فإن قائد برشلونة الثاني نجح 261 مرة مقابل 135 للاعب إشبيلة السابق.
وبالنسبة للثنائيات الأرضية، فإن راكيتيش نجح في التفوق في 574 مرة بينما خريج اللاماسيا نجح 893 مرة، والثنائيات الهوائية أيضًا يتفوق فيها بوسكيتس بواقع 225 مرة مقابل 122 لصالح الكرواتي.
على المستوى الهجومي، فإن راكيتيش تراجع كثيرًا في السنوات الماضية، وحتى لم يكن ذلك لصالح الأدوار الدفاعية، ففي أول مواسمه صنع 3 أهداف من كرات ميتة ثم هبط المعدل إلى 2 وبعدها هدف وحيد ثم اختفى في الموسم الماضي.
وعلى مستوى صناعة الفرص الكبيرة، فإن إيفان لم يتفوق بصورة كبيرة على راكيتيش في المواسم الماضي، فصنع 26 مقابل 22 لبوسكيتس ويتفوق عليهم بالطبع ليونيل ميسي (134) ثم لويس سواريز (81) ونيمار (50) وجوردي ألبا (28) وأندريس إنييستا (27).
ما وراء المنطق| الأرقام تحدد الأفضلية بين ميسي ورونالدو
أرقام راكيتيش الهجومية تؤكد أنّه ليس اللاعب المبتكر القادر على صناعة الفارق في الثلث الهجومي، كما أنّه على المستوى الدفاعي أقل بكثير من بوسكيتس وحتى جيرارد بيكيه.
وحتى نكون منصفين، فإن ما يميز راكيتيش هو قدراته البدنية في الركض المتواصل، ولذلك يكون دائمًا مفيدًا في المباريات التي يفقد فيها برشلونة لاعبًا بداعي الطرد أو إصابة بعد انتهاء التغييرات، وربما كانت مباراة ريال مدريد الأخيرة هي أكبر دليل على ذلك، كما في الخريطة الحرارية الآتية:
ربما حانت الفرصة لإراحة راكيتيش ومنح فيدال القيام بوظائفه ولو في مباراة إشبيلية المقبلة، لأن اللاعب التشيلي يمتلك الكثير ويستطيع إثبات قدراته.