بفارق الأهداف أم المواجهات المباشرة؟ كيف يتم ترتيب الفرق عند تساوي النقاط في الدوريات الكبرى؟

كيف يتم ترتيب الأندية التي تتنافس على لقب ما عندما تتساوى في عدد النقاط وفارق الأهداف؟ هل بعدد الأهداف المُسجلة أم بالمواجهات المُباشرة بينهما؟

فاز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2012 بطريقة لن تُنسى، بسبب التتويج به رغماً عن أنف الغريم التقليدي مانشستر يونايتد بعد أن تساويا في عدد النقاط، وكانت الأفضلية لرجال روبيرتو مانشيني بعد اللجوء لفارق الأهداف.

هذه ليست الطريقة الوحيدة لتحديد الفائز باللقب، لأنه من المحتمل أن يكون هناك تساوي في فارق الأهداف أيضاً، لذا قد تلعب عدد البطاقات الصفراء التي يتحصل عليها كل فريق دوراً محورياً في تحديد البطل، وذلك بالإضافة إلى بعض القواعد الأُخرى.

سيأخذكم جول لإلقاء نظرة على ما قد يحدث في الدوريات الخمسة الكبرى الدوري الإنجليزي، الإسباني، الإيطالي، الفرنسي والألماني في حال تساوي المتنافسين على بطولة الدوري في عدد النقاط، وكيف يتم ترتيب جدول كل مسابقة على حدة آنذاك؟

اقرأ أيضاً.. فان دايك: اللقب يُحسم بمواجهات فرق الوسط والمؤخرة، لا القمة!

يُعتبر فارق الأهداف في أغلب البطولات الأوروبية هو العامل الرئيسي الذي يُحدد الفائز بأي بطولة دوري يتساوى فيها المتنافسين في عدد النقاط.

يتم احتساب فارق الأهداف عن طريق عدد الأهداف المسجلة طيلة الموسم مطروحاً منها عدد الأهداف التي تم استقبالها، على سبيل المثال إذا نجح فريق ما في تسجيل أربعة أهداف ولكنه تلقى هدفين في مباراتين سيصبح فارق الأهداف هو +2، ولكنه قد يكون سلبياً في حال استقبال عدد أهداف أكثر من تلك التي تم إحرازها، مثل تسجيل هدف وحيد وتلقي 3 أهداف حينها سيصبح الفارق هو -2.

اُستخدم فارق الأهداف من أجل تحديد البطل للمرة الأولى في كأس العالم عام 1970، قبل أن يتم الاستعانة به في الدوري الإنجليزي في عام 1975، منذ ذلك الحين أصبحت أغلب البطولات الأوروبية ومختلف المسابقات في العالم تلجأ لفارق الأهداف من أجل ترتيب الجدول في حال تساوي بعض الأندية في عدد النقاط، ولكن هناك بعض البطولات التي تفضل اللجوء إلى المواجهات المباشرة بين الأطراف المتنازعة على اللقب.

اقرأ أيضاً.. رسميًا – هازارد أفضل لاعب في سبتمبر بالدوري الإنجليزي

اُستبدل فارق الأهداف بمعدل الأهداف التي يتم تسجيلها من أجل التشجيع أكثر على اللعب الهجومي، ولأن مُعدل الأهداف يعني اقتسام عدد الأهداف المسجلة على التي تم استقبالها خلال الموسم، وهو ما يحفز بعض الأندية - في الأغلب - على الدفاع من أجل تلقي أقل عدد ممكن من الأهداف، ليصبح الفارق كبيراً عند القسمة.

هناك مشكلة آخرى تتعلق بمعدل الأهداف وهي أنه في حال عدم استقبال فريق ما لأي أهداف - وهذا وارد - لن يتم تحديد القيمة، لأن القسمة على صفر لا يمكن تحديد نتيجتها ولا يوجد معنى لها في الأساس.

