أحمد أباظة فيسبوك تويتر
ساعات على عودة الحياة إلى جسد كرة القدم، بانقشاع غمة التوقف الدولي واستكمال منافسات الدوريات الكبرى، وعلى رأسها البريميرليج.
تنافسية إنجلترا تخفي لنا هدية كبرى في مستهل تلك العودة، بقمة منافسات الأسبوع التاسع بين تشيلسي ومانشستر يونايتد، بين قطار ماوريتسيو ساري الذي قلما يتوقف، في مواجهة القضبان المتعرجة التي يسير عليها جوزيه مورينيو في رحلة انتقامه.
مسألة الانتقام من تشيلسي لم تمر أبداً على ما يرام وإن شهدت الكثير من الكر والفر، أبرز المحطات كان اللقاء الأول بين مورينيو وخليفته كونتي، والذي انتهى برباعية نظيفة لصالح الأخير، تلاه درساً تكتيكياً قلما جاد به جوزيه في أعوامه الأخيرة، حقق به نصراً مستحقاً بهدفين دون رد.
المحطة الأخيرة كانت نهائي كأس الاتحاد في الموسم الماضي، والذي ظفر به كونتي قبل إقالته بأيام، فيما أضيفت خيبة صفر الألقاب إلى محصلة جوزيه، بعد الإنهاء وراء مانشستر سيتي بطل الدوري بـ19 نقطة، وظهور أول إرث كروي يقصي فريقاً من دور الـ16 لدوري الأبطال على يد إشبيلية.
على الناحية الأخرى أتى ساري بكرة مغايرة تماماً لوجه تشيلسي في العقد الماضي من الزمان، أكثر استحواذاً وهجوماً ومتعة، ليحقق 6 انتصارات وتعادلين ويضع قدمه في قلب صراع النقاط العشرين على القمة مع ليفربول ومانشستر سيتي.
بكلمات أخرى لديه لكثير من الأسباب لاعتباره المرشح للفوز بتلك المباراة بناءً على القوة الشخصية، هذا قبل التطرق إلى نقاط هزال الخصم.
لدينا فوضى شاملة هنا، إدارة ترفض إمداد مدربها بالمزيد من الصفقات، مدرب يغسل يده من الموسم قبل انطلاقه، يعين نجم الفريق كقائد ثاني، ثم ينزع الدور عنه بعد انتقاده علناً لأسلوب لعبه، تمر أيام قليلة ويطرده من التدريبات أمام الكاميرات.
بالقياس على تراكمات الماضي التي لا يكفي المجال لذكرها تفصيلاً، فإن بوادر الانقلاب الثالث على جوزيه كانت تلوح في الأفق وبقوة، وما كان هناك ما يتطلبه الأمر أكثر من الخسارة أمام نيوكاسل 2-0 في أول 10 دقائق.. اكتملت أضلاع المؤامرة، سيرحل الرجل بنهاية تلك المباراة.
ولكن، وبشكل مفاجئ للغاية انتفضت جثة الشياطين الهامدة وعادت محققة الفوز في الوقت القاتل 3-2، لتعود بارقة الأمل إلى أولد ترافورد من جديد، وفي ظل دعم الجماهير الذي لا ينقطع للمدرب واللاعبين مهما كانت المساوئ، فإن ما ظهر كانقلاب في بادئ الأمر تحول إلى شيء أقرب بوحدة وطنية مفاجئة.
ربما يشوب الأمر بعض التعديلات التكتيكية، والمزيد من استعادة الطاقات النفسية، ولكن المسألة تتطلب أيضاً المزيد من الدفعات المعنوية بالنتائج، والطريق الأقصر إلى تلك النتائج هي المواجهات الأقل صعوبة.. وصف لا ينطبق على تشيلسي بوجه عام، وتشيلسي ساري على وجه التحديد.
الآن يمر مورينيو بالطريق الأصعب الذي يقود إلى مصير من ثلاثة: إما الفوز والاستمتاع بتلك الصحوة، وإما خسارة محبطة تسمح باستكمال العمل، وإما فضيحة متكاملة الأركان تقوده مباشرةً لحزم حقائبه من فندق لوري والعودة إلى منزله في لندن.