هيثم محمد فيسبوك تويتر
تشهد منافسات الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا منتصف الأسبوع الحالي عدة مواجهات قوية ستحدد مسار المجموعات الثمانية، ومن ضمن تلك اللقاءات موقعة بوروسيا دورتموند مع أتليتكو مدريد ضمن المجموعة الأولى.
ويحل الفريق الإسباني ضيفاً على ملعب "سيجنال إيدونا بارك" في ألمانيا في مباراة ستحدد مسار صدارة المجموعة في ظل تصدر الفريقان بالعلامة الكاملة والفوارق بين هذا الثنائي وموناكو وبروج، الطرفين الآخرين.
وتتباين أوضاع الفريقين قبل المباراة ما بين المضيف بوروسيا دورتموند الذي يمر بفترة زاهية ويحلق في صدارة ترتيب البوندسليجا، وأتليتكو الذي لا يقنع على المستوى الفني ولكن لا يزال حاضر في دائرة المنافسة.
ونجح لوسيان فافر منذ توليه قيادة بوروسيا دورتموند الصيف الماضي في فرض أسلوب لعبه سريعاً، وبدا أن اختيار الإدارة للفرنسي كان موفقاً لتشابه العقلية من السعي وراء اللعب الجميل والفاعلية الهجومية.
وأعاد فافر لدورتموند شخصيته الهجومية مرة أخرى بعد موسم سلبي مع راجنيك افتقد فيه الفريق هويته، وعادت الكرة الممتعة للظهور مرة أخرى، فحتى الآن وصل الفريق إلى 27 هدفاً في الدوري وضعته على قمة البوندسليجا ولم يتقبل أي هزيمة.
وأظهر الفريق الألماني تماسكاً وشخصية كبيرة على الصعيد الأوروبي في أولى اللقاءات، فلم يفقد الأمل في بلجيكا وخطف انتصار صعب ومتأخر أمام بروج، ثم استعرض عضلاته على حساب موناكو بثلاثية نظيفة.
ويدين فافر لمهاجمه باكو ألكاثير بالكثير فيما يخص الحصيلة التهديفية الكبيرة، وإن كان يحسب للمدرب الفرنسي نجاحه في إدراج المهاجم الإسباني تدريجيا مع الفريق والكرة الألمانية بعد مواسم من الابتعاد عن المشاركة مع برشلونة.
وليس فقط ألكاثير من يتألق، فنجح فافر في استغلال المواهب الشابة التي بحوذته مثل جادون سانشو وكريستيان بوليسيتش، بالإضافة إلى إعادة إحياء ماركو ريوس كلاعب حر لا يتقيد بمركز في خط الهجوم.
وفي الجانب الآخر، نجح أتليتكو مدريد في البقاء في دائرة المنافسة محلياً وأوروبياً حتى الآن رغم التراجع الفني الواضح واهتزاز الفريق وتراجعه عن المواسم الماضية.
وحاول دييجو سيميوني تجديد الفريق في الصيف وإعطائه هوية جديدة ذات طابع هجومي أكثر، ولكن المغامرة لم تنجح حتى الآن بشكل مقنع، فالتعاقدات الجديدة لم تندمج في التشكيلة الأساسية، والأسماء البارزة في خط الهجوم لم تصل بعد لمستواها المعهود، خصوصاً الثنائي أنطوان جريزمان ودييجو كوستا.
ورغم استقباله لخمس أهداف فقط بالليجا وابتعاده بفارق نقطتين عن الصدارة، ولكن الفريق لا يبدو متماسكاً وصلباً كما في المواسم الفائتة مع سيميوني، ويواجه صعوبات في الانتصار وحسم اللقاءات محلياً وأوروبياً، خصوصاً على ملعبه الذي كان رعباً للخصوم، فعانى الفريق أمام بروج الجولة الماضية لانتزاع النقاط الثلاث في "واندا ميتبروبوليتانو"، وكان الحال مشابه في الليجا في أمام بيتيس قبل التوقف.
ويحسب لسيميوني رغم تذبذب المستوى الفني تحقيق النتائج على الصعيدين المحلي والأوروبي والبقاء في دائرة المنافسة، وإن كان ساعده التراجع العام لكبار الليجا مع بداية المسابقة، وخصوصاً الثنائي برشلونة وريال مدريد، بالإضافة لوقوعه في مجموعة متوازنة بدوري الأبطال.
وستكون موقعة منتصف الأسبوع بين الفريقين مفترق طرق مهم ليس فقط من أجل زعامة المجموعة، ولكن من أجل تأكيد المسار من أجل رجال فافر، وفي المقابل من أجل استعادة الهوية وتثبيت الوضع لسيميوني ورفاقه في رحلته لنهائي دوري الأبطال على ملعبه بنهاية الموسم.