الرقة مازالت بعيدة عن حل مشكلة المقابر الجماعية

آخر تحديث 2018-10-21 00:00:00 - المصدر: رووداو

رووداو – أربيل

رغم مرور سنة على استعادة الرقة من تنظيم داعش، مازالت المدينة تعاني من مشكلة المقابر الجماعية والجثث المدفونة في جميع أنحائها وتحت أنقاض الأبنية المدمرة.

ويقول موفد شبكة رووداو الإعلامية إلى الرقة، هونَر أحمد، إنه تم خلال هذه السنة العثور على خمس مقابر جماعية، وتم نقل الجثث الموجودة في اثنتين منها، وعددها 2500 جثة، إلى مقابر عادية.

ويضيف موفد رووداو بأنه يجري العمل حالياً على انتشال نحو 1500 جثة من مقبرة بانوراما، التي لم يستخرج منها حتى الآن سوى 150 جثة.

وحسب قول موفد رووداو، دفن حسان حسين زوجتين له وابنته في هذه المقبرة، لكنه لا يهتدي الآن إلى مكانهم ولا يستطيع العثور عليهم.

وقال حسان حسين لرووداو، وهو يصحب طفله الصغير "محمد" الذي كان ابن ثلاثة أشهر عندما قتلت الطائرات الحربية والدته في إحدى غاراتها: "أطلقوا علينا أربعة صواريخ، فقدت على أثرها زوجتين وبنتاً، كما قتل كثيرون، حملتهم بنفسي ودفنتهم، أظن أنهم في القاطع الثالث، كان الله في عون هذه الفرق التي تعمل هنا منذ الفجر، بحثاً عن الضحايا، لكننا لم نعثر عليهم".

هناك أربع فرق تعمل يومياً في داخل المدينة على إنتشال الجثث، إضافة إلى العمل في المقابر الجماعية. لكن علمية إنتشال الجثث في الرقة وصلت إلى مرحلة صعبة، لأن أغلب الجثث المتبقية وقعت تحت أنقاض المباني المدمرة، وانتشالها ليس سهلاً.

وقد تم خلال سنة، إنتشال ثلاثة آلاف جثة في الرقة، منها ألفا جثة كانت مدفونة في المقابر الجماعية، ويقدر العدد الكلي للجثث المتبقية في مختلف أنحاء الرقة والمقابر الجماعية مجتمعة بأربعة آلاف جثة، حسب موفد رووداو.

يقول مسؤول فرق الإسعافات الأولية في لجنة إعادة إعمار الرقة، ياسر خميس: "أمامنا الآن ثلاثة مقابر: بانوراما، الفخيخة ومقابر الأحياء السكنية وانتشال الجثث من كل واحدة بحاجة إلى شهر ونصف الشهر، وكذلك الجثث المدفونة تحت الأنقاض يحتاج إنتشالها إلى شهر ونصف".

عدم إخلاء الرقة من الجثث، واحد من الأسباب التي تمنع عودة النازحين إلى المدينة.

الموصل القديمة في العراق وحارة البدو في الرقة، هما المكانان اللذان سقط فيهما أكبر عدد من الضحايا المدنيين خلال معركة المواجهة مع مسلحي داعش، لأن داعش اتخذ من المنطقتين مقراً وملاذا لأمرائه وقادته.

وقع أكثر من 700 ضحية في حارة البدو بالرقة، ومازال البحث جارياً عن 250-300 جثة،

فاطمة أسعد، من سكنة حارة البدو في الرقة، تبحث عن ذكريات ما قبل تدمير الرقة، لكنها لا تعثر على شيء غير الدمار والحسرة، وتقول: "أفكر في جيراني الذين راحوا، أفكر في أولئك الناس وما حل بهم، لم يبق أي من جيراننا، لقد ماتوا جميعاً، دعني أخبرك بأن أكثر من 150 شخصاً من الذين أعرفهم من سكان هذا الزقاق ماتوا، هذا ظلم، ثم أن الذين يريدون العودة لا يملكون شيئاً".

ليست هناك إحصائيات رسمية لعدد الضحايا الذين سقطوا في معركة إستعادة السيطرة على الرقة، لكن التقديرات غير الرسمية تقول إن خمسة عشر ألف مدني، 70% منهم نساء وأطفال، قضوا خلال المعركة.