النتيجة ليست واضحة، هل فاز برشلونة على إشبيلية 4-2 أم فاز ميسي على إشبيلية 2-0 في 12 دقيقة؟ ربما فاز تير شتيجن لبرشلونة فكل ما تلقاه هو تسديدة صعبة للغاية وهدفاً عكسياً طائشاً كالمعتاد، في المقابل حالت يده دون بضعة كوارث محققة.
هذا الدفاع يفترض أن يواجه بيرسيتش وإيكاردي في الأبطال ثم يلاقي ترسانة لوبيتيجي في الكلاسيكو، نعم ربما تبدو وديعة على صعيد التسجيل في هذه الأيام ولكنها لا تزال شرسة في صناعة الفرص.
تلك المـأساة الدفاعية ليست بحاجة لخروج ميسي حتى تظهر، صحيح أنها تظهر بشكل أقل في وجوده لأنه ببساطة ينشر الخوف، فما حدث في الهدف الثاني هو ما يحدث في كل مرة يجد بها ليو المساحة. كل تلك الأمور ليست مشكلة إن قارنتها بحقيقة خسارة ميسي في حد ذاتها.
حين تناولنا هذا الموضوع قبل ثلاثة أيام، لم يكُن في أسوأ خيالاتي أن القدر سيجبرنا على اختبار هذا الواقع بتلك السرعة، أنت لن تنتظر للمباراة القادمة ضد إنتر ميلان أو الكلاسيكو ضد الريال، أنت ستراه على الفور، ولكن في صورة مباراة فاز بها ليونيل بالفعل، في مشاهد معتادة لتلك الانتصارات الكاذبة التي تخفي أسوأ كثيراً مما تظهر.
فالفيردي واصل الاعتماد على 4-3-3 محاولاً تثبيت ثلاثي الوسط المكون من بوسكيتش وراكيتيتش وآرثر، إذ يبدو أنه استسلم بشأن كوتينيو في الوسط وبدأ يتعامل مع الأمر الواقع والضحية المنطقية هي عثمان ديمبيليه.
لا زلنا حتى الآن لا نعلم السبب الحقيقي وراء التعاقد مع أرتورو فيدال، إذ ربما يمكن تفسير صفقة مالكوم من منظور طفولي، لكن مسألة فيدال ليست واضحة على الإطلاق. صفوة خط وسط تشيلي يقضي وقته على مقاعد الاحتياط، وعلى الناحية 40 مليون يورو لا تدخل القائمة أصلاً، كل ما في الأمر أن برشلونة أراد إيقاف تلك الطائرة وحسب.
الوضع ينذر بوجود خلل ما في التواصل أو توزيع الأدوار بين الإدارة ممثلة في الرئيس بارتوميو ومسئولي التعاقد سيجورا وأبيدال من جانب، وبين المدرب من جانب آخر، فليس منطقياً أن يطلب المدرب لاعبين لا ينوي إشراكهم.
ليس هذا هو الشيء الوحيد غير المنطقي ولكنه من بديهيات المنطق، يجب أن يكون هناك مدرباً ونظاماً للعب الفريق يتم ضم التعاقدات على أساسه، ولكن على الأرجح هنا لا يوجد أساس للتعاقدات ولا نظام للعب الفريق، ولا حتى مدرب. أسوأ ما حدث في إصابة ميسي ليس إصابته بحد ذاتها، بل غيابه الذي يعني أن فالفيردي سيضطر للتفكير.