يتم استخدام قاعدة المواجهات المباشرة لكسر حاجز التعادل في عدد النقاط من خلال الاعتماد على نتائج المباريات التي لُعبت بين أصحاب المركزين الأول والثاني،على سبيل المثال إذا تساوى ليفربول وتشيلسي في عدد النقاط، لكن الفريق اللندني كان قد نجح في قهر الريدز ذهاباً وإياباً، سيتم اعتبار البلوز هو الفائز باللقب.

في الدوري الإنجليزي الممتاز، عند تساوي أي أندية في عدد النقاط بنهاية الموسم، يتم تحديد المراكز على النحو التالي:

1. فارق الأهداف.
2. أكبر عدد تم تسجيله من الأهداف.
3. مباراة فاصلة في مكان محايد لتحديد إما بطل المسابقة، أحد الهابطين أو المشاركين في أي بطولة أوروبية، والحل الأخير هو إجراء القرعة.

في مرحلة المجموعات من دوري أبطال أوروبا، يتم تقسيم الأندية إلى مجموعات مكونة من أربعة فرق، ويتم ترتيبهم بحسب عدد النقاط، ويتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني إلى أدوار خروج المغلوب، وبالنسبة لصاحبي المركزين الثالث والرابع يرحل أحدهما إلى مسابقة الدوري الأوروبي ويودع الآخر المسابقات القارية نهائياً.

لكن في حال تساوي أكثر من فريقين في عدد النقاط، يتم ترتيب الجدول على النمط الآتي:

1.  قاعدة المواجهات المباشرة بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
2. فارق الأهداف في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
3. اللجوء إلى عدد الأهداف التي تم تسجيلها في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط في كل المباريات
4. اللجوء إلى عدد الأهداف المسجلة خارج الأرض في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط

إذا استمر التعادل في كل المعايير السابقة، يتم إعادة تطبيقها على النحو التالي:

• فارق الأهداف في كل مباريات المجموعة
• عدد الأهداف التي سُجلت في كل مباريات المجموعة
• عدد الأهداف التي سُجلت خارج الأرض في كل مباريات المجموعة
• عدد الانتصارات في كل مباريات المجموعة
• عدد الانتصارات في المباريات التي لُعبت خارج الأرض ضد كل أندية المجموعة
• نقاط تأديبية ( بطاقة حمراء مباشرة = خصم 3 نقاط، بطاقة صفراء = خصم نقطة، طرد بسبب بطاقتين صفراوتين في مباراة واحدة = خصم 3 نقاط )
• بحسب تصنيف الاتحاد الأوروبي

يتم الاستعانة بفارق الأهداف في حال تساوي فريقين "فقط" في عدد النقاط بنهاية الموسم، على غرار ما يحدث في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ولكن، إذا كان هناك تطابق بين فريقين أو أكثر في عدد النقاط، يتم تحديد الفائز على النحو التالي:

1. المواجهات المباشرة بين الأندية المتساوية في عدد النقاط
2. فارق الأهداف في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
3. فارق الأهداف بوجه عام

وفي حال استمرار التعادل بين الأندية المتنافسة على لقب الدوري الإسباني، يتم اللجوء إلى قواعد اللعب النظيف:

• تلقي بطاقة صفراء = خصم نقطة
• الحصول على بطاقتين صفراوتين في نفس المباراة = خصم نقطتين
• بطاقة حمراء مباشرة = خصم ثلاث نقاط
• إيقاف المدرب أو أحد مسئولي النادي = خصم خمس نقاط
• سوء سلوك مشجعي النادي = خصم من 5 إلى 7 نقاط
• غلق الملعب بسبب أعمال شغب = خصم 10 نقاط

وفي حال تواصل التعادل برغم تطبيق كل هذه المعايير، يتم إقامة مباراة فاصلة في ملعب محايد.

تعتبر الأولوية في الدوري الألماني لفارق الأهداف في حال تساوي الأندية في عدد النقاط بنهاية الموسم، ولكن هناك معايير أخرى قد يتم تطبيقها، على النحو التالي:

1. فارق الأهداف
2. عدد الأهداف التي سجلها كل فريق في الموسم بأكمله
3. نتائج المواجهات المباشرة بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
4. عدد الأهداف المسجلة في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
5. عدد الأهداف المسجلة خارج الأرض في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
6. عدد الأهداف التي سُجلت خارج الأرض في مباريات الموسم بأكمله
7. إقامة مباراة فاصلة إذا كانت حتمية لتحديد الفائز باللقب، الفريق الهابط أو المشارك في أي بطولة أوروبية، والبديل في حال استمرار التساوي هو إجراء القرعة.

في الدوري الفرنسي يتم تطبيق المعايير الآتية في حال التساوي في عدد النقاط:

1. فارق الأهداف.
2. أكبر عدد تم تسجيله من الأهداف 
3. إقامة مباراة فاصلة إذا كانت حتمية لتحديد الفائز باللقب، الفريق الهابط أو المشارك في بطولة أوروبية، والبديل في حال استمرار التعادل هو إجراء القرعة.

في الدوري الإيطالي، يتم اللجوء إلى المعايير الآتية على الترتيب:

1. نقاط المواجهات المباشرة بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
2. فارق الأهداف في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
3. فارق الأهداف بوجه عام
4. أكبر عدد تم تسجيله من الأهداف.
5. إقامة مباراة فاصلة إذا كانت حتمية من أجل تحديد الفائز، الفريق الهابط أو المشارك في بطولة أوروبية، وفي حال استمرار التعادل يتم إجراء قرعة.

حتى موسم 2004/2005، كان يتم اللجوء إلى مباراة فاصلة في نهاية الموسم في حال وجود تساوي في عدد النقاط بين الأندية المتنافسة على اللقب، المراكز الأوروبية أو التي تصارع على البقاء، وتعود أخر مرة تم الاستعانة فيها بمباراة فاصلة لتحديد بطل الكالتشيو إلى موسم 1963/1964، عندما تساوى كلا من بولونيا والإنتر في عدد النقاط برصيد 54 نقطة قبل أن يفوز الأول بالمباراة الفاصلة بهدفين نظيفين.

في الدوري الهولندي، يتم ترتيب الأندية التي تتساوى في عدد النقاط بنهاية الموسم على النحو الآتي:

1. فارق الأهداف
2. أكبر عدد تم تسجيله من الأهداف
3. عدد النقاط التي تم الحصول عليها في المواجهات المباشرة التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
4. فارق الأهداف في المواجهات المباشرة التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
5. عدد الأهداف التي سُجلت خارج الأرض في المواجهات المباشرة التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
6. إقامة مباراة فاصلة إذا كانت حتمية لتحديد الفائز باللقب، الفريق الهابط أو المشارك في بطولة أوروبية، وفي حال استمرار التعادل يتم إجراء قرعة.
7. اللجوء لركلات الجزاء الترجيحية ( فقط عقب التعادل في المباراة الفاصلة ) 

في مرحلة المجموعات من مسابقة كأس العالم، والتي تعتبر هي الدور الأول للبطولة قبل البدء في دور الستة عشر وأدوار خروج المغلوب، تم تحديد بعض المعايير من أجل اللجوء إليها في حال تساوي المتنافسين على حجز بطاقتي التأهل في عدد النقاط:

1. عدد الأهداف التي تم الحصول عليها في كل مباريات المجموعة
2. فارق الأهداف في كل مباريات المجموعة
3. عدد الأهداف التي تم تسجيلها في كل مباريات المجموعة
4. عدد النقاط التي تم الحصول عليها في المواجهة المباشرة مع الفريق الذي تم التساوي معه في عدد النقاط
5. فارق الأهداف في المواجهة المباشرة مع الفريق الذي تم التساوي معه في عدد النقاط
6. عدد الأهداف التي تم تسجيلها في المباراة التي لُعبت بين المنتخبين بعد التساوي في عدد النقاط
7. اللجوء لقواعد اللعب النظيف في كل مباريات المجموعة ( يتم إجراء خصم واحد فقط للاعب في المباراة الواحدة )

ويتم خصم النقاط طبقاً لقواعد اللعب النظيف، على النحو الآتي:

• بطاقة صفراء = خصم نقطة واحدة
• بطاقة حمراء غير مباشرة = خصم ثلاث نقاط
• بطاقة حمراء مباشرة = خصم أربع نقاط
• بطاقة صفراء وبطاقة حمراء مباشرة = خصم خمس نقاط

تم الاستعانة بقواعد اللعب النظيف في كأس العالم السابق بروسيا وتحديداً في مباريات المجموعة الثامنة، عندما تساوى منتخبي السنغال واليابان في عدد النقاط، فارق الأهداف، عدد الأهداف التي تم تسجيلها والتي تم استقبالها أيضاً، ووقته تأهل الساموراي للدور التالي استناداً لقواعد اللعب النظيف، حيث تلقى لاعبوه بطاقتين صفراوتين أقل، ليتم خصم 4 نقاط مقابل خصم 6 نقاط لأسود التيرانجا.

يُعتبر فوز مانشستر سيتي بلقب الدوري في موسم 2011/2012 هو أحدث وأشهر مثال لألقاب الدوري التي تم تحديد بطلها بفارق الأهداف، فبعد صراع شرس للغاية بين طرفي مدينة مانشستر، كسر السيتيزنس احتكار الشياطين الحُمر وفازوا باللقب، مُعلنين بداية فترة جديدة لهيمنة الطرف الأخر من المدينة على الدوري الإنجليزي الممتاز.

وكان الموسم بأكمله عبارة عن سباق خيول مكون من طرفين فقط وهما مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، ليُنهيا الموسم بفارق 19 نقطة كاملة عن صاحب المركز الثالث آرسنال، وكانا قد لعبا الجولة الأخيرة من الموسم وهما متساويان في نفس العدد من النقاط، ولكن الأفضلية كانت للأزرق السماوي بسبب فارق الأهداف "+8"، وكان عليهم فقط التأكيد من تحقيق نتيجة أفضل من مانشستر يونايتد الذي كان عليه مواجهة سندرلاند خارج ملعبه.

ونجح السيتيزنس في تحقيق اللقب الغالي بطريقة دراماتيكية بعد أن نجح في قلب الطاولة على كوينز بارك رينجرز في الوقت بدل الضائع وسجل هدفين وفاز بنتيجة (3-2)، بينما فاز الشياطين الحمر بهدفٍ نظيف على مُضيفه سندرلاند وكان هو المتوج فعلياً باللقب حتى الدقيقة 90 من مباراة السيتي، عندما كانوا متأخرين بهدفين لهدف، قبل أن يسجل دجيكو هدف التعادل ويتبعه أجويرو بهدف الفوز، ليتوج الأزرق السماوي باللقب على حساب غريمه التقليدي بفارق الأهداف.

توجد نسخة آخرى من الدوري الإنجليزي الممتاز كانت قد حُسمت بنفس التفاصيل المُثيرة، وتحديداً في موسم 1988/1989، عندما فاز آرسنال خارج ملعبه على ليفربول في آنفيلد ليفوز بلقب الدوري في اليوم الأخير من الموسم بعد أن تساوى كلا الناديين في عدد النقاط وفارق الأهداف.

وفي موسم 2006/2007 لعبت أندية أيندهوفن، الكمار وأياكس الجولة الأخيرة من الموسم وهي متساوية في عدد النقاط، ونجح الأول في الفوز بلقب الدوري بعد التغلب على فيتسه بنتيجة (5-1)، ليساعده ذلك في الحصول على فارق أهداف "+50" مقابل "+49" للانسيري، وفي المقابل كان المنافس الثالث قد خسر ضد إكسلسيور